التاريخ : الخميس 03 مايو 2007 . القسم : رسالة الأسبوع
العداء للإسلام وأهله.. لماذا؟!
رسالة من محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين.. سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..
فإن الإسلام هو الدين الحق ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ (الزمر: 2)، فنزول الكتاب من عند الله حقٌّ وصدقٌ لا مِريةَ فيه، والكتاب يتضمَّن المنهج الحقّ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. إنه المنهج الشامل الكامل الذي ارتضاه الله للناس ولن يقبل سواه ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ (المائدة: من الآية 3) ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (آل عمران: 85)، وقد جاء هذا المنهج الرباني بأسمى المبادئ وأرقى القيم فقرَّرها وحثَّ عليها وقدَّم أروعَ النماذج لها، ومن ذلك:
* الرحمة
حيث كادت تقتصر رسالة الإسلام عليها، وتنحصر في نطاقها، وهذا مفهوم قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107)، وقد كان- صلى الله عليه وسلم- كذلك حقًّا، فهو القائل "والراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمْكم من في السماء" وهو القائل: "في كل ذي كبد رطب أجر"، وقد كان- صلى الله عليه وسلم- ناطقًا بأعظم مظاهر الرحمة العامة، التي امتدَّت إلى المناوئين ولم تقتصر على الموالين، وامتدَّت إلى الحيوان ولم تقتصر على الإنسان، والرحمة الخاصة بالضعفاء، اجتماعيًّا أو صحيًّا أو ماليًّا.. النساء والأرامل، واليتامى والصغار، والمسنين، والفقراء والمساكين، والمرضى والمصابين..
* العدل
ويكفي في الحث عليه أن نتدبَّر قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ (النساء: 135) والآية الكريمة تطلب من المؤمنين أن يبالغوا في القيام بمقتضى العدل والإنصاف، مرتفعين في ذلك فوق اعتبارات القرابات والعواطف، وقد عبَّر ربعي بن عامر- رضي الله عنه- عن رسالة أمة الإسلام بقوله: "لقد ابتعثنا الله لنُخرِجَ مَن شاء من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة".
* المساواة
فالناس جميعًا يرجعون إلى أصلٍ واحدٍ، ولا فرقَ بينهم ولا مَيزةَ لأحدهم إلا بالتقوى، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات: 13) وقوله- صلى الله عليه وسلم- أيضًا: "أيها الناس، كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلى بالتقوى".
* الحرية
وقد بلغ من إعلاء الإسلام لقَدْرِهَا أن يقول النبي- صلى الله عليه وسلم- "رحم الله أخي يوسف، لو جاءني الرسول لقبلت"؛ وذلك تعليقًا على تأجيل يوسف عليه السلام للخروج من السجن حتى يبرِّئَ ساحتَه، رغم وجاهة مبرّره، ويخبر- صلى الله عليه وسلم- عن المصير التعِس لامرأةٍ بسبب الاعتداء على حرية قطة، فقال- صلى الله عليه وسلم-: "..ودخلت امرأةٌ النارَ في هرَّة حبستها، لا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض"، وقد صرخ الفاروق عمر يومًا، مستنكرًا قهر ابن والي مصر لأحد الأقباط، فقال رضي الله عنه: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟!".
هذه أيها الناس باقةٌ من حديقة الإسلام الفيحاء الغنَّاء، ورشفةٌ من نبع الإسلام الزاخر الفيَّاض، فماذا كان موقف الآخرين منه رغم هذا السموِّ وهذه العظمة؟!
لقد أعلن الآخرون- للأسف الشديد- العَدَاءَ السافر الفاجر للإسلام والمسلمين منذ الوهلة الأولى وعلى مرِّ التاريخ وحتى الآن، بدل أن يستضيئوا بنوره، ويهتدوا بهداه، ويسيروا على نهجه فيسعدوا بذلك في معاشهم ومعادهم:
- فها هم مشركو مكة يُنزلون بالمسلمين الأوائل أبشعَ صور البطش والتنكيل، غير مبالين بحق ولا حرية ولا عهد ولا قربى.
- وها هم اليهود في المدينة، يعلن رأسُهم وشيطانُهم حيي بن أخطب عداوته الدائمة لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعدما تيقَّن من علامات نبوَّته ودلائل صدقه، وقد أعرب عن هذا في نهاية المحاورة الشهيرة مع أخيه الذي سأله عن رؤيته لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- وعن معرفته، وعن التأكُّد من أمارته المذكورة في كتبهم، ثم عن الموقف منه بعد هذا كله، فقال: "عداوته والله ما حييت"!!
- وها هي غارات المغول والتتار وما اقترفتْه من جرائم الإبادة الجماعية والتدمير والتخريب الذي لم يفلت منه شيءٌ حتى الفكر والثقافة والتراث والحضارة.
