التاريخ : الأحد 17 نوفمبر 2013 . القسم : بيانات
بيان من "الإخوان المسلمين" بخصوص ذكرى أحداث "محمد محمود"
هناك محطات عديدة في مسار ثورة 25 يناير 2011 يقف الناس أمامها يستفيدون من دروسها، من هذه المحطات المهمة أحداث شارع محمد محمود في 19/11/2011م، هذه الأحداث التي أسف لها كل الثوريين والوطنيين المخلصين، والتي استغلها طرف – لم يكن يريد التنازل عن السلطة للشعب – في الوقيعة بين شركاء الثورة، وظلت مواقف الأطراف في هذه الأحداث محل جدل من يومها، ونحن نثق أنه سيأتي اليوم الذي تنكشف فيه كل الحقائق للجميع ويزول سوء الظن وخطأ التفسير، وتعود اللحمة والصفاء بين المخلصين لهذا الوطن.
ونود التذكير أننا أصدرنا بيانًا في 20/11/2011م وجهنا فيه الحديث للمجلس العسكري قائلين: "ونطالبكم بالخروج عن صمتكم والحديث إلى الناس بما تنوونه بشأن تسليمكم السلطة، كما ندعوكم لكفِّ أيدي الشرطة عن العدوان على الشعب، والتي اعتزلت دورها ومهمتها مدة طويلة ثم خرجت على المعتصمين بجحافل الأمن المركزي تبطش وتقتل وتصيب، كما نطالب بمحاكمة كل من أمر بهذا العدوان".
وفيه أيضًا وجهنا الحديث للسياسيين والمثقفين قائلين: "طالما ناديتم بالحرية والديمقراطية التي هي حكم الشعب، وقد آن الأوان لكي يقول الشعب كلمته ويعلن اختياره وإرادته فهل ستحترمون هذه الإرادة أم تنقلبون عليها؟ فمصداقيتكم الآن على المحك ونرجو أن تنجحوا في الاختبار"
والآن قد زال الخفاء وظهرت الحقيقة أن مؤامرة متصلة الحلقات كانت تحاك منذ ذلك التاريخ وما قبله لتقسيم الشعب وتفريق أطيافه وشركاء ثورته وإلقاء العداوة بينهم، واستقطاب البعض وإقصاء البعض، وإفشال الرئيس المدني ومنظومته، ونسج خيوط الافتراءات والأكاذيب حولهم ثم القيام بانقلاب عسكري أطاح بكل المؤسسات الدستورية، ثم انقض على الشعب يقتل المعارضين ويحرقهم ويسجنهم، ويكمم الأفواه ويصادر الحريات وينشر الإرهاب في ربوع البلاد، وبالجملة يلغى كل مكتسبات ثورة 25 يناير ويمحو أهدافها ويعيد الاستبداد والفساد أبشع مما كان قبل الثورة.
ومن ثم أصبح الواجب الوطني الآن يفرض على الشعب كله أن يتصدى لهذا الانقلاب العسكري الفاشي الدموي، لكي يسترد حريته وكرامته وسيادته ويعيد الجيش إلى مهمته المقدسة في حماية الوطن بعيدًا عن التدخل في السياسة، ويُسْيَّر حياته في إطار من الديمقراطية الدستورية وأن يتعاون الجميع في مسئولية بناء الوطن والمشاركة في نهضته، فذكرى محمد محمود ليست يومًا يعبر فيه الثوار الأحرار عن غضبهم مما مضى ولكنها روح تدفعهم للثورة ضد ما هو قائم على الباطل من سرقة للثورة واغتصاب للسلطة وإهدار لإرادة الشعب، حتى يزول هذا المنكر ويندحر الانقلاب ويعود الحق للشعب.
الإخوان المسلمون
القاهرة في : 13 من المحرم 1435هـ الموافق 17 من نوفمبر 2013م