التاريخ : الأربعاء 08 نوفمبر 2006 . القسم : بيانات
رسالة مفتوحة من الإخوان إلى الحكومات والشعوب بشأن مجزرة بيت حانون
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الشعوب العربية والإسلامية..
إلى شعوب العالم أجمع..
إلى كل حرٍّ في هذا العالم يرفض الظلم وينصر المظلوم..
إلى الحكام والمسئولين العرب والمسلمين..
إلى حكومات العالم أجمع..
إلى جامعة الدول العربية.. ومنظمة المؤتمر الإسلامي.. والأمم المتحدة.. ومجلس الأمن.. وكافة المنظمات الدولية والإقليمية..
ها نحن جميعًا نرى ونسمع ما يرتكبه الإجرامُ الصهيونيُّ في فلسطين المحتلة، وآخرها المجزرة البشعة التي جرت صباح اليوم في بيت حانون، والتي راح ضحيتَها عشراتُ القتلى والجرحى، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء!!
ها نحن نرى أمةً تدمَّر، وشعبًا يباد، فمنذ أكثر من نصف قرن تتوالَى الاعتداءاتُ الصهيونيةُ ويستمر مسلسل القتل والسَّجن والاعتقال، والهدم والتشريد والتجريف، واغتصاب الأرض وهضم الحق.
كيف يمكن أن تقبل الإنسانيةُ بمثل هذه الجرائم؟! وكيف يقبل إنسانٌ حرٌّ أن يبقَى صامتًا لا يتكلم، واقفًا لا يتحرك؟!
كيف يقبل عربيٌّ أو مسلمٌ أن يُقتَل أخوه أو أن يُيتَّم ابنُه أو تُرمَّلَ زوجتُه أو تغتصَبَ أرضُه أو تُهدَّم دارُه أو تُجرَّفَ أرضُه وهو ساكنٌ صامتٌ هامدٌ، يمارس حياتَه الطبيعيةَ، وكأن شيئًا لم يكن؟! كيف يستمرئُ إنسان على وجه الأرض شربةَ ماءٍ أو لقمةَ طعامٍ أو نومةً هنيئةً بينما يحدث في فلسطين المغتصبة ما يحدث؟!
أيها الشعوب والحكام..
أيتها المنظمات والحكومات..
إن هذا السكوتَ لا يمكن أن يستمرَّ، وهذا التخاذل والتواطؤ من بعض الحكومات لا بد أن يتوقف، وعلى الحكومات والشعوب جميعًا وعلى المجتمع الدولي أن يتحرَّكَ لردعِ العدوانِ وفَرِضِ المقاطعة الشاملة والعُزلة التامةِ على الكيان الصهيوني حتى يسقطَ هذا النظامُ العنصريُّ الاستيطانيُّ الاستئصالي البغيض، كما سقط النظامُ العنصريُّ السابقُ في جنوب أفريقيا.
ولا بد أن ينتهيَ الحصارُ الخانقُ القاتلُ المضروبُ حول الشعب الفلسطيني، والذي يهدف إلى تركيعه وتنازله عن كافة حقوقه، وإسقاط حكومته الشرعية المنتخَبة.
ولا أقلَّ من أن تقطع الحكوماتُ العربيةُ والإسلاميةُ- التي لها علاقاتٌ دبلوماسيةٌ مع الكيان الصهيوني- هذه العلاقات، وتطردَ ممثلي الكيان الصهيوني.
كما أن على الشعوب العربية والإسلامية والحرة أن تتحركَ لإظهار غضبِها واستنكارِها وتحريكِ حكامها لنصرة الفلسطينيين المستضعفين.
وعلى شعوب العالم قاطبةً أن تُظهرَ غضبَها واشمئزازَها وبُغضَها لما يقترفُهُ الصهاينةُ من آثام، وأن تتحركَ للضغط على حكوماتها لاتخاذ إجراءاتٍ رادعةٍ تُوقف المعتدي عند حدِّه وتَردعه عن الاستمرار في غيِّه، وأن تمارس المقاطعةَ الشعبيةَ ضد كل ما يمتُّ إلى الكيان الصهيوني بصلة.
إن ما يحدث في فلسطين المحتلة بحق الشعب الفلسطيني المضطَّهَد وصمةُ عارٍ في جبين الإنسانية جمعاء، تتحمَّل وزرَها الحكوماتُ والشعوبُ كافةً وكلُّ من رضِيَ به أو سكَتَ عنه، ولم يتحرك لنصرة المظلوم وردع الظالم.
اللهم قد بلغت..!! اللهم فاشهد.
محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين
القاهرة في: 16 من شوال 1427هـ= الموافق 8 من نوفمبر 2006م.