التاريخ : الاثنين 06 يوليو 2009 . القسم : بيانات

بيان من الإخوان المسلمين حول انسحاب قوات الاحتلال الأمريكيَّة المقاتلة من المدن العراقيَّة


تابع الإخوان المسلمون، كغيرهم من أبناء الأمة العربية والإسلامية مشاهد خروج قوات الاحتلال الأمريكية المقاتلة من المدن العراقية.. ولا شك أن هذه المشاهد أثارت الكثير من الشجون والأحزان حول ما حلَّ بالعراق خلال سنوات ست عجافٍ من الاحتلال مرَّت على هذا البلد ثقيلة بدمائها وضحاياها ونتائجها المدمرة؛ حيث مئات الآلاف من القتلى من كل أطياف العراق.. ضياع ثرواته البشرية والمادية.. تمكُّن الفساد في ظل عملية سياسيةٍ ضعيفةٍ، وإنشاء نظام موالٍ للاحتلال غير قادر على إدارة شئون البلاد.. اعتقال مئات الآلاف من شرفاء العراق رجالاً ونساءً، في سجون الحكومة والاحتلال.. ملايين من أبناء العراق شردوا داخل وخارج وطنهم.

 

هذه هي الحصيلة السوداء لسنوات الاحتلال الأمريكي للعراق بزعم غرس الحرية والديمقراطية في عالمنا العربي والإسلامي، وبعد كل ذلك يعلنونها بكل وقاحةٍ.. "كنَّا على خطأ".. فلم يكن في العراق أسلحة دمارٍ شاملٍ، ولم يكن له علاقة بتنظيم القاعدة!

 

لقد أعلنها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن صراحةً قبل تركه منصبه بأيامٍ: "معلومات مخابراتنا كانت زائفةً"، وعندما طلبوا منه الاعتذار، ابتسم ابتسامته البغيضة تلك، وصمت!!.. أمَّا الحكومة البريطانية فتفتح الآن تحقيقًا مع الحكومة السابقة برئاسة توني بلير لمعرفة كيف ولماذا تمّ غزو العراق اعتمادًا على معلومات صحفٍ روجت لأنَّ العراق يمتلك أسلحة دمارٍ شاملٍ؟!

 

كل يومٍ يمرُّ تتكشف العديد من الحقائق، ويثبت بالدليل القاطع بطلان مزاعم التحالف الأمريكي- الغربي الأسود التي برروا بها غزو العراق، ولم يعتذروا عما اقترفته أيديهم من جرائم يندى لها جبين الإنسانية.

 

إنَّ الإخوان المسلمين يعتبرون ما تمَّ مجرد إعادة انتشار لقوات الاحتلال، ويرون أن استقلال العراق لن يتحقق إلا بخروج آخر جندي للاحتلال الأجنبي من هذا البلد العربي المسلم.

 

ويطالب الإخوان المسلمون أبناء العراق أن يقوموا بحصر وتوثيق حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال كاملاً دون انتقاص، وكذا أعداد القتلى والجرحى والمضارين والمشردين بفعل آلية الدمار الأمريكية والعالمية، ويتم تقييم هذا الحصر ماديًّا؛ ليكون دينًا على كل الدول التي شاركت في العدوان تطالب به أمام المحافل الدولية، ويسجل كحق للعراق وشعبه لا كمنحة أو هبة.

 

كما يطالب الإخوان المسلمون بمحاكمة بوش ورجاله وكل من ساهم من القيادات في جرائم الحرب والإبادة وضد الإنسانية التي ارتكبت في حق الشعب العراقي أمام المحاكم الدولية.

 

ويدعو الإخوان المسلمون العراقيين إلى التَّمسُّك بالوحدة الوطنيَّة، واعتبار الدم العراقي خط أحمر لا يجوز، ويحرم الاقتراب منه أو المساس به، مع التمسك بخيار المقاومة الحرة الشريفة ضد الاحتلال، والاستمرار في النضال السياسي ضد الظلم الذي يُمارَس على أبناء بلاد الرافدين، من سجنٍ وتعذيبٍ وتهجيرٍ، حتى يستطيع العراقيون الإمساك بزمام أمورهم وإدارة شئونهم، بدلاً من مجموعات المرتزقة والمنتفعين التي ولاها الاحتلال شئون العراق العظيم.. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).

 

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 12 من رجب 1430هـ= 5 يوليـــو 2009م