التاريخ : الخميس 01 يناير 2009 . القسم : رسالة الأسبوع

.. ولكن جهاد ونية..


 

رسالة من محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسَّلام على النبيِّ الهادي الأمين؛ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أمَّا بعد..

﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)﴾ (الأنفال)، هكذا خاطب الله سبحانه وتعالى نبيَّه ومصطفاه حين تكالبت عليه الدنيا كلها، واشتدَّ الكرب عليه وعلى دعوته، وها أنا ذا أردِّدها لإخواننا وأشقَّائنا في غزة الأبيَّة، ونحن نحيا في ظلال أيام الهجرة المباركة ومعانيها العظيمة ودلالاتها المؤثرة؛ لما بين الحدثين من تشابه وتطابق كبيرين.

 

دموية العدو.. وتواطؤ الشقيق

وكأن الزمان دار دورته، وكأننا نحيا نفس الأجواء التي كانت تحيط بالهجرة المباركة؛ فما يحدث لإخواننا وقرة أعيننا في غزة أشبهُ ما يكون بهذه الأجواء؛ من تكالب وتواطؤ القريب والبعيد والعمل على استئصالهم ومحاربتهم بكل الوسائل غير الشريفة؛ لا لشيء إلا لمحاربة الله ورسوله وإفشال المشروع الإسلامي.

 

وهو ذاته ما تعرَّض له المصطفى صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة، وهكذا كانت الأجواء المحيطة به وبدعوته، وإن لم تصل إلى هذا الحد من الإجرام والدموية من العدو والتخاذل والتواطؤ من بني الجلدة.

 

هذا دأبهم

وعلى الرغم من أن المحرقة الظالمة التي يقوم بها الصهاينة ضد إخواننا في غزة الأبيَّة ليست بجديدة عليهم وعلى تاريخهم وأيديهم الملطَّخة بالدماء منذ فجر التاريخ؛ فهم قتلة الأنبياء والرسل والأطفال والعزل بدم بارد، بل وتعدَّى الأمر إلى سبِّ الله؛ سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا كبيرًا.

 

وكذلك تآمرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته، ولن ننسى في هذا السياق قبوله- وهو الرءوف الرحيم- بحكم سعد بن معاذ فيهم في غزوة بني قريظة؛ بقتل رجالهم وسبْي نسائهم وذراريهم، وتقسيم غنائمهم وأموالهم بين المهاجرين والأنصار، من جرَّاء ما فعلوه.. على الرغم من كل هذا؛ إلا أن البعض ينسى أو يتناسى طبيعة هؤلاء المارقين عن صراط الله، والمفسدين في أرضه.. فيجب ألا يغيب عنا دأبهم ومكرهم وكيدهم، وليكن لنا في تاريخهم أعظم العبرة لحاضرنا ومستقبلنا.

 

لا هجرة بعد الفتح

إننا نستحضر في هذه الأيام العصيبة حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.. عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح (فتح مكة): "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استُنفرتم فانفروا" (أخرجه البخاري).

 

فإذا كانت الهجرة بالمعنى الشرعي ليست مجرد الانتقال من بلد إلى آخر فحسب، بل هي هجرة عامة عن كل ما نهى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى يكون الدين كله لله؛ فإننا نقف مع الجزء الثاني من الحديث "..ولكن جهاد ونية، وإذا استُنفرتم فانفروا".

 

لقد بقي لنا معنى الجهاد بمعناه الواسع والعام، وهذا على وجه العموم، وأحسب أننا في هذه الأوقات العصيبة التي يحياها إخواننا في غزة تحت نيران الصهاينة الغاشمين وتواطؤ عربي وتآمر دولي؛ فإننا يجب أن نعيش كدول ومجتمعات وشعوب وأفراد معنى الجهاد بكل معانيه؛ بدءًا من الجهاد قتالاً عن طريق الجيوش بما لديها من إمكانات وقدرات، وفرق المقاومة الشعبية مهما صغرت إمكاناتها، وانتهاءً بالجهاد بالتبرُّع بالدم والمال والكلمة، بل وبالمقاطعة الاقتصادية بكل أشكالها وصورها، فما نحن فيه يتطلَّب منا استجلاب أقصى درجات الجهاد لنعذر إلى الله وننصر إخواننا بكل الوسائل المتاحة؛ فإذا كنا في الماضي ندعو إلى تدريب النفس وتربيتها فإنما ذلك هو لمثل هذه اللحظة المصيرية والفارقة في تاريخ صراعنا مع الصهاينة.

