التاريخ : الأحد 24 مايو 2009 . القسم : بيانات

بيان من الإخوان المسلمين حول أحداث "سوات" في باكستان


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوان المسلمون وهم يتابعون بكل مشاعرهم ما يجري في إقليم "سوات"، من عدوان وقتل ودماء تُسفك؛ حيث يقتل المسلم أخاه المسلم، ويستخدم الجيش كل قواته لذبح وتخريب ديارٍ، وتشريد نساء وأطفال بني جلدتهم، بتخطيط ومكر ودهاء وضغط أمريكي صهيوني.. هؤلاء الذين لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمةً، فكيف تطيعونهم وتقتلون إخوانكم بدعوى الحرب ضد "الإرهاب"؟!

 

ومن أسفٍ أن يقع ذلك بعد أيام قليلة من اللقاء الذي تم في واشنطن يوم 7 مايو الماضي بين الرئيس الأمريكي أوباما وكلٍّ من رئيس باكستان آصف زرداري ورئيس الوزراء الأفغاني حامد قرضاي، وعلى الرغم من محاولات الإدارة الأمريكية الجديدة إظهار سياساتها وكأنها مختلفة عن نهج وسياسة مَن سبقها، إلا أن الوقائع العملية تُثبت عكس ذلك؛ فالسياسة الأمريكية لم تتغير، وأمريكا هي التي تمارس الإرهاب الحقيقي، وهذا ما تؤكده الأحداث الجارية في وادي سوات بباكستان، والمتابع للتطورات التي تحيط بها يلمس أنها حرب أمريكية جديدة في دولة مسلمة؛ حيث يقتل المسلمون المسلمين.

 

والإخوان المسلمون لا يرون في قتل الرجال والتنكيل بالنساء وتشريد الأطفال والإتيان على الأخضر واليابس.. منعًا للإرهاب كما يزعمون؛ بل هو الإرهاب الصهيوني الأمريكي بعينه، وجزء من مخطط إضعاف الأمة واستنزاف طاقاتها ودماء أبنائها.

 

إن الإخوان المسلمين إذ يرفضون هذه الحملات اللا إنسانية فإنهم يؤكدون ما يلي:

1- ضرورة أن يتنبَّه المسلمون لما يُحاك ضدهم، وعلى الحكومة الباكستانية أن تتخذ المواقف الفورية بما يحفظ الدماء الزكية للشعب الباكستاني.

 

2- التحذير من تنامي مثل هذه الأحداث في البلد الشقيق "باكستان"؛ لأن هذا من شأنه إضعاف جبهته الداخلية، وزعزعة استقراره وزرع الفتن والشقاق بين أبناء الوطن الواحد؛ الأمر الذي يصبُّ مباشرةً في مصلحة أعداء الأمة والعدو الصهيوني الذي يحسب لباكستان قدراتها وإمكاناتها القادرة على ردع الصهاينة.

 

3- دعوة جميع الشعوب الإسلامية، وخصوصًا الشعب الباكستاني بكافة فصائله وجماعاته ومؤسساته، إلى أن يعلن رفضه وأن يرفع صوته؛ لمنع إراقة دماء الباكستانيين بأيدٍ باكستانية ودعم صهيوأمريكي.

 

4- دعوة جميع الجهات والمؤسسات الدولية مثل: منظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة إلى أن تضطلع بدورها، وأن تقوم بواجبها ومسئوليتها لوقف هذا النزيف الدموي الذي يعكس صورةً فجَّةً لإهدار كرامة وحقوق الإنسان.

 

5- العمل على تحقيق الوحدة على مستوى الشعوب والدول محليًّا وعالميًّا.

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21)

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 29 من جمادى الأولى 1430هـ/ 24 من مايو 2009م