- وها هي الحروب الصليبية بموجاتها العاتية المتكررة، والتي تحالفت فيها الكنيسة الأوروبية مع القياصرة، جاءت بحدِّها وحديدها تعربد في بلادنا، فسالت دماء المسلمين أنهارًا وتحوَّل الازدهار والعمران خرابًا وآثارًا!!
- ثم ها هو الواقع المعاصر نرى فيه هذا العَداء للإسلام والمسلمين قد استفحل شرُّه واستطار شرَرَه وتمادَى فجْرُه، ومن مظاهر ذلك:
- بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي غيَّر حلف شمال الأطلسي العدوَّ المستهدفَ ليشكِّل (العقيدة القتالية) للجيوش، فاتفقوا على أن الإسلام هو العدوُّ الجديدُ، أسموه "الخطر الأخضر" بدل "الخطر الأحمر" الشيوعي السابق.
- وفي البوسنة فعل الصرب بالمسلمين هناك الأفاعيل التي ربما لا تخطر على بال إبليس، فكانوا يلقون بالمسلمين أحياءً في خلاَّطات الأسمنت مع بعض الحشائش، ثم يقدِّمون عجائن الأجساد طعامًا للخنازير، وكانوا يبقرون بطون الحوامل على هيئة صليب ليطبعوا الأجنة في الأرحام بشعار عقيدتهم، وكانوا يهتكون أعراض العجائز الطاعنات في السن بدافع الاستهتار والإذلال لا غير.
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وُجِّهت أصابع الاتهام فورًا- وبلا أي تحقيق- إلى الإسلاميين، ووجدها المحافظون الجدد فرصةً مواتيةً لتنفيذ مخططاتهم وتحقيق أطماعهم في السيطرة والهيمنة، فصرَّح الرئيس الأمريكي بلا مواربة أنها حربٌ صليبيةٌ جديدةٌ، ثم اعتبرها زلة لسان بعد أن نبَّهه مساعدوه إلى خطورة هذا التصريح، ولكن (زلات اللسان هي تعبير صادق عن مكنون الجنان) ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾ (آل عمران: من الآية 118)، ثم طفح مكنون صدره من جديد، فأعلن أن أمريكا في حربٍ ضد الفاشيين الإسلاميين، ولم يكتفِ بالكلام فحسب، ولكنه وجه آلته العسكرية الجبَّارة إلى أفغانستان وإلى العراق وإلى الصومال بدعوى محاربة الإرهاب.
وتنكر الغرب وأمريكا لدعاواهم وشعاراتهم في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة، وقد ملأوا بها الأثير طويلاً، وصدَّعوا بها الرءوس، ثم كشفت ممارساتهم عن ازدواجية المعايير والتنكير الفاضح لتلك المبادئ، إذا كانت ستحفظ للمسلمين حقًّا أو تجلب لهم خيرًا:
- ففي فلسطين يرى العالم صباح مساء جرائم الاحتلال الصهيوني، من قتلٍ وتدمير، وحصار واقتحام، واعتقال وتعذيب، فيلوذ هؤلاء بالصمت المريب، أو يعربون عن الأسف للإفراط في استخدام القوة- على أحسن تقدير- أما أسْر جندي يهودي واحد في غزة فتقوم الدنيا لأجله ولا تقعد، وأسْر جنديَّين في الجنوب تُشنُّ لأجلهما حربٌ وحشيةٌ إجراميةٌ على لبنان تدمِّر مقوماته، وتأتي على الأخضر واليابس فيه.
- ويقف هؤلاء بالمرصاد لأية دولة إسلامية تسعى لتطوير برنامجٍ نوويٍّ سلميٍّ لإنتاج الطاقة الكهربائية، بينما لا يسمح لأحد أن يتساءل مجرد تساؤل عن ترسانة الأسلحة النووية لليهود ولا لأمريكا، رغم أنها الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت القنابل النووية في الحرب العالمية الثانية، وطمست بها من الوجود مدينتي هيروشيما ونجازاكي.
- وينادي هؤلاء بالإصلاح والديمقراطية والشرق الأوسط الكبير، ثم الجديد، فإذا رجحت الديمقراطية كفة الإسلاميين ظهر كذبُهم، والتهموا صنمَهم كما رأينا في فلسطين، حين اختار شعبُها حركة حماس، فعاقبه هؤلاء بالحصار الظالم والتجويع القاتل، وكما رأينا في مصر حين ارتفعت أسهم الإخوان المسلمين، فأطلق هؤلاء يد النظام الفاسد المستبدّ ليصفِّيَ حسابه معهم بأخسِّ وسائل القمع والبطش، من اعتقالات مستمرة بالجملة، وتحويل المدنيين الشرفاء إلى المحاكمات العسكرية، وتخريب المؤسسات، ومصادرة الأموال، وتغيير الدستور والقوانين لخنقهم وعزْلهم، وتسليط أفواه الإعلام المسعورة لتشويههم، وتلويث سمعتهم، ونهش لحومهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل!!
