التاريخ : الخميس 18 يوليو 2013 . القسم : بيانات

بيان من الإخوان المسلمين في ذكرى العاشر من رمضان


عاشت مصر والأمة العربية ظروفًا كئيبة عصيبة بعد نكبة 1967 والتي لا تزال بعض آثارها تضغط علينا حتى اليوم، وكان الجيش المصري في هذه المعركة ضحية قيادة انحرفت عن دورها فانغمست في السياسة والشهوات وأهملت واجباتها العسكرية، وعندما تغيرت القيادة ووحدت وجهتها واهتمت بدورها العسكري الطبيعي، وأعلت شأن المبادئ والأخلاق وانصرفت عن السياسة، وخاضت القوات المسلحة حرب الكرامة في شهر رمضان المعظم وهتافها: الله أكبر، عبرت القناة ودحرت الغزاة ومحت العار وحققت أعظم نصر في العصر الحديث.

 

والآن ونحن نستقبل هذه الذكرى العظيمة تعيش مصر كابوسًا خطيرًا يهدد أمنها القومي بحرب أهلية أو إحداث وقيعة بين الشعب وجيشه البطل الذي يحبه ويدعمه ويفتديه، أو إحداث انشقاق داخل الجيش نفسه؛ نتيجة لعودة مجموعة من قادة الجيش إلى الانغماس في السياسة والرغبة في السيطرة على الحكم والقيادة بانقلاب على الشرعية الدستورية واختطاف الرئيس المدني المنتخب وتعطيل الدستور المستفتى عليه وحل مجلس الشعب المنتخب والقيام بمذابح دموية بشعة راح ضحيتها أكثر من مائة مواطن وإصابة نحو ألف آخرين واعتقال 800 مواطن وهم يؤدون صلاة الفجر.

 

إن هذه المجموعة الانقلابية الدموية خانت الأمانة ونقضت العهد وحنثت في القسم حينما انقلبت على الشرعية الدستورية واختطفت وأخفت القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس الشرعي المنتخب ووجهت السلاح والرصاص لصدور المواطنين المدنيين المسالمين، والأصل أن تحميهم من أي عدوان، وهذا كله خروج على مقتضيات الوطنية والشرف العسكري الذي يمثل عقيدة جيش مصر البطل.

 

إن جماهير الشعب التي خرجت إلى الميادين والشوارع تتظاهر وتعتصم منذ ثلاثة أسابيع لن تفرط أو تتزحزح عن إصرارها على استعادة الشرعية وتعديل الأوضاع وإلغاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه من آثار، وكل ذلك بالطرق السلمية مهما كان الثمن والكلفة.

 

إن جيشنا البطل الذي يحمينا ويحمي الوطن مكانته كبيرة في قلوبنا ولن تتغير مشاعرنا نحوه على الإطلاق، فهو منا ونحن منه، إنهم إخوتنا وأبناؤنا، وإذا سعى أحد بالنميمة للإيقاع بيننا فلا تصدقوه.

 

كنا نود أن تكون تهنئتنا لشعب مصر وجيشه في هذه المناسبة العظيمة تهنئة خالصة، إلا أن النفق المظلم وحافة الهاوية التي قادنا إليها هؤلاء الانقلابيون الدمويون اضطرتنا إلى أن نؤكد أن الشعب مُصرُّ على استعادة ثورته وسيادته وشرعيته وتحقيق نصر عزيز يقوم به الشعب بنفسه، وهو يثق في أن الجيش لا يمكن أن يوافق على الانقلاب واغتصاب السلطة.

 

لذلك ينبغي أن نجعل من يوم الجمعة العاشر من رمضان هذا العام نصرًا كبيرًا بخروجنا جميعًا في تظاهرات تصم آذان الانقلابيين وتخلع جذورهم.

 

(وأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إذَا عَاهَدتُّمْ ولا تَنقُضُوا الأَيْمَان بَعْدِ تَوْكِيدِهَا وقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)

 

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 9 من رمضان 1434ه، الموافق 18 من يوليو 2013م