 

وهذا ما يؤكده الجزء الأخير من الحديث "..ولكن جهاد ونية.."، وها هو وقت الجهاد قد حان ووجب علينا جميعًا ولا عذر لأحد؛ فمن يقعد عن نصرة إخوانه الآن فقد خان الله ورسوله والمسلمين أجمعين، وسيبوء بإثمه وذنبه إلى أبد الآبدين وفي يوم الدين، وهذا هو المقصود من الحديث؛ فإذا دُعيتم واستُنفرتم فانفروا، سواءٌ كان نفيرًا خاصًّا.. لأشخاص معينين، أو نفيرًا عامًّا لعموم المسلمين؛ فالآن يجب النفير ﴿انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41)﴾ (التوبة).

 

بين الهجرة والهجر

إذ كنا نريد أن نُحيي معاني الهجرة الحقيقية؛ فعلينا بهجرة جادَّة إلى الله ورسوله، والعمل الجاد والصادق لنصرة الإسلام.. هجرة إلى الطاعات والقربات، وهجرة الذنوب والسيئات.. الشهوات والشبهات.. هجرة من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، وأيضًا هجْر التقصير في واجباتنا والتفريط في حقوقنا والتخاذل عن نصرة إخواننا، وضعف نفوسنا، والاستقواء بأعدائنا على بعضنا البعض، واللهْث وراء مصالحنا الخاصة، وضرب عُرض الحائط بمصالح شعبنا وأمتنا.

 

وهذا هو ما فعلته الهجرة في الصحابة رضوان الله عليهم؛ بأن أخرجتهم من جواذب الأرض، ورفعتهم إلى سعة السماء والأرض وما وراءهما.. ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)﴾ (التوبة)، فخرجوا طائعين من حظوظ أنفسهم ودنياهم؛ إلى رضا ربهم ونصرة لربهم ودينهم.. لذلك استحقوا رضا الله سبحانه ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (8)﴾ (الحشر)، فاستحقوا بذلك جنات الله ورضوانه.

 

فنحن نريد هجرةً حقيقيةً للأمة إلى الله.. نريد الاقتداء الحقيقي بهؤلاء الصحابة الكرام؛ في التحلِّي بالهجرة الحقيقية لنصرة الله ورسوله، والهجْر الصادق لمبطلات هذه النُصرة.

 

 واجب الرباط

وإذا كانت من أهم دروس الهجرة- بل ومن أهم عوامل نجاحها- نصرة الأنصار للمهاجرين وتعاون الجميع على نصرة الله بكل معانيها؛ فإن هذا ما نريده اليوم؛ هجرة لنصرة المسلم لأخيه المسلم "المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره".

 

فعندما تتحوَّل دماء الأبرار من أهل غزة مدادًا لمكاسب صهيونية وتواطؤ عربي وخيانة بني الجلدة وصمت دولي مخزٍ؛ فهنا يصبح واجبًا علينا أن نُحيى المرابطة سلوكًا وفعلاً وتطبيقًا، ولتَهُبَّ الأمة كلها في حالة رباط ومناصرة لإخواننا المجاهدين في غزة.. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)﴾ (التوبة).

 

دروس وعبر

ونحن نحيا بين عبق الهجرة والجهاد، ونشم رائحة الشهداء العطرة؛ ففي الوقت ذاته تزكم أنوفنا روائح الخيانة والعمالة والتواطؤ الكريهة؛ نقف أمام بعض الدروس والعبر التي نستخلصها من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لتنير لنا درب العمل والدعوة إلى الله والجهاد الصادق في سبيله:

 

* الثقة بنصر الله

لقد كانت رحلة الهجرة محفوفةً بالمخاطر والأهوال التي تطير لها الرءوس؛ فالسيوف تحاصره عليه الصلاة والسلام في بيته، وليس بينه وبينها إلا الباب.. والمطارِدون يقفون أمامه على مدخل الغار.. وسراقة الفارس المدجَّج بالسلاح يدنو منه حتى يسمع قراءته.

 

والرسول صلى الله عليه وسلم في ظل هذه الظروف العصيبة متوكِّلٌ على ربه، واثقٌ من نصره.. ﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)﴾ (التوبة)، وهنا تتجلى معيَّة الله ونصره لعباده المؤمنين ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51)﴾ (غافر).

 

فطريق الجهاد في سبيل الله شاق وطويل ومحفوف بالمكاره والصعاب، لكن من صَبَر ظَفَر، ومن ثبت انتصر ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21)، فمهما اشتدت الكروب ومهما ادلهمَّت الخطوب فإن المؤمن يبقى متوكِّلاً على ربه واثقًا بنصره..

