التاريخ : السبت 22 ابريل 2006 . القسم : بيانات

نداء من فضيلة المرشد العام للتبرع للشعب الفلسطيني


 

بسم الله الرحمن الرحيم

نداءٌ لشعب مصر الكريم، ولشعوبِ الأمةِ العربية، وللمسلمين في كلِّ مكان، وللمسيحيين الحقيقيين أيضًا في كل مكان، ولأحرارِ العالم، الذين يقدِّسون قيمَ الحريةِ والحقِّ والعدلِ والإنسانية..

 

إن القيمَ الساميةَ تفرض علينا نصرةَ المظلوم وإغاثةَ الملهوف ونجدةَ المصاب وإعطاءَ المحروم وإطعامَ الجائع وإنقاذَ المهدد وتحريرَ الأسير، يفرضها علينا الإسلامُ الحنيفُ والمسيحيةُ الحقَّةُ والإنسانيةُ الجامعةُ بين الناس، ولذلك نرى العالمَ يتنادى بالتعاون لإنقاذِ ضحايا الكوارثِ الطبيعيةِ والمجاعاتِ والأوبئةِ العامةِ هنا وهناك، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ محمود.

 

ولكنَّ المثيرَ للاستغرابِ والغضبِ بل والاشمئزازِ أن تتنادى حكوماتٌ كثيرةٌ وأن تستخدمَ نفوذَها وسلطانَها من أجلِ خنقِ الشعبِ الفلسطيني وتجويعِه؛ لأنه مارسَ حقَّه الطبيعي في انتخاب حكومةٍ تمثِّله بمقتضى المبادئ الديمقراطيةِ التي يزعم العالمُ الغربي أنه راعيها وناشرُها بين شعوب العالم، فلما جاءت الديمقراطيةُ بحكومةٍ لا يرضى الغربُ ولا الصهاينةُ عنها، راح يشد الحبلَ حول عنقِ الشعبِ الفلسطيني البالغ ثلاثة ملايين فرد، في محاولةٍ لإكراهِه على إسقاطِ هذه الحكومة، وكأنَّ هذا الشعبَ ينقصه مزيدٌ من المآسي، وهو الذي عانى- ولا يزال- من أبشعِ ألوانِ الظلمِ والقهرِ في النصفِ الثاني من القرنِ العشرين، في محاولةٍ لإبادتِه أو تهجيرِه وتشريدِه، فقد تعرَّض للمجازرِ الجماعيةِ والطردِ والتعذيبِ والاستيلاءِ على الوطنِ والديارِ والاضطهاد العنصري، كل ذلك بالسلاح الغربي وبمباركة الغرب وفي ظلِّ حمايتِه السياسيةِ والدبلوماسية.

 

وإذا كانت حكوماتُ الغرب قد تجرَّدت من كلِّ المشاعرِ الإنسانيةِ في محاولةٍ لإبادةِ شعبٍ أو تركيعِه، فماذا يجب على حكوماتنا إزاء هذا الوضع؟ والقضيةُ قضيةُ أمنٍ قومي للأمةِ العربية، والقضيةُ قضيةُ واجبٍ إسلامي تجاه أرضٍ مقدسةٍ وإخوةٍ في الإسلام، وما هو الواجبُ على الشعوب الإسلامية والشعوب العربية بمسلميها ومسيحييها.. هل نخذلهم ونسلمهم، والرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله" والله تعالى يقول: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: من الآية 10) ويقول: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ (التوبة: من الآية71) ومن هنا أقولُ للحكوماتِ العربيةِ والإسلاميةِ: لا تستجيبوا للرغباتِ الغربيةِ الشريرةِ القاتلةِ التي تغتالُ إخوانَنا في فلسطين بالحصارِ والجوعِ، تمردوا على الضغوط الشيطانية، وقِفُوا وقفةً ذات كرامةٍ ترضي الله الحقَّ العدلَ، وتتجاوب مع إراداتِ الشعوبِ، وتُثبِت أن الأمةَ فيها رجالٌ.

 

أما أنتِ أيتها الشعوبُ فالتعويلُ الأكبرُ عليكم، وإن الجهادَ بالمالِ لهو أضعفُ الإيمان وأقلُّ الواجباتِ، فيا أيها الأغنياءُ والميسورون ابذلوا مما أفاءَ الله عليكم، لا أقول زكاة أموالكم فحسب، ولكن أنفقوا من صلب أموالكم، وثِقُوا أنه "ما نقص مالٌ من صدقة" ﴿وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)﴾ (سبأ) ﴿وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُضْعِفُونَ (39)﴾ (الروم).

 

وأنتم يا متوسطي الحال، بل ويا أيها الفقراءُ اقتطعوا من قوتِكم وقوتِ أولادِكم ولو كسرة خبز من كلِّ رغيفٍ لتَقُوا إخوانَكم في فلسطين وطأةَ الجوعِ وذلَّ الحاجةِ للظالمين القتلة، وتثبِّتوهم في رباطهم وجهادِهم لتحريرِ الأرضِ وتطهيرِ المقدساتِ الإسلاميةِ والمسيحيةِ، وأخصُّ بالنداءِ فلسطيني المهجر؛ فـ"الأقربون أولى بالمعروف".

 

وكلي ثقة في أن كل مصريٍّ ومسلمٍ ومسيحيٍّ حقيقيٍّ وحرٍّ سوف يسارع إلى هذا الواجب الديني والإنساني النبيل، ولذلك فأرجو التبرع في الحسابات التالية:

• جامعة الدول العربية (بنك مصر الدولي : 7777777)

• اتحاد الأطباء العرب ( بنك فيصل الإسلامي : 212051)

• لجنة الإغاثة الإنسانية (البنك الوطني المصري: 500555)

 

وجزاكم الله خيرًا؛

                    محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في : 24 من ربيع الأول 1427هـ = 22 من إبريـــل 2006م