التاريخ : الخميس 21 فبراير 2008 . القسم : بيانات
بيان من الإخوان المسلمين بخصوص انتخابات المحليات المزمع إجراؤها في 8 أبريل 2008م
يتعرض الإخوان المسلمون منذ عدة أشهر لحملة شعواء، تتصاعد يومًا بعد يوم، تمثلت في تهديدات خطيرة من أجهزة الأمن، واعتقالات طالت المئات من الأفراد ومرشحة للمزيد، وانتهاك حرمات البيوت في منتصف الليل، وإغلاق شركات ومحلات تجارية مملوكة لأفراد من الإخوان؛ بغية قطع الأرزاق وتجويع الأُسَر، وسحل الطلاب في الشوارع، وهذا كله بهدف الضغط على الجماعة حتى لا تشارك في انتخابات المحليات القادمة!!.
ونحب أن نقرر هنا جملةً من الحقائق:
- إن الترشيح والانتخاب للمجالس النيابية والمحلية إنما هما من الحقوق المقررة لكل المواطنين في الدستور، ونحن من هؤلاء المواطنين.
- إن هذه الحملة الشعواء تدل على أن حزب السلطة الحاكم ليست لديه أية رغبة جادّة أو نية صادقة للإصلاح، وأنه في سبيل الاستئثار بالسلطة والانفراد بالحكم يضرب بالدستور والقانون عُرضَ الحائط، وبحق الشعب في المشاركة بإرادته الحرة في اختيار نوابه وممثليه.
- إن المجالس المحلية قد وصل الفساد فيها "للركب" على حدِّ قول أحد رموز النظام.
- إن انتخابات هذه المجالس قد تأجَّلت منذ 2006م لمدة سنتين؛ خشيةَ أن يفوز فيها الإخوان المسلمون، وهو أمرٌ يتناقض مع كل دعاوى الإصلاح والديمقراطية؛ لأن الديمقراطية تقوم على أساس التنافس الشريف وليس التزوير العنيف.
- إن دور هذه المجالس يتمثَّل في القيام بالخدمات المحلية والاجتماعية للقرى والمراكز والأقسام والمحافظات، ومعنى عدم قيامها بدورها أن تزداد هذه المناطق تخلُّفًا، ويزداد أهلها ضيقًا ومعاناةً.
- إن الشعب الآن في حالة غليان؛ نتيجةً للفساد غير المسبوق على كل المستويات؛ فانتشار الرشوة والاختلاس، ونهب أموال البنوك، والاحتكار، وبيع أراضي الدولة ومصانع وشركات القطاع العام بأسعار بخسة، وتدني الأجور، واشتعال لهيب الأسعار، وتدهور مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والخدمات العامة.. كل ذلك يُوجِب ضرورة تولِّي المسئوليات رجالٌ ذوو أمانة وكفاءة وإخلاص.
لهذه الأسباب وغيرها قرَّرنا دخول انتخابات المحليات، رغم علمنا ومعاناتنا وتوقُّعاتنا لمزيد من البطش والتضييق والاعتقال والتزوير؛ لأن هذا هو واجبنا الشرعي والوطني والشعبي ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران: 104)، فلا بد من فئة تبذل وتضحِّي وتتصدَّى بالوسائل السلمية للفساد والاستبداد؛ بهدف تحقيق الإصلاح عن طريق القنوات الدستورية والقانونية ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ (هود: من الآية 88).
إن الانتخابات والمناصب ليست هدفًا لنا في حد ذاتها، ولكن ما نريده هو إنقاذ سفينة الوطن من الغرق، وانتشال أهلها من وهدة الفقر والتخلُّف والمعاناة، وإننا نتحمَّل الظلم والإرهاب لأننا نحبُّ وطنَنا، ونحب شعبنا، ونحب ديننا، الذي أمرَنا بفعل الخير ونشر العدل وتحقيق المصلحة لشعبنا المهضوم ولأمتنا المستباحة ولوطننا العزيز.
إننا ندعو الشعب المصري بكل توجهاته وأطيافه لا أن يشارك في هذه الانتخابات فحسب ليُحبِطَ تزويرها، ولكن ندعو أيضًا كلَّ ذي كفاءة وأمانة وإخلاص وحبٍّ لوطنه أن يرشِّح نفسه ليتحمَّل المسئولية ويُزيحَ الفاسدين والوصوليين والنفعيين، وبذلك يقدم خدمةً جليلةً لأهله وبلده.
كما ندعو الناخبين إلى مراعاة قيم الصلاح والإخلاص والأمانة بعيدًا عن العصبيات والصداقات والمجاملات فإنها أمانة ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ (النساء: 58).
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين
القاهرة في: 14 من صفر 1429هـ الموافق 21 من فبراير 2008م