التاريخ : الخميس 31 مايو 2007 . القسم : رسالة الأسبوع
أمريكا تنشر الفوضى في العالم.. أين عقلاء البشر؟!
رسالة من محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين
لم تكتفِ الإدارةُ الأمريكيةُ بما أشعلته من حرائق منذ أعلنت منفردةً حربَها على الإرهاب، وخلطت فيها الأوراق بين الحق المشروع في المقاومة والعنف العبثي العشوائي الذي يستهدف الأبرياء، وقد سار العالم خلفها بقرارات دولية وإجراءات حكومية كانت نتيجتها ما أعلنته التقارير المحايدة في الغرب نفسه، أن حجم العنف في العالم زاد في العام الماضي 2006م فقط بنسبة 25%، وما يعلنه الرئيس الأمريكي بلسانه في كل خطاب أن العراق تحوَّل إلى نقطة مركزية لجماعات العنف والإرهاب، ولا يسأل نفسه من المتسبِّب فى ذلك؟ وما الذي حوَّله إلى ساحة عنف وقتال طائفي وأرض للعصابات وساحة مفتوحة لكل الناس؟!
ويتعامى بوش عن المقاومة العراقية الحقيقية ضد الاحتلال في الوقت الذى تتسرَّب فيها الأخبار عن لقاءاتٍ سريةٍ يقوم بها الذين ورَّطوا أمريكا في المستنقع، فيعملون من أجل خروج مشرِّف، وما الذي تبقَّى من شرف لأمريكا بعد أن فقدت أخلاقَها وشرَفَها في عمليات تعذيب سجن أبو غريب وجوانتانامو ومداهمة البيوت وقتل النساء والأطفال؟!
وها هي الإدارة الأمريكية تفرض عقوباتٍ جديدةً على السودان أيضًا، مع معارضة روسية في خطة مشتركة مع بريطانيا للتدخل السافر واحتلال جديد لإقليم دارفور، بعد أن دفعت إثيوبيا إلى احتلال الصومال، ووصلت الجرأة بإثيوبيا أن تعلن أن قواتها في الصومال "قوات تحرير" فماذا يكون الاحتلال؟!
وسارعت أمريكا إلى مدِّ جسر حربي لدعم فريق ضد فريق في لبنان، واستثمرت أزمة تنظيم "فتح الإسلام"- الذي اعتدى على الجيش اللبناني- لتصب الزيت على النار وتُشعل الحرائق في لبنان الذي عانى حربًا أهليةً مدمّرةً لمدة 15 عامًا، وتريد أمريكا أن تُعيده من جديد إلى أتون الحرب الأهلية الطائفية إن لم يكن عبر المحكمة الدولية لقتلة الشهيد الحريري، في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ودون توافق لبناني داخلي عليها مع اتفاق كل الأطراف على ضرورة المحكمة الجنائية ومحاسبة كل من شارك فى هذه الجريمة البشعة.
بوش ومشرف
وتساند أمريكا الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي فشل في الوفاء بتعهداته بالقضاء على الإرهاب في إطار السياسة الأمريكية، ورغم كل المعارضة القوية في الشارع الباكستاني ضده بعد عزله رئيسَ المحكمة العليا في خطوةٍ غير مسبوقة في أي بلد يحترم الدستور والقانون.
ويا ليت أمريكا اكتفت بإشعال الحرائق في العالم العربي والإسلامي، لكنها تريد محاصرة العالم كله والانفراد بالسيطرة والهيمنة، فتريد أن تنشر منظومةً صاروخيةً تهدد الأمن القومي الروسي، وعندما عارضها الرئيس بوتين إذا بحملات الهجوم تشتدُّ على روسيا، مع اتهامات سابقة التجهيز بانعدام الديمقراطية وحقوق الإنسان!!
ولا تحترم أمريكا إلا الأقوياء، وها هي تريد المفاوضات المباشرة مع إيران لأول مرة منذ سقوط الشاه الديكتاتور، وتفتح قنواتٍ سريةً مع حركات المقاومة العراقية الإسلامية والوطنية، بينما تستمر الإهانات للعملاء والوكلاء والحلفاء في أوروبا والوطن العربي والإسلامي، والمؤسف أن هذه المفاوضات الأمريكية- الإيرانية سيكون الخاسر الأكبر فيها- كما يقول المراقبون- العراق نفسه والحكومات العربية؛ حيث سيكون الدور الإقليمي الأكبر بعد إقرار أمريكا هو الدور الإيراني، فهل يدرك ذلك العرب الرسميون؟!
والمأساة الكبرى تلك التي خلقتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة في فلسطين منذ ترومان الذي كان أول من اعترف بالكيان الصهيوني، الذي احتلَّ الأرض، وشرَّد البشر، ودمَّر الممتلكات