التاريخ : الأحد 09 يناير 2011 . القسم : بيانات

بيان من الإخوان المسلمين بشأن الأحكام الصادرة في القضية المعروفة بـ"التنظيم الدولي"


"حسبنا الله ونعم الوكيل"

في الوقت الذي تعيش فيه مصر فترة من أصعب فتراتها ومحنة من أشد المحن التي تمر على هذا الوطن بسبب ممارسات هذا النظام، وفي الوقت الذي يطالب فيه الجميع بلمِّ الشمل، ووحدة الصف، وتكاتف الجهود، وتقديم المصلحة العليا للوطن على المصالح النفعية لبعض الأفراد؛ يفاجئنا النظام بإهدار واضح للدستور ونصوصه التي تقضى بمحاكمة المدنيين أمام قاضيهم الطبيعي بصدور أحكام قاسية من محكمة استثنائية (محكمة أمن الدولة عليا- طوارئ) لمجموعة من خيرة أبناء مصر الذين لم يقترفوا جرمًا يُحاكموا عليه؛ لتُحكم عليهم جميعًا بأحكام قاسية لا يمكن استئنافها، وبشهادة ملفقة لضابط واحد أجرى التحريات في العالم بأسره في استخفاف كبير بالحقوق الدستورية والقانونية للمواطنين، بل وبالعقل والمنطق.

 

ومرة تلو أخرى يفجِّر النظام المصري بأمنه وحزبه في الخصومة السياسية مع المخلصين من أبناء مصر الذين يحبونها ويضحون من أجلها، ونعتقد أن كل منصف قد صُدم عند سماع هذه الأحكام القاسية، والتي صدرت من محكمة استثنائية ليس فيها أية درجة من درجات التقاضي التي يوجبها القضاء الطبيعي.

 

ومما زاد صدمتنا أننا لم نجد حكمًا مثله قط صدر في تاريخنا الحديث لمن نهبوا ثروات مصر وكانوا سببًا في قتل وتشريد الآلاف من أبنائها، ومن عذبوا شعبها، وباعوا مقدراتها، وأهدروا تاريخها ومقدراتها ومكانتها.

 

ولقد كان حريًّا بهذا النظام العابث بمقدرات البلاد أن يحميها وشعبها من المؤامرات والدسائس والفساد والإفساد، وأن يحمي أمنها القومي، ويغلب مصالح الوطن والمواطنين على مصالح المنتفعين من أركانه العابثين بمقدرات الوطن، وأن يغلب أمن الوطن والمواطن على أمنه وأمن سدنته، وأن يشيع روح الأمن والأمان في الوطن لا أن يتعقب المصلحين ويصادر أموالهم ويحبسهم ظلمًا وعدوانًا، ولكن أنَّى له هذا وهو الممارس للظلم والتزوير، ويقف أمام إرادة الأمة معارضًا للشعب كله.

 

إننا نرفع شكوانا إلى الله عز وجل نحن وأهل المظلومين- وكل المصريين أهلهم- وندعو الله آناء الليل وأطراف النهار على الظالمين وأعوانهم، ونحن على يقين بأنها لا تُرد؛ مصداقًا لقسم الله عز وجل القائل: "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".

 

نحن صابرون ومحتسبون ومصرون على نهجنا السلمي وعلى منهجنا الإصلاحي الداعي إلى خير الوطن والمواطن والكاشف لعورات الفاسدين وأعوانهم، وملاحقتهم مهما كان موقعهم، ومهما زاد طغيانهم، ولن تثنينا عن عزمنا لاسترداد حقوق الوطن والمواطنين مثل هذه المواقف التي تؤكد غياب العدل والحرية وهما أساس الملك والحكم ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)﴾ (الشعراء).

 

حسبنا الله ونعم الوكيل على من طغى وتجبر.. نطقنا بها ونطق بها الملايين حين سمعوا الحكم، ونحن على ثقة ويقين أنها تزلزل عرش الظالمين وملك المتجبرين، وتعيد حق المظلومين وأبنائهم وذويهم من الظالم؛ لأن المتكفل بذلك هو الله القوى المقتدر ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43)﴾ (إبراهيم).

 

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 5 من صفر 1432هـ= 9 من يناير 2011م