- وتعاني الأقليات المسلمة في أمريكا والغرب من الاضطهاد والتمييز العنصري، فيحارب الحجاب في فرنسا بلد الحرية والتنوير كما يزعمون، وامتدَّت العدوى إلى ألمانيا وهولندا وغيرهما تستفزُّ مشاعر المسلمين بالتجرُّؤ الوَقِح بين حين وآخر على أعظم ما يعتزُّون به من عقيدةٍ وشريعةٍ، بل ولم يسلم من ذلك أشرف الأنبياء والمرسلين وسيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم!!
والآن نتساءل بحسرةٍ ودهشةٍ عن: أسباب هذا العَداء المرير للإسلام وأهله؟!! ولعل الإجابة تتضح فيما يلي:
- الحسد الذي يعتمل في قلوب المحرومين من الإيمان والاستقامة، ورغبتهم المحمومة في صدِّ أهل الحق عن طريقهم، بل وردِّهم إلى مستنقع الكفر والفسوق الذي يتخبَّط فيه أعداؤهم، وهذا الدافع للعداء أكده القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ (البقرة: من الآية 109)، وقوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ﴾ (المائدة: 59).
- الثقافة المادية الإباحية التي تغذَّى عليها الغربيون، والتي اختزلت أهداف الوجود السامية الكبرى في تحصيل المنفعة وتحقيق المتعة، وازدادت هذه الثقافة عوارًا وسعارًا بالأفكار الانتهازية لميكيافيلي "الغاية تبرِّر الوسيلة"، والأفكار التحريضية لداروين "البقاء للأقوى"!!
- هذه الخلفية الفكرية والثقافية للغربيين يرتبط بها ارتباطًا مباشرًا وثيقًا التجردُ من القيم والمبادئ، فإذا توفَّرت لهم وسائل القوى فإنهم لا يتورَّعون عن استخدامها لنَيل مآربهم، وتحقيق أطماعهم، وإشباع شهواتهم، ولا يسمحون لدعاوى العدل والإنصاف والرحمة والإنسانية أن تقف في وجوههم أو تعوق انطلاقهم، ولا يجد المسلمون- أصحاب هذه المبادئ- من هؤلاء غير السخرية والاستهزاء، بل الحرب والعداء.
- الإسلام هوية الأمة، ومفتاح شخصيتها، وسرُّ قوتها ونهضتها، إذا نُوديت به أجابت، وإذا استُنفرت به نفرت، وإذا رُفع فيها لواؤه التفَّت حوله وتجمَّعت، وإذا واجهت به أعداءَها صمدت، واستسلمت وهانت عليها التضحية بالأنفس والأموال، وكل مرتخص وغال، وهكذا يكون الإسلام دافعَ المقاومة وأساسَها، وزادَها ووقودَها، ومِن ثمَّ يعتبره المحتلون الغاصبون الصخرةَ الصُّلبة التي تتكسَّر عليها سهام كيدهم وتآمرهم.
وبعد هذا الإيضاح لحقيقة الإسلام ومبادئه ومظاهر العداء له وأسبابها.. فإننا نوجه نداءين:
- نداءً إلى هؤلاء الذين يناصبون الإسلام العَداء.. أن يراجعوا أنفسهم، ويكفُّوا أيديَهم، وأولى بهم أن يلتقوا مع أمة الإسلام على كلمةٍ سواء، عرَضَها قرآنُنا العظيم في قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران: 64) فإن أبيتم هذه فاعلموا أن عملكم باطلٌ، وأن سعيكم فاشلٌ؛ إيمانًا بقول ربنا عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ﴾ (الأنفال: من الآية 36).
- ونداءً إلى أمة الإسلام أن تستمسَّك بدينها العظيم، وأن تعَضَّ عليه بالنواجذ، وأن تعتزَّ بعقيدته، وتطبِّقَ شريعته، وتتمثَّلَ مبادئه، فهذا سرُّ قوتِها وعزَّتِها وبه- لا بغيره- تواجه أعداءَها، وأن يرفع أبناؤها رؤوسهم متذكِّرين قول الله تعالى: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: 139).
وأبشروا أيها الأحباب.. فإن الفجر طالع مهما طال الليل، وإن النصر قادم مهما اشتدَّ الكرب.. ألم يقل ربنا عز وجل: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ (غافر: 51) ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾ (غافر: 52).. صدقت ربَّنا وإنا لموقنون.
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).