التاريخ : الخميس 30 نوفمبر 2006 . القسم : رسالة الأسبوع

يا أهل العراق.. اتقوا الله في دمائكم!!


 

رسالة من محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلي يوم الدين، وبعد!!

 

فإن اللحظات الحاسمة في تاريخ الأمم والشعوب تبقى عادةً مرتبطةً بقدرتها على التوحُّد في مواجهة أعدائها، كما أن المعتدي عادةً ما يسعى إلى الحلقة الأضعف في سلسلة الدول والشعوب.

 

ولئن كانت أمتنا في مرحلة الاستضعاف، فإنها بلا شكٍّ تمتلك من عوامل القوة الكامنة ما يؤهِّلُها للمقاومة والانتصار، بشرط إحيائها واستعادتها لأسباب الصمود المتمثلة في:
- الإيمان العميق.. برب واحد، ونبي خاتم، وكتاب خالد تهتدي به منهاجًا، وصلوات خمس تتجه لقبلة واحدة.

 

- الفهم الدقيق.. لمكونات دين يُعلي قيمة الإنسانية، ويحفظ للإنسان كل مكونات حياته وخصوصية آدميته.

 

- الحب الوثيق.. الذي يستهدف رِضَا ربِّ الأرباب جلَّ في علاه؛ حيث يذوب كلُّ خلاف في الرأي، أو تبايُن بين المذاهب.

 

ومن هذه الأسس تنطلق رسالتنا هذه إلى المرابطين في العراق، الصامدين في بلاد الرافدين، الرافعين رايةَ الجهاد في مواجهة محتلٍّ لم يحمل إلى بلادنا إلا كلَّ بلاءٍ وفرقةٍ ووبالٍ.. إليهم جميعًا بكلِّ ألوانِ طيفِهم السياسي والمذهبي والعرقي، نخاطب عقولَهم الحية، وقلوبَهم التي تنبض بالوحدانية لله الواحد القهار، نضع أمام ناظريهم صورة واقعهم الدامية، التي ترسم ملامحُها أشلاءً تُعيد صياغة خارطة العراق؛ لتصبغَها بلون دم بشري قانٍ بريء، ومداد جديد حوَّل صفاء دجلة والفرات إلى أنهار دماء لا يستمتع بمطالعتها إلا المحتلّ الذي يُدمن مذاق الدم ورائحته وصورته!! ومن ثمَّ تعلو أصواتُ الضحايا تخاطب الجميع:

- من الرابح في هذا السباق الدامي؟!

- ولمصلحة مَن تصعد أرواح الشيوخ والنساء والرجال والشباب والأطفال، إلى بارئها شاكية ﴿بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ (الشمس: 9)؟!

- وكم من المكاسب يتحقق لمحتل يطالع مآذن المساجد تندكُّ فوق رؤس الركَّع السجود بأيدٍ مسلمة؟!

- وأي هناءٍ لمحتلٍّ يرى رصاصات تخترق صدور أهل العراق لا جنود الاحتلال، وقنابل تدكُّ بيوت الآمنين بدلاً من خنادق المعتدين، وشراكًا تُنصب في أسواق الأبرياء لا في حصون الأعداء؟!

 

إنها تساؤلات مشروعة، تطرح نفسها على واقع مرير، لا يحكمه عقل ولا يسيطر عليه منطق، ويتحمل مسؤليته ويخسر من جرائه الجميع بلا استثناء.

 

فيا علماء العراق..

إلى السيد طارق الهاشمي والشيخ حارث الضاري والشيخ عدنان الدليمي، وإلى آية الله السيستاني والمرجع الشيعي عبد العزيز الحكيم والزعيم الشابّ مقتدى الصدر، بما لَهم من مواقع الصدارة ومرجعية المشورة وحقوق السمع والطاعة التي لا يخفى على كل متابع مدى تأثيرها على شيعة العراق.. جميعكم شيعة وسنة.. مراجع وشيوخًا.. أيًّا ما كان سنُّكم وقدرُكم ومكانتُكم.. لا نستثني منكم أحدًا.

 

 الصورة غير متاحة

 العنف في العراق يحضد أرواح الآلاف

إلى جميع هؤلاء القادة والأعلام والرموز.. نقول إنكم تتحملون تبعة كل مسلم في العراق بواقع مكانتكم، من أصل قول المصطفى- صلوات الله وسلامه عليه-: "كلكم راعٍ وكلُّ راع مسئولٌ عن رعيته"، فلئن كانت لكم أيها القادة الكلمة والمسئولية فاعلموا أنكم موقوفون أمام الله، مسئولون بين يديه عن الدماء التي تُراق بغير جريرة ولا ذنب.

 

ف