فالزم يديك بحبل الله معتصمًا      فإنه الركن إن خانتك أركان

 

* اليقين بأن العاقبة للمتقين

فالذي ينظر في الهجرة بادئ الأمر يظن أن الدعوة إلى زوال واضمحلال، ولكننا نجد أن الهجرة في حقيقتها تعطي درسًا واضحًا في أن العاقبة للتقوى وللمتقين؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يُعلّم بسيرته المجاهدين في سبيل الله أن يثبُتوا في وجه الباطل وأعوانه، ولا يهِنوا في دفاعهم، وألا يَهُولَهم أن تقبل الأيام على الظالمين وأعوانهم، فيشتد بأسهم، ويجلبوا بخيلهم ورجالهم؛ فقد يكون للباطل جولة، ولأشياعه صولة، أما العاقبة فإنما هي للذين صبروا والذين هم مصلحون، وهذا ما نوصي به إخواننا المجاهدين في غزة أن يصبروا ويصابروا فالعاقبة للمتقين ﴿إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (هود: من الآية 49).

 

* الثبات في الشدائد

وذلك كان واضحًا في جواب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه في الغار عندما قال: لو أن أحدهم نظر إلى موقع قدمه لأبصرنا؛ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم مطمئنًا له: "لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا".

 

فهذا مثل من أمثلة الصدق والثبات، والثقة بالله، والاتكال عليه عند الشدائد، واليقين بأن الله لن يتخلى عنه في تلك الساعات الحرجة.

 

هذه هي حال أهل الإيمان؛ بخلاف أهل الكذب والنفاق والفجور والعصيان؛ فهم سرعان ما يتهاونون عند المخاوف، وينهارون عند الشدائد، ثم لا نجد لهم من دون الله وليًّا ولا نصيرًا ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45)﴾ (الأنفال).

 

* النصر مع الصبر

لقد كانت الهجرة معبِّرةً بجلاء عن هذا المعنى؛ فمع ما لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذى واضطهاد في مكة وكان هيِّنًا على الله عز وجل أن يصرف هذا الأذى عنه صلى الله عليه وسلم جملةً واحدةً، ولكنها سنة الابتلاء يؤخذ بها النبي الأكرم؛ ليستبين صبرُه، ويعظُم عند الله أجرُه، وليعلم الدعاة والمجاهدون كيف يواجهون الشدائد، ويصبرون على ما يلاقون من الأذى صغيرًا كان أم كبيرًا.. اعلموا أن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرًا.

 

رسائل

المجاهدون الصابرون في غزة

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)﴾ (آل عمران)، فاصبروا واعلموا أنكم على الحق وأن الله معكم وناصركم ﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ (محمد: من الآية 35)، وإننا خلفكم؛ ندعمكم بكل ما أوتينا من قوة وبكل الوسائل المتاحة؛ فاصبروا كما صبر أولو العزم من الرسل والصادقون من المجاهدين.

 

واعلموا أن النصر صبر ساعة، وأن الله ناصر من ينصره ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: من الآية 40) فلتلجؤوا إلى الله ولا تنتظروا المدد والعون والغوث من أحد غيره، وثقوا بنصر الله لكم ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم: من الآية 47).

 

الملوك والرؤساء

اتقوا الله في الأمانة التي في أعناقكم، وانحازوا إلى طريق الله وانصروا عباده المجاهدين، وقفوا وقفةً تُرضي الله وتنجُّون بها أنفسكم من ناره، وتبرِّئون بها ساحتكم من تواطئكم على هذه المحرقة، فلتنحازوا للشعوب ولخياراتها، ولترتقوا لآمالها، واعلموا أنكم إن لم تنصروهم فسينصرهم الله، وأن التاريخ لن يرحم، والشعوب لن تنسى، ولتتخذوا قراراتٍ ومواقفَ حقيقيةً وجادَّةً لرفع الظلم والعدوان على غزة، وتعيدوا به الحق لأهله.

 

الإخوان المسلمون

لتَحْيَوا بالقضية وتعيشوها وتُعايشوها، ولتمتزج بكم، ولتتحركوا بها في كل ميدان، ولتنصروا إخوانكم وتُروا الله من أنفسكم خيرًا، وكونوا كما يحب ربكم ويرضى: ابذلوا وضحوا وادعوا الله آناء الليل وأطراف النهار لنصرة المجاهدين، وتحركوا في كل الميادين، ولا تدَعوا وسيلةً يمكنكم بها نصرة إخوانكم المجاهدين إلا وفعلتموها﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)﴾ (إبراهيم).

 

وختامًا.. فإن ما يحدث في غزة يتطلَّب من الأمة كلها أن تنهض بمسئولياتها وتنصر إخوانها.. ألا هل بلغت؟! اللهم فاشهد، وحسبنا الله ونعم الوكيل، والله أكبر ولله الحمد.. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).

وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.