التاريخ : الأحد 10 ابريل 2011 . القسم : بيانات
بيان من الإخوان المسلمين حول تسجيل الرئيس المخلوع
تابع الإخوان المسلمون التسجيل الصوتي الذي بثَّته إحدى القنوات الفضائية للرئيس المصري المخلوع الذي أسقطه الشعب المصري، والذي حاول فيه يائسًا التبرؤ من أفعاله وأفعال نظامه الإجرامية، وبلغة خطاب تغذي الثورة المضادة في مصر، وتفتِّت من تلاحم الشعب مع جيشه البطل الذي حافظ- وما زال يحافظ- على ثورة شعبه.
ويرى الإخوان المسلمون أن هذا التسجيل في هذا التوقيت وعبر هذه القناة الفضائية يمثِّل حالةً من الاضطراب والتخبط والخوف من المحاكمة له وأسرته التي أفسدت- مع بقية نظامه- الحياة المصرية، ونود أن نلفت الأنظار إلى الآتي:
أولاً: التباطؤ في محاكمة مبارك وعائلته ورموز نظامه؛ الذي سبق أن حذرت منه جميع القوى الوطنية في مصر؛ من منحهم المهلة الكافية لتهريب الأموال، والتخلُّص من الوثائق، وتزوير الحقائق بما يخرجهم من قبضة العدالة، وإلا فما المبرر لأن يخرج هذا التسجيل بعد شهرين من خلع مبارك وتهديد الجماهير الثائرة بالذهاب إلى شرم الشيخ؛ لإلقاء القبض عليه، وتقديمه للعدالة؟!
ثانيًا: إن الجرائم التي ارتكبها مبارك ونظامه طوال ثلاثين عامًا، والتي كانت ذروتها بشاعةً المجازر التي ارتكبها هذا النظام في ثورة 25 يناير ضد المواطنين العزَّل الذين خرجوا مطالبين بالحرية والعدالة والمساواة، فواجهتهم رصاصات؛ لم تنطلق إلا بأوامر مباشرة من مبارك ومساعديه حسب اعترافات وزير داخليته، وهو ما يستوجب مثوله وأعوانه أمام محاكمة علنية عاجلة، تطفئ نيران الغضب في قلوب الأمهات والأرامل واليتامى، وتضمد جراح المصابين، وتؤكد أن مطالب الثورة المصرية يتم تحقيقها دون تراخٍ أو تقصير أو استثناء.
ثالثًا: إن مصر قبل ثورة 25 يناير شهدت مآسي وخسائر وتراجعًا في كلِّ المجالات؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يتحملها النظام السابق دون منافس، وهو ما يتطلب إعادة فتح التحقيقات في جميع الكوارث التي شهدتها مصر، والتي كان منها التعذيب في السجون والمعتقلات وأقسام الشرطة، والحرق في القطارات، والغرق في العبَّارات، وانتحار الشباب هربًا من واقع مظلم فرضه مبارك ونظامه.
رابعًا: تمثل الاعترافات التي أدلى بها وزراء مبارك ومسئولوه في التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة وينظرها القضاء المصري، والتي حمَّلوا فيها مبارك المسئولية الكاملة عما كان يحدث وفق المبدأ السائد حينها (بناءً على توجيهات السيد الرئيس) والذي كان يتدخل في كلِّ صغيرة وكبيرة؛ فإن هذا كله يحمِّل مبارك المسئولية الكاملة ويجعله المتهم الأول في كلِّ ما لحق بمصر من خسائر وكوارث إبان فترة حكمه، وهو ما يتطلب سرعة محاكمته أمام القضاء المصري العادل.
ولذلك فإن أي تباطؤ في محاكمة مبارك وعائلته وأركان نظامه الساقط هو إشعال لغضب الشعب المصري، ودفع لعدم الثقة فيمن يتولون زمام الأمور في الفترة الانتقالية، وهو ما نربأ بكلِّ مسئول في هذا التوقيت عن المشاركة فيه أو التراخي في تنفيذه.
وفي النهاية تبقى عدالة الأرض محطة لعدالة لا تغفل ولا تنام ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42)﴾(إبراهيم)، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)﴾ (يوسف).
الإخوان المسلمون
القاهرة في: 7 من جمادى الأولى 1432هـ الموافق 10 من أبريل 2011م