التاريخ : الأربعاء 16 مايو 2007 . القسم : بيانات
بيان من الإخوان المسلمين حول أحداث فلسطين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يتابع الإخوان المسلمون ما يجري الآن على أرض فلسطين من أحداث بقلقٍ بالغ، ويستشعرون مع غيرهم من أبناء الأمة العربية والإسلامية تجاه الأشقاء في فلسطين خطر ما يحدث؛ حيث تضطرب الساحة وتُراق الدماء ويعتدي على الأنفس والأعراض، ويقف العالم برباعيته والعرب برباعيتهم ومؤتمراتهم، يقفون جميعًا كدولٍ وحكوماتٍ ومؤسساتٍ وهيئاتٍ في حالة عجزٍ شديدٍ، فلا يُقدمون لأهل فلسطين عونًا حقيقيًّا ولا يدفعون عنهم عدوانًا ولا يستطيعون إصلاح ذات البين، وإنما تعجز كلماتهم قبل أفعالهم عن القيام بأي دورٍ إيجابي لصالح الشعب الفلسطيني المقاوم، وها هم الصهاينة وأعوانهم غربًا وشرقًا وبدعمٍ وتأييدٍ كاملَين من الإدارة الأمريكية اليمينية المنحازة والمتطرفة يستمرون في عدوانهم وطغيانهم يؤججون الفتنة ويشعلون الأزمة ويساعدون دعاة الفرقة.
إن الاضطرابات التي تحدث على أرض فلسطين فوق أنها تفت في عضد المقاومة هي لا تحقق سوى مصلحة الصهاينة، وندرك ويدرك الجميع أنَّ الحصارَ الاقتصادي والدبلوماسي والسياسي للحكومة الفلسطينية المنتخبة لن يؤدي إلى انهيار حكومة الوحدة الوطنية فقط، ولكن إلى انهيار السلطة الفلسطينية كلها، فضلاً عن مزيدٍ من المعاناة للشعب الفلسطيني.. ولكننا على يقين بأنَّ الله مع المجاهدين المقاومين من أبناء فلسطين ولن يترهم أعمالهم، وأن الشعوب العربية والإسلامية وكثيرًا من شعوب العالم الحر تدعمهم وتقف إلى جوار عدالة قضيتهم.
وإننا إذ نرى ذلك كله نهيب بإخواننا الفلسطينيين شعبًا وحكومةً وفصائل ومقاومة بأن ينبذوا الفرقة والاقتتال الداخلي وأن يغلبوا لغة العقل والحكمة والحوار، وأن يقفوا صفًّا واحدًا في مواجهة العدو المغتصب المعتدي على الأرض والعرض والمقدسات.
وندعو كافة الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الأحرار بأن يدعموا الموقف الفلسطيني والشعب الفلسطيني والحكومة الشرعية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية بكل السبل والوسائل وأن يمارسوا حقوقهم المشروعة في أوطانهم لحثِّ الحكومات بأن تكون مع الحق الفلسطيني وضد الإجرام والقتل والاحتلال الصهيوني، خاصةً أن تلك الحكومات تستطيع- إن أرادت- أن تقوم بهذا الدور.
والإخوان المسلمون يعتبرون أن القضية الفلسطينية قضية محورية بالنسبة لهم، بل هي تمثل قضية العروبة والإسلام الأولى، ويعتبرون الجهاد من أجل تحريرها من دنس الصهاينة بكل السبل والوسائل فرض عين، وبذلك فإننا نضع أنفسنا وكل إمكاناتنا لدعم فلسطين والشعب الفلسطيني.
ونوجه النداء الآن إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والبرلمانات العربية والإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وإلى كافة مؤسسات المجتمع المدني في العالم ومؤسسات حقوق الإنسان بأن يتحركوا جميعًا لنصرة الحق الفلسطيني.
إن الأمة تقف الآن على مفترق طرق وقد بذلت الكثير من أجل فلسطين، ويجب عليها أن تواصل مسيرتها في مواجهة هذه المؤامرة التي تستهدف فلسطين وغيرها من أوطاننا.
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾
محمد مهدى عاكف
المرشد العام للإخوان المسلمين
القاهرة في: 29 من ربيع الآخر 1428هـ= 16 من مايو 2007م