التاريخ : الاثنين 24 ديسمبر 2012 . القسم : بيانات
بيان من الإخوان المسلمين حول أحداث سوريا الأخيرة
إنَّ الإخوان المسلمين وهم يتابعون المجازر اليومية التي يُوقعها النظام الحاكم في سوريا بشعبه، والتي راح ضحيتها ما يزيد على ثلاثين ألف شهيد ناهيك عن عشرات الآلاف من المعتقلين والمعذبين، إضافةً إلى ملايين النازحين إلى الدول المحيطة، وكذلك الخراب والدمار الذي لحق بمئات المدن والقرى؛ ليعربون عن بالغ أسفهم وحزنهم واستنكارهم لهذه المآسي التي تفوق جرائم هولاكو ونيرون.
واليوم وقد صعَّد النظام السوري تصعيدًا نوعيًّا في حربه ضد شعبه باستخدام الأسلحة الكيماوية كما نُشر في وسائل الإعلام، فإن ذلك وإن كان يدل على فشل النظام في مواجهة الشعب الثائر، فإنه يهدد بهلاك مئات الآلاف من المواطنين السوريين العُزَّل، إضافةً إلى أنه يُقدِّم ذريعةً للدول الأجنبية للتدخل العسكري في سوريا مثلما حدث في العراق؛ الأمر الذي يهدِّد بتمزيقها وإثارة الفتن والحروب الأهلية الطائفية داخلها، حتى لا ترفع سوريا بعد ذلك رأسًا ولا تقوم لها قائمة.
إن الإخوان المسلمين ليحذرون كل التحذير من التداعيات الخطيرة، ويرفضون أي تدخلٍ أجنبي في سوريا، كما يدينون استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب، بل استخدام أي نوعٍ من السلاح ضدَّه، وعلى النظام أن يمتثل للإرادة الشعبية ويرحل بعد أكثر من أربعين عامًا من الظلم والفساد، فلا يمكن أبدًا أن يقوم نظام على الجماجم والأشلاء والدماء والخراب، ولا يساوي كرسي حكم تدمير دولة وإبادة أهلها.
وإننا نهيب بكل المسئولين في الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية بتحمل مسئوليتهم لوقف هذا العدوان، ونرفض المبادرات التي تُبْقي هذا النظام حتى سنة 2014م، فالأمر لا يحتمل مثل هذا التهاون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحذرنا من قتل نفس مؤمنة واحدة بقوله: "لَزوالُ الدُّنيا أهونُ على اللهِ من قتلِ نفسٍ مؤمنة" (ولا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ...).
الإخوان المسلمون
القاهرة في: 11 من صفر 1434هـ، الموافق 24 من ديسمبر 2012م