التاريخ : السبت 08 مارس 2014 . القسم : رسالة الأسبوع
رسالة الإخوان المسلمين.. المرشد العام للإخوان المسلمين فكرًا وعملاً (2)
في الرسالة السابقة عرضنا نماذج من أفكار ومبادئ فضيلة المرشد العام، وهي تنبئ عن شخصية تفيض بحب الخير للناس جميعا، وللمصريين خصوصا ولوطننا الحبيب مصر، وتطلعه لتقدمه ونهضته على أساس الإسلام وأخلاقه ومبادئه، وتنبئ كذلك عن إيمانه بقيم الحرية والديمقراطية والسلام الاجتماعي، ونستكمل في هذه الرسالة استعراض أفكاره بقلمه وكلامه.
كتب في مقال بعنوان (رسالتي إلى الإخوان) نشر في 31/12/2012 يقول: «إخواني الأحباب، إن كثرة الاستحقاقات الواقعة الآن وتداعياتها من فعاليات وأنشطة جماهيرية واحتكاكات سياسية، والتي قد تصل لحد الاختلاف مع غيرنا؛ لا يجب أن تؤثر على سلامة صدورنا تجاه إخواننا من مختلف التيارات السياسية الذين يحرصون على استقرار الوطن واحترام الشرعية وآليات الديمقراطية، فكل مخلص صادق منهم يعتقد أنه يخدم بلده وفق رؤاه الخاصة، ويجب أن نحترم ذلك، وأن نلتقي سويا على المشترك بيننا وهو كبير وكبير جدا، وألا تؤثر الخلافات السياسية على وحدة شعبنا لبناء بلدنا من جديد، وليكن شعارنا: (كونوا كالشجر يقذف بالحجر فيلقي أطيب الثمر)، فمصر ملكنا جميعا، ولنا جميعا أسهم متساوية فيها، ولا يحتكر أحد الحديث باسمها، ولا يميز أحد على غيره إلا بقدر عطائه وتضحيته، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون» «فلنمد أيدينا لجميع إخواننا من كل التيارات السياسية، ولنتسامح ونتغافر ونتجادل بالتي هي أحسن، ونتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، فلا مكان في مصر الثورة للتخوين أو الإقصاء، فمصر أكبر من الجميع، ولن يبنيها أحد بمفرده».
ويقول فيها أيضا: «إخواني الأحباب، سيحاول البعض عرقلة جهودكم وإفشالها وتسفيه ما تقومون به، إما عن جهل منه بحقيقة ما تعملون، أو عن حقد ورغبة في إفشال الانتقال والتحول الديمقراطي لحاجة في نفسه، وعلى أي حال لا تقابلوا الإساءة بالإساءة، ولا تقفوا كثيرا على ما يرددونه من اتهامات باطلة أو حجج واهية، واجعلوا أعمالكم وأخلاقكم هي التي تتحدث وتعبر عنكم» «نشهد الله عز وجل أننا في إدارتنا للأحداث الحالية وما سبقها نقدم الصالح العام على الخاص، ونسعى للتوافق بين الجميع لما فيه خير مصر وشعبها، بل وأمتنا كلها».
فهل من يدعو للحرص على استقرار الوطن واحترام الشرعية وآليات الديمقراطية والتعاون في مساحات الاتفاق مع الجميع والحرص على سلامة الصدور ومقابلة السيئة بالحسنة والتوافق بين الجميع، ويرفض التخوين والإقصاء، ويقر بشراكة الجميع في ملكية مصر وحقهم في بنائها؛ يستحق أن يتهم ويحاكم بكل ما يناقض ما قاله وكتبه وآمن به والتزم به هو وجماعته؟ سبحانك هذا بهتان عظيم!.
وكتب في مقال له عنوانه (لنتنافس في حب مصر ونهضتها) نشر في 25/1/2013 في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير 2011 يقول: «ولا يخفى على أحد أن مصر مستهدفة من جهات عدة ومن قوى إقليمية ودولية تسعى لعدم الاستقرار وإثارة المشكلات وإشعال الفتن للإضرار بمصر ومصالحها ومكانتها، لإفشال عملية التحول الديمقراطي، وهو ما لن يتحقق بإذن الله سبحانه بوعي المصريين الشرفاء والحريصين على مصر وشعبها».
ويقول أيضا: « فلنتسابق في حب مصر وفي خدمتها ونهضتها، فبنهضة مصر ننهض جميعا وتنهض معنا الأمة كلها، فمصر هي رائدة العالمين العربي والإسلامي».
ويقول: «فلنتعاون على البر والتقوى والنافع لبلدنا وأهلنا، ولا نتعاون على الإثم والعدوان، وليحذر كل منا حكم التاريخ وشهادته، فهي لن ترحم أبدا من يتاجر بمصالح مصر ويزايد على دماء أبنائها، فالله مطلع علينا جميعا ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور».
ويقول: «وكما أثبت المصريون للعالم أنهم أصل الحضارة والتحضر في إسقاط النظام السابق بسلمية، فلنثبت للعالم مرة أخرى عظمة الشعب المصري الكريم في التنافس في حب مصر، والتعايش بين كل مكونات النسيج الوطني».
ويقول: «فالآن لا بد من اعتماد الحوار والتفاهم المشترك كآلية لحل الخلافات الناشئة عن تجربتنا الديمقراطية الوليدة، ولا بد كذلك من البعد كل البعد عن العنف والتخوين والإقصاء، وعن محاولة كسب نقاط على حساب الوطن، فإذا خسر الوطن -لا قدر الله- فكلنا خاسرون».
ويقول: «ولنعرف كيف نختلف وكيف نعالج الآثار السلبية للاختلاف، ولنسع لتنظيم وإنضاج الآراء ونتعود على عرض الرأي، لا فرض الرأي، ولا الحجر على الرأي...».
ويقول: «لقد طغى كره البعض للإخوان على حبهم لمصر، وأساؤوا لنا واتهمونا في نياتنا، واستباحوا دماءنا وأعراضنا وأموالنا، ظنا منهم أن ذلك سيثنينا عن عزمنا، وتناسى هؤلاء أن مثل هذه التصرفات لا تفت في عضد الإخوان المسلمين وثباتهم على مبادئهم وقيمهم ومثلهم، وقد جربت الأنظمة الفاسدة المستبدة كل هذه الوسائل والجرائم، فباءت بالخسران والخزي على أصحابها، ومن يفعلون ذلك الآن لن ينجحوا في استدراجنا لعنف هم بادئوه ومشعلوه، فمصلحة مصر تحتم علينا أن نصبر ونحتسب ﴿وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾».
فهل من كانت هذه أخلاقه ومبادئه وطباعه ومشاعره في حب مصر وأهلها والتي وصلت إلى حد الجنوح للسلم والثبات عليها، حتى لو استخدم خصومه ضده العنف والإيذاء؛ يمكن أن يفكر في الإضرار بمصر أو أحد بنيها، فضلا عن أن يحرض على ذلك؟ سبحانك هذا بهتان عظيم!.
وإلى الرسالة القادمة بإذن الله تعالى.