التاريخ : الخميس 17 يوليو 2008 . القسم : بيانات
بيان من الإخوان المسلمين بشأن مطالبة "الجنائية" باعتقال الرئيس عمر البشير
بسم الله الرحمن الرحيم
في الوقت الذي ارتكب فيه بوش وبلير جرائم حرب وإبادة في العراق وأفغانستان، وفي الوقت الذي مارس فيه شارون وأولمرت مجازر وحشية في حق الشعب الفلسطيني، لم نرَ ولم نسمع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تقدَّم بلائحة اتهام، طالبًا توقيف هؤلاء بسبب ما قاموا به من جرائم بشعة في حق الإنسانية؛ الأمر الذي يثير أكثر من سؤال حول قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالمطالبة باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور.
إن الوضع الراهن في السودان بالغُ الصعوبة والتعقيد، لكن النظام السوداني أكد في السنوات الأخيرة حكمةً في التعامل مع المشكلات والتحديات التي يواجهها السودان، سواءٌ تلك المتعلقة بالمعارضة الشمالية، أو ما يختص بمشكلة الجنوب، لكن الإدارة الأمريكية، وبعض دول الغرب، انطلاقًا من مؤامراتها التفتيتية التي تستهدف السودان (وباقي الدول العربية والإسلامية) لم يَرُق لها ذلك، فقامت بتضخيم أزمة دارفور، وأذكت نار الفتنة العرقية، وحرَّكت المحكمة الجنائية الدولية لإلقاء القبض على رأس النظام بهدف تخويفه وإخضاعه وإفشال محاولاته المقبلة في تعزيز الديمقراطية وصرف نظره عن حل المشكلات القائمة في دارفور وما سواها.
- إن الإخوان المسلمين يُدينون هذا الاتهام الزائف، ويعتبرونه تدخلاً فاضحًا في شئون السودان الشقيق، كما أنه يمثل اعتداءً سافرًا على سيادة السودان.
- إن الإخوان المسلمين وهم يرقبون بعين القلق هذه المؤامرة ليطالبون بالآتي:
1- ضرورة تحرك الجامعة العربية وعقد اجتماع طارئ للرؤساء والزعماء والملوك العرب للتضامن مع السودان وسيادته ووحدته.
2- ضرورة أن يكون لمصر دورها الفاعل على كافة المستويات والمحافل الدولية في الدفاع عن السودان الذي يمثل العمق الإستراتيجي لمصر وأحد أهم مفردات أمنها القومي؛ لأن تفتيت السودان وانهيار مؤسساته الدستورية- لا قدَّر الله- سيعني حرمان مصر من أهم حليف عربي في حوض وادي النيل.
3- أن يقوم النظام السوداني بمزيدٍ من التفاعل والتواصل مع القوى السياسية والوطنية في السودان؛ فهذا هو وقت الوحدة الوطنية وحشد المجتمعِ السوداني كله كافةَ قواه الحية في جبهة قوية صلبة متماسكة من أجل حماية السودان وهويته ووحدته.
4- أن تعلن الشعوب العربية والإسلامية عن رفضها واحتجاجها بشتى الوسائل السلمية لما يحاك ضد السودان.
5- أن ترتفع الأحزاب والقوى السياسية والوطنية في السودان عن سائر الخلافات في هذه المرحلة الحرجة، وأن تتضافر جهودها وتتكاتف قواها ضد هذه المؤامرة.
6- أن تحترم المؤسسات الدولية قوانينها ومواثيقها، وأن تقوم بدورها الذي أُنشئت من أجله، بعيدًا عن هيمنة الإدارة الأمريكية وخدمة مخططاتها التي تستهدف ابتزاز السودان ومحاولة السيطرة على ثرواته.
نسأل الله تعالى أن يحفظ السودان وكل أقطارنا من كل سوء، والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
محمد مهدي عاكف
المرشد العام للإخوان المسلمين
القاهرة- في: 14 من رجب 1429هـ= 17 من يوليو 2008م