التاريخ : الاثنين 12 مارس 2012 . القسم : بيانات

بيان من الإخوان المسلمين بخصوص العدوان الصهيوني على قطاع غزة


عاد رئيس الدولة ورئيس وزراء الكيان الصهيوني من أمريكا بشعور بالزهو والإحساس بالقوة لما لمساه من تزلف الرئيس الأمريكي للصهاينة في الداخل الأمريكي والخارج أمام مؤتمر منظمة "الإيباك" أكبر منظمات اللوبي الصهيوني في أمريكا؛ حيث راح يستعرض خدماته التي قدمها للدولة الصهيونية على مدى الأعوام الثلاثة التي قضاها في البيت الأبيض، وحمايته لها في عدوانها على الشعب الفلسطيني، ومنعه صدور أي قرار يدينها في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وتعهده باستمرار هذا الدعم ليس في القضية الفلسطينية فحسب ولكن أيضًا في موقفها من إيران ورغبتها في العدوان عليها بحجة منعها من الوصول إلى السلاح النووي في الوقت الذي تمتلك فيه هي ترسانة ضخمة من هذا السلاح يهدد المنطقة بأكملها، بل أعرب الرئيس الأمريكي بأن استخدام أمريكا للحل العسكري ضد إيران أمر وارد في المخطط الأمريكي، وهكذا يبدي الرئيس الأمريكي استعداده لاستخدام القوة الأمريكية وأموال دافعي الضرائب الأمريكيين لخدمة دولة أخرى.

 

هذه المواقف أكسبت قادة الصهاينة مزيدًا من الغرور والعدوانية فراحوا يقصفون قطاع غزة المحاصر بالطائرات ويستهدفون الأطفال والصبيان في المدارس والمزارع، وكذا النساء وبعض قادة المقاومة، الأمر الذي أسقط حوالي 20 شهيدًا وأضعافهم من الجرحى والمصابين خلال ثلاثة أيام، مما يثبت أن هؤلاء القوم ليسوا أعداء السلام فحسب ولكنهم أعداء الحياة، وأعداء الإنسانية، وأن قتل الآخرين إنما هو عندهم عقيدة ومنهج، وأن إشعال المنطقة هو لديهم هدف وغاية، ومالهم لا يفعلون وقد ضمنوا تأييد القوة الأكبر في العالم تأييدًا أعمى بغير حساب، وسكوت الدول الغربية، وصمت منظمات حقوق الإنسان.

 

وإذا كنا ندين هذا العدوان الغاشم على إخواننا في غزة؛ فإننا ندعو العرب والمسلمين إلى أن يفيقوا من غفلتهم، وأن يدعموا شعب فلسطين في الصمود في وجه عمليات القتل والتهجير الممنهجة، وأن يقفوا ضد عملية تهويد القدس، وتهديد المسجد الأقصى، وأن يؤيدوا المصالحة الفلسطينية التي يستهدف العدوان الصهيوني وأدها ضمن ما يستهدف من أغراض، وعليهم أيضًا استخدام كل ما لديهم من قوة ووسائل وأساليب سياسية واقتصادية للضغط على حكومة الولايات المتحدة والغرب حتى يتخلوا عن موقفهم الظالم والمنحاز والداعم للعدوان الصهيوني حتى نكون أهلاً للحياة والعزة والكرامة.

 

(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8)) (المنافقون).

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 19 من ربيع الآخر 1433هـ الموافق 12 من مارس 2012م