التاريخ : الثلاثاء 25 يوليو 2006 . القسم : بيانات

بيان من الإخوان المسلمين عن مؤتمر روما بشأن العدوان على لبنان


 

بسم الله الرحمن الرحيم

يتواصل العدوان الصهيوني الهمجي على لبنان منذ أسبوعَيْن ويدكُّ العدوُّ الصهيونيُّ بقنابل حقده الدفين على العرب والمسلمين المنازلَ والمساجدَ والجسورَ ومحطاتِ الكهرباء والماء وكافةَ منشآتِ البنية التحتية... ويسقط من اللبنانيين أربعمائة شهيد وأكثر من ألف جريح.
يحدث هذا في لبنان منذ أسبوعَيْن، وشبيه مثله في فلسطين المحتلَّة منذ أمد طويل، فماذا فَعَلَ العالم المتحضِّر؟ ماذا فعلت الأمم المتحدة المَعْنِيَّة بحفظ السلام والأمن الدوليَّيْن؟ وماذا فعلت الولايات المتحدة.. القوة المهيمنة التي تدَّعي أنها راعيةُ مكافحةِ الإرهابِ ومسئولة الديمقراطية والسلام في العالم؟

 

لقد تكشَّفَتْ كلُّ الحقائقِ وسقطت كلُّ الدعاوى الزائفة وظهرت الأمم المتحدة على حقيقتِها، فهي لا تَعْدُو أن تكونَ ذيلاً ذليلاً للإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية، وانحسر القناع الأمريكى عن وحشيةٍ ليس لها مثيلٌ، متحصنةً بغطرسةِ القوة وغرورِ السيطرة، وثبت للجميع أن مَن يدَّعي أنه المجتمع المتحضر لا يمثِّل أدنى قيمة من قِيَمِ العدل والحرية والمساواة والحق والإنصاف ونصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم.

 

وبينما تتناثر أشلاءُ الضحايا وتتعالى أنَّاتُ الجرحى وبكاءُ الأطفال الذين فَقَدَوا أباءَهم وأمهاتِهم تتحدَّث وزيرةُ الخارجية الأمريكية عن فرصةٍ لإيجادِ شرق أوسط جديد، ويتحدَّث غيرها عن وضعٍ جديدٍ في المنطقةِ تكون السيطرةُ فيه للعدوِّ الغاصبِ المُعْتَدِي!!

 

لكنْ إذا كان من خَيْرٍ فيما يُرتكَب من آثامٍ فهو أنه لم يَعُدْ خافيًا على أحد من الشعوب العربية والإسلامية بل من شعوب العالم الحر ما تدبرونه يا دعاةَ المجتمعِ المتحضِّر من سوءٍ للأمةِ العربيةِ والإسلامية، فما يحدث في لبنان وفلسطين من حربٍ ضروسٍ وتآمرٍ خسيسٍ ضدَّ المقاومةِ الباسلة هو مؤامرةٌ غربيةٌ هدفُها تصفيةُ المقاومةِ؛ تمهيدًا لاستكمالِ السيطرةِ على العالمِ العربي والإسلامي.

 

إنَّ المقاومةَ التي تحاربونها والتي تجتمعون في روما في محاولةٍ لخنقها هي في عيون شعوبِنا شعاعُ أملٍ وسط حلكة الظلم والاستبداد اللذَيْن يجثمان بصدرِهما على المنطقة، وهي بارقةُ أملٍ لاستخلاص حقوقِ شعوبنا المهضومة.

 

إن وقائعَ التاريخ تؤكِّد أنه ما من مقاومةٍ وطنيةٍ مخلصةٍ سَعَتْ لاستخلاصِ حقِّ شعبها إلا وحقَّقت النجاحَ، ونحن على يقين أن المقاومةَ في فلسطين ولبنان ستنتصر بإذن الله الذي وَعَدَ بنَصْرِ عبادِه الصادقين الباحثين عن الحقِّ والعدلِ والحرية.

 

ونقول لكم: لو تآمرتم على إبادةِ الفلسطينيين واللبنانيين جميعًا فهناك أكثر من ألف مليون مسلم سيكملون مسيرتَهم حتى ينتصرَ الحقُّ بإذن الله، مهما بَلَغَ كَيْدُكُمْ، ومهما بلغ تخاذلُ حكَّامِ العرب والمسلمين وتواطؤهم معكم.

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)﴾ (يوسف) ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(40)﴾ (الحج).

محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في: 30 من جمادى الآخرة 1427هـ الموافق 25 من يوليو 2006م