التاريخ : السبت 20 يونيو 2009 . القسم : بيانات

بيان من الإخوان المسلمين حول الاعتقالات الأخيرة


في الوقت الذي يقف فيه النظام وحكومته عاجزين عن تلبية احتياجات الشعب المصري وحل مشكلاته وتخفيف معاناته لكل طوائفه، وتضرب البطالة شباب الأمة، وينتشر الفساد بكل أشكاله، وينشغل فيه المسئولون بكراسيهم وتحقيق المصالح والمكاسب الخاصة بهم وبأسرهم، ويتراجع دور مصر الإقليمي والعالمي ويحل محلها غيرها.. في هذا الوقت تصدر الأوامر من هؤلاء إلى جحافل الأمن بتوجيه حملاتهم إلى الشرفاء من أبناء الوطن ويلقون القبض عليهم بغير جريرة ولا تهمة إلا أنهم أناس يتطهرون، فلمصلحة من يحدث هذا؟.. لا شك أن هذا لا يخدم مصلحة الوطن وإنما يصب في مصلحة أعدائه من أصحاب المشروع الصهيوني الأمريكي.

 

إن الإخوان المسلمين يعلنون استمرار مسيرتهم الدعوية بكل ثبات وإقدام رغم الكيد والظلم والعنف الذي يمارسه الظالمون عليهم، ولن يغيروا من منهجهم السلمي، مهما كانت الضغوط التي يتعرضون لها ومهما كان التضييق والإقصاء الذي يمارس في حقهم.

 

ويؤكد الإخوان المسلمون أن كيدَ الكائدين أو مؤامرات المطبعين والصهاينة والمتصهينين أو المتأمركين لن ينالَ من عزمهم ولن يفت في عضدهم.

 

وليعلم الظالمون أن الله يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾ (إبراهيم: من الآية 42)، وأن دولةَ الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.

 

ونتوجه إلى أبناء أمتنا وأهل الرأي فيها ندعوهم إلى الوقوف ضد هذا الظلم الذي لا يحقق مصلحة الوطن، بل ينال من أمنه وأمن أبنائه.. ندعوهم أن يرفعوا أصواتهم عالية ليعلنوا رفضهم لهذه الممارسات، فقضية الحرية تمس الوطن كله، ولن تحدث نهضة لمجتمعنا أو تقدم لوطننا إلا على أكتاف الأحرار.

 

أين أنتم يا أصحاب الأقلام الحرة؟ وأين الأحزاب المعارضة؟ وأين التجمعات والحركات الشعبية من هذا الذي يجري ضد أبناء الأمة ومن هذا النظام الظالم؟.

 

أما أنتم أيها الإخوان.. اعلموا أن ما يحدث ليس بجديد فطريق أصحاب الدعوات تحتاج إلى الثبات والصبر والتضحية ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)﴾ (آل عمران)، ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)﴾ (الأحزاب)، نعلم أن صبركم ليس من خوفٍ ولا وجل.. ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)﴾ (آل عمران) إنها الثقة في نصر الله القريب ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ (الإسراء: من الآية 51)، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).

 الإخوان المسلمون

القاهرة في : 27 من جمادى الآخرة 1430هـ= 20 من يونيو 2009م