التاريخ : الأحد 30 يوليو 2006 . القسم : بيانات

مذبحة قانا الثانية... صفعة جديدة للمستكينين


 

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن أعلنت النظم العربية استسلامها أمام العربدة الصهيونية، وقررت خذلان الشعبين الفلسطيني واللبناني وتركهما فريسة للعدوان الصهيوأمريكي؛ كان من الطبيعي أن يتمادى العدوان في غيِّه واستكباره، وأن يوجه صفعةً جديدةً من المهانة للمستكينين الذين رضوا لأنفسهم بالدَنِيَّة وحاولوا جرَّ شعوبهم إلى هاوية الانحطاط، فارتكب الصهاينة مجزرة جديدة فى قانا راح ضحيتها عشرات القتلى من النساء والأطفال المسالمين.

 

بعد عشر سنوات من مجزرة قانا الأولى يرتكب العدو الصهيوني مذبحةً جديدةً في البلدة ذاتها ليوجه رسالة مفادها أن الصهاينة والإدارات الأمريكية التي تدعمهم وتساندهم يغترفون من مَعِيْن لا ينضب من الحقد والعداوة للعرب والمسلمين، وأن دعاوى السلام التي يرددونها مجرد زيف زائل، وأنهم لا يرعون في شعوبنا إلا ولا ذمة، فالوحشية تجرى في عروقهم مجرى الدم تشهد على ذلك مذابح فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان، وهي أكثر من أن تحصى.

 

إن الإدارة الأمريكية تتحمل مع الكيان الصهيوني وِزْرَ تلك المجزرة أمام التاريخ، وأمام الشعوب التي لا ترضى بأقل من الثأر من المجرمين القتلة.

 

كما تتحمل وزرها الحكومات العربية المتخاذلة المستكينة التي تقاعست عن القيام بدورها في الرد على العدوان والعربدة الصهيونية.

 

إن العدو باستهدافه للأطفال والنساء والمدنيين إنما يريد بثَّ الذعر في النفوس، وتثبيط الهمم وإشاعة اليأس والقنوط، إنه يريد كسر إرادتنا وتحطيم معنوياتنا بهذه المذابح البشعة وهو ما لن يكون أبدًا إن شاء الله، فالشعوب لن تزداد إلا تمسكًا بحقها، وثباتها بموقفها، ولن تسلم ولن ترفع الراية البيضاء أمام الصهاينة والأمريكان والحكام، وعلى الشعوب أن ترفع صوتها وأن تعلن رفضها لما يحدث في لبنان وفلسطين، وأن تمارس الضغوط على حكوماتها .. فالقضية تمس الأمن القومي العربي كله، كما أن المقاومة في لبنان وفلسطين تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي الذي يستهدف تفكيك المنطقة وإعادة رسم خريطتها من جديد على حساب الشعوب العربية والإسلامية، حاضرًا ومستقبلاً .. واليوم ينبغي أن نقف مع المقاومة مهما كانت التضحيات فالمعركة معركة وجود قبل أن تكون معركة حدود.

 

نسأل الله تعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يجعل دماءهم الزكية الطاهرة سقاءً لشجرة الحرية والكرامة والاستقلال، ووابلاً على المعتدين المجرمين.

 

محمد مهدي عاكف - المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في: 5 من رجب 1427هـ الموافق 30 من يوليو 2006م