التاريخ : الأحد 20 نوفمبر 2011 . القسم : بيانات

بيان من الإخوان المسلمين بخصوص أحداث السبت 19 نوفمبر 2011م


شارك الإخوان المسلمون عديدًا من القوى والتيارات المختلفة في مليونية الجمعة "جمعة حماية الديمقراطية"، وتمت- بفضل الله تعالى- سلميةً حضاريةً راقيةً لم تقع فيها حادثة واحدة، وأثبتت الاعتراض على وثيقة الدكتور السلمي، ودعت إلى سرعة تسليم السلطة في منتصف 2012م، وفي المساء انصرف الناس في هدوء وسلام، إلا بضع عشرات اعتصموا في حديقة وسط ميدان التحرير، وفي الظهر هاجمتهم قوات الأمن المركزي وفضت اعتصامهم بالعنف والقوة المفرطة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تم فض اعتصام آخر قائم منذ نحو أسبوع لضحايا ثورة 25 يناير؛ حيث اعتصموا من أجل تلبية مطالبهم في علاج ودواء أو وظائف مناسبة أو تعويضات عادلة، وهؤلاء يستحقون منا كل تقديرٍ وتبجيلٍ وإكرام ورد للجميل، إلا أن الداخلية كافأتهم بالضرب والعنف والطرد، الأمور التي أثارت حفيظة الشباب الذي يرفض ونرفض معه أن يتم التعامل مع المصريين بهذا الأسلوب الوحشي، فتنادى الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي للنزول إلى الميدان وصار المعتصمون الذين كانوا بضع عشرات صاروا بالآلاف، واشتعل الصدام بينهم وبين الشرطة بسبب السياسة الخاطئة.

 

وموقف الإخوان المسلمين من الاعتصامات أنها حق دستوري للمعتصمين طالما كانت سلمية لا تُعطِّل المرور ولا مؤسسات الدولة ولا الإنتاج، ولا تعتدي على الممتلكات الخاصة والعامة، ومن ثَمَّ يكون الاعتداء عليهم جريمةً، لا سيما إذا وصلت إلى حدِّ القتل وفقء العيون والإصابات الجسدية، كما حدث بالأمس والتي وصلت إلى المئات.

 

ولقد حاولت مجموعةٌ من رموز الإخوان التوسط بالأمس من أجل التهدئة ونزع فتيل الفتنة إلا أن الاعتداءات التي ارتكبتها الشرطة كانت أكبر من المحاولة، ومن ثَمَّ لا تزال الأزمة مشتعلة حتى الآن؛ ولذلك فنحن نتوجه بخطاباتنا التالية إلى:

 

الشعب المصري العظيم: أن يتيقظ لمحاولات إجهاض الثورة وإعادة إنتاج النظام البائد مرةً أخرى في صورة جديدة؛ ولذلك ندعوه إلى التمسك بإجراء الانتخابات البرلمانية في مواعيدها، وليعلم الجميع أن شعبنا الواعي- ونحن معه- لن يسمح بإلغاء أو تأجيل الانتخابات مهما كان الثمن؛ لأن ذلك يُعدُّ انقلابًا على الثورة والحرية والديمقراطية وإعادة للاستبداد والفساد والاستعباد الذي ضحَّى الشعب بدماء أبنائه وأرواحهم من أجل التخلص منه.

 

المجلس الأعلى للقوات المسلحة: لقد استأمنك الشعب على السلطة وإدارة البلاد فترةً مؤقتةً لمدة ستة أشهر طالت إلى نهاية العام، وليس لدينا استعداد لمدها أكثر من منتصف 2012م (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) (النساء)، كما نطالبكم بالوفاء بوعودكم الكثيرة في الموضوعات المختلفة التي ألزمتم بها أنفسكم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) (المائدة).

 

ونطالبكم بالخروج عن صمتكم، والحديث إلى الناس بما تنوونه بشأن تسليم السلطة فذلك كفيل بطمأنة الناس، كما ندعوكم لكفِّ أيدي الشرطة عن العدوان على الشعب، تلك الشرطة التي اعتزلت دورها ومهمتها مدة طويلة، ثم خرجت على المعتصمين بجحافل الأمن المركزي تبطش وتقتل وتصيب، ومحاكمة كل من أمر بهذا العدوان.

 

الشباب المصري النبيل: لقد أثبتَّ وعيك وشجاعتك واستعدادك للتضحية من أجل وطنك، لكن ينبغي أن تحول بين القلة وبين الاعتداء على مؤسسات الدولة، فهي مؤسساتنا جميعًا وليست مؤسسات الحكام، كما ينبغي أن تُغلب الحكمة في التعامل مع الأحداث، ولا تترك للفلول والفاسدين أن ينجحوا في استفزازك من أجل تعطيل المسيرة والديمقراطية.

 

السياسيين والمثقفين: طالما ناديتم بالحرية والديمقراطية التي هي حكم الشعب، وقد آن الأوان لكي يقول الشعب كلمته ويعلن اختياره وإرادته فهل ستحترمون هذه الإرادة أم تنقلبون عليها؟!!، فمصداقيتكم الآن على المحك ونرجو أن تنجحوا في الاختبار.

 

الإعلاميين: إن الله تعالى قد منحكم سلطةً خطيرةً لينظر كيف تعملون، فعليكم الالتزام بالصدق والأمانة والشفافية والحيدة والتجرد.. (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق)، "وهل يُكبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم".

وقى الله مصر من كل سوء، وأوصل سفينتها إلى برِّ الأمان.

 

الإخوان المسلمون
القاهرة في : الساعة الخامسة مساء بتاريخ 24 من ذي الحجة 1432هـ الموافق 20 من نوفمبر 2011م