التاريخ : الخميس 16 يناير 2014 . القسم : بيانات

بيان من الإخوان المسلمين بخصوص انتهاء استفتاء الدم والخراب


يثمن الإخوان المسلمون الموقف الرائع من الشعب المصري، بمقاطعة غالبيته العظمى للاستفاء على الدستور الباطل، الذي أعده الانقلابيون، والذي جاء خليطا من إملاءات العسكريين مع مزاج النخبة العلمانية، وكرس لدكتاتورية عسكرية دموية جديدة.

 

هذا الاستفتاء الذي تم في مناخ من الإرهاب والقتل والاعتقال، لم يكتف الانقلابيون بالآلاف الذين قتلوهم والآلاف الذين اعتقلوهم من قبل، وإنما قتلوا اثني عشر مواطