التاريخ : الأربعاء 20 أغسطس 2014 . القسم : رسالة الأسبوع

رسالة الإخوان المسلمين.. بشائر النصر القريب


لا ريب أن أمتنا تعيش اليوم دورة من دورات من التحرر الوطني، وتواجه تحديات كبيرة، ويتعرض دعاة الحق والخير لتسلط الظلمة والمفسدين الذين اتخذوا أعداء الأمة أولياء يلقون إليهم بالمودة، ويبتغون عندهم العزة، على حساب شرف الأمة وأخوة الدين والدم. وفي الوقت الذي يسعى فيه الصادقون إلى تحرير الإنسان، وتنمية المجتمعات، وتحقيق العدالة والكرامة عبر آليات سلمية حضارية، معتمدين على الله، ثم على شعوبهم الحرة؛ فإن المبطلين والظالمين وقوى الظلام والرجعية يواجهون ذلك مدججين بقوى: المال الحرام، والسلاحِ الغاشمِ، والقضاءِ الظالمِ، والمؤسساتِ الفاسدةِ، والإعلامِ الصاخبِ، والنفاقِ الماجنِ باسمِ الدين، وبقوةِ الإسنادِ الماديِّ والمعنويِّ المجرمِ من القوى الإقليميةِ والدوليةِ الكارهةِ للإسلامِ، والرافضةِ للحقِّ ولحريةِ الشعوبِ وكرامةِ الإنسانِ. ولكننا على يقين من أن سنة الله ستمضي بنصرة الحق وأهله إن شاء الله.

بشائر في طريق النهوض والنصر:

 مع شدة الصراع وتفاوت القوة المادية بين الطرفين يأبى الله تعالى إلا أن يبعث بشائر نصر الحق وأهله، وأن يكشف أمارات انكسار المبطلين، وهو يوجه المؤمنين إلى الثبات والاجتهاد والوقوف في وجه طوفان الظلم والفساد، والإبداع في إدارة الصراع مع المفسدين ﴿وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ﴾

المقاومة الفلسطينية تنتصر:

ها نحن نرى كيف سار المجاهدون في غزة العزة في مشوار (ابتغاء القوم) دون وهن، وعضوا على جراحهم رغم الحصارالآثم، ورغم الألم المضني، ورغم التنكيل والتخذيل من بني جلدتهم ودينهم، وأبدعت عقولهم الحرة خطط النصر التي زلزلت ما وصف بالجيش الذي لا يقهر، وحفروا الصخر بأظفارهم، وصنعوا بأيديهم وإبداعهم سلاح مقاومتهم من بنادق وصواريخ وقاذفات وحتى الطائرات، في الوقت الذي انشغلت فيه جيوش نظامية كبيرة بخبز الكعك والبسكويت وصناعة أواني الطهي والأدوات المنزلية، وقامت المقاومة الباسلة من وسط ركام الهزيمة النفسية التي أصابت الأمة، لترد الهزيمة على الصهاينة والمتصهينين، وها هي تنقل المعركة إلى قلب قواعد العدو، وتبهت استخباراته التي طالما تباهى بها، وتقتحم حصونه التي طالما ظن أنها مانعته، وهي بداية تؤشر لما ستكون عليه المعركة في المستقبل بإذن الله.

الثورة المصرية تدشن موجة ثورية جديدة:

مع ذكرى المجازر الانقلابية البشعة في رابعة والنهضة والتي وصفها تقرير هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية بأنها من جرائم الإبادة الإنسانية؛ دخلت الثورة المصرية موجة جديدة، مدفوعة بعزيمة قوية وإيمان راسخ بمبادئها العظيمة، ويقين تام باقتراب انكسار الانقلاب الدموي وتحقيق أهداف الثورة من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ولن ينجح الانقلابيون بكل إرهابهم وحيلهم المكشوفة - كما لم ينجحوا من قبل- في جر الثورة والثوار إلى دائرة العنف والعمل المسلح ورغم كل محاولات الانقلاب تبرير فشله الهائل في إدارة البلاد، والترويج لأكاذيبه وتبرير إرهابه وجرائمه الدموية، بإلصاق تهمة الإرهاب بالثوار وبالإخوان المسلمين؛ فقد بطل سحره وانكشف زيفه للداخل والخارج، وها هي الثورة بسلميتها المبدعة تدخل مرحلة جديدة، وستكتمل بانتصارها إن شاءالله إنتصارات الربيع العربي الذي أشرقت شمسه وستحرق بإذن الله كل خفافيش الظلام التي لا تستطيع العيش إلا في ليل الكيد وظلام المؤامرات. 

أيها الثوار الأحرار، إنّ الباطل مهما علا في الأرض؛ فإنه بإذن الله سيعود على يد الأحرار إلى ما كان عليه من التراجع والصغار، ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾؛ وتلك هي طبيعة الباطل ﴿إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾. وإنّ الذي يمكث ويبقى هو ما ينفع الناس ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ﴾ .

ويقينا فإن الانقلابيين مهما بلغ إجرامهم لن يفلتوا من عقاب الله في الأخرة وفي الدنيا سيقتص شعبنا من المجرمين وهذا ما يوجب على الثوار الأحرار بذل المزيد من الجهد في اكتساب أسباب النصر، وتوحيد الصفوف، وكشف جرائم الانقلاب أمام الشعب وأمام العالم، وملاحقته بكل إصرار، والإبداع في مقاومة جرائمه، حتى ينكسر بإذن الله, 

وقبل كل ذلك تقوى الله وحسن الإقبال عليه وصدق اللجوء إليه، وتجديد التوبة في كل وقت، ومداومة الاستغفار فهو مفتاح النصر  ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ. وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ .

والله أكبر ولله الحمد.