التاريخ : الأحد 20 فبراير 2011 . القسم : بيانات
بيان من الإخوان المسلمين حول الأحداث الدامية في ليبيا الشقيقة
إن الإخوان المسلمين بقدر ما أسعدهم انتصار الشعبين التونسي والمصري في معركة استعادة الحرية والشرف والكرامة، بقدر ما أغضبهم وأدمى قلوبهم ما يجري في ليبيا الشقيقة من عدوان وحشي همجي على التظاهرات السلمية التي تطالب باستعادة حقوقها في الحياة الكريمة والسيادة الوطنية، وتغيير النظام الديكتاتوري والجاثم فوق صدر الشعب منذ ما يزيد على اثنين وأربعين عامًا.
إن هذا النظام البشع الذي لا يعرف للحياة قيمة ولا للأرواح حرمة ولا للدماء حصانة والذي أطلق قواته تقتل الناس في الشوارع بالرصاص الحي والأسلحة الثقيلة، هو ذات النظام الذي دأب على اغتيال الناس في السجون وتعليقهم على أعواد المشانق في الميادين العامة، والذي بدد ثروات ليبيا الباهظة في مغامرات غير متزنة من أجل ألقاب كاذبة، ومناصب جوفاء، والذي أشاع الرعب والإرهاب حتى غدا الناس لا يأمن بعضهم بعضًا.
إن هذا النظام الفردي العائلي هو الذي أوقع ليبيا في هاوية التخلف والفساد، وجعلها بمواقفه المتناقضة أضحوكة العالم، واليوم وبعد أن نفض شعبها عن نفسه غبار الخوف، وأظهر زيف شعار حكم الشعب والمؤتمرات الشعبية المضللة، وخرج في مظاهرات سلمية يقابلها بجرائم ضد الإنسانية، كما لو كان يريد إبادة الشعب حتى يبقى الطاغوت في سدة الحكم.
إن النظام مهما حاول أن يعتم على الأحداث بإغلاق وسائل الإعلام والإنترنت والرسائل ومنع الصحفيين والإعلاميين من نقل الصورة الحقيقية للجرائم لا بد أن يفتضح أمره، كما افتضح أمر من سبقوه في تونس ومصر حيث كان وزراء الداخلية يتواصون بقمع الشعوب وقهرها ﴿أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)﴾ (الذاريات).
وإننا لنؤكد أن طوفان الدماء التي سالت في الشوارع والأرواح التي أزهقت في سبيل الله الذي خلق الناس أحرارًا وحرم التظالم بينهم ستكون لعنة على النظام وأعوانه "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلمٍ" وستكون تلك الدماء النبع الذي يروي شجرة الحرية التي لا تترعرع إلا بالدماء الحرة الزكية، وستكون إيذانًا بإذن الله لبزوغ فجر الحرية من رحم الظلم والظلام
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يُدق
فيا أيها الشعب الليبي البطل استمر في ثورتك لإزاحة الظلم والطغيان، وقدم التضحية والفداء، والله معكم وهو أقوى وأعز ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (الشعراء: من الآية 227).
ويا أيها الأحرار في كل مكان لا تكتفوا بموقف المتفرج، ولكن ليقدم كل ما يستطيعه من عمل، ولتتخذ الدول الحرة موقفًا حاسمًا من هذا النظام الفاشي، ونهيب بجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والأزهر الشريف ومنظمة المؤتمر الإسلامي واتحاد علماء المسلمين والبرلمانات في كل الدول ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة الهلال الأحمر والصليب الأحمر سرعة التدخل الفعال لوقف نزيف الدم والجريمة النكراء التي يرتكبها النظام الليبي في حق الشعب.
﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170)﴾ (آل عمران).
الإخوان المسلمون
القاهرة في: 17 من ربيع الأول 1432هـ الموافق 20 من فبراير 2011م