التاريخ : الثلاثاء 20 أغسطس 2013 . القسم : بيانات
بيان من الإخوان المسلمين بخصوص جريمة قتل المعتقلين تحت التعذيب
بسم الله الرحمن الرحيم
بالأمس أصدرنا بيانًا ندين فيه قتل 37 مواطنًا مصريًّا كانوا معتقلين لدى وزارة داخلية الانقلاب ظنًا منا أنهم اختنقوا بالغاز كما ادعى الانقلابيون.
ورغم أن قتلهم بالغاز جريمة لا تغتفر، فإن الحقيقة البشعة ظهرت اليوم عندما ذهب الأهالي لتسلم الجثث من المشرحة، حيث تبين أنهم جميعًا قتلوا تحت تعذيب وحشي ظهرت آثاره حروقًا وقروحًا وتمزقًا بالأجساد، إضافة إلى طلقات نارية، وقد رأينا صورهم على شاشات التليفزيون.
إن ما يحدث في السجون لأبنائنا الأحرار يفوق في بشاعته أهوال التتار والصليبيين والنازيين، فهل هذا هو الحنو الذي كان يبشر به السيسي المصريين، إن من يأمرون بذلك وينفذون ذلك ويرضون عن ذلك لا يمكن أبدًا أن يكونوا في عداد البشر، أليس لهم أبناء ؟ أليس لهم إخوة ؟ أليست لهم قلوب؟ أم أن قلوبهم قدت من الصخر، ألا يعلمون أن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم، ألا يعلمون أن الله يرى؟ ألا يعلمون أنهم ميتون وأنهم سيحاسبون، وأن الله تعالى يقول (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) فما بالك إذا قتله تحت التعذيب.
إذا كان الهدف من القتل والحرق في الشوارع والميادين، والقتل تحت التعذيب في السجون هو إرهاب الشعب المصري، فالشعب المصري لن يرهبه شيء لأنه يعلم أن الحرية والكرامة تنتزع ولا توهب وأنها غالية وقد وطد نفسه على أن يدفع الثمن كاملاً، وإذا كان الهدف هو دفعه للجوء للعنف حتى يتخذ ذريعة للإبادة الجماعية، فالشعب فهم الحيلة، وحدد المنهج الذي لن يحيد عنه وهو المنهج السلمي الذي تفوق قوته قوة الأسلحة جميعًا.
ونعتقد أنه من حق الناس جميعًا أن يسائلوا السياسيين والمنظمات الحقوقية والإعلاميين الذين كانوا يقيمون الدنيا ولا يقعدونها يوم سحل شخص كان يستخدم المولوتوف ضد قصر الاتحادية أثناء حكم الرئيس محمد مرسي، حيث عرضوا صورته على شاشات الفضائيات وخرج السياسيون والحقوقيون يقولون إن الرئيس فقد شرعيته رغم صدور اعتذار رسمي عن الحادث والأمر بالتحقيق مع الجنود الذين فعلوا ذلك، ما بالهم اليوم قد صمتوا على جريمة قتل بشعة تحت التعذيب وما بالهم لا يعرضون صورة واحدة عن الحادث الأليم؟
إننا نطالب كل ذي ضمير حي في الداخل والخارج يمكنه أن يحرك الرأي العام ليعلم حقيقة الانقلابيين الدمويين ومن يمكنه اتخاذ إجراءات لإدانتهم أمام المنظمات الدولية والمحاكم الدولية حتى يتوقف هذا التعذيب البشع ويتم القصاص منهم أن يفعل.
وأخيرًا فإننا نقدم خالص العزاء لأهالي شهداء الحرية المظلومين المغدورين، ونسأل الله تعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، وأن يخلص مصر من كابوس الانقلابيين القتلة، ويعيد إليها أمنها وسلامها.. إنه (نِعْمَ المَوْلَى ونِعْمَ النَّصِيرُ).
الإخوان المسلمون
القاهرة في: 13 من شوال 1434هـ الموافق 20 من أغسطس 2013م
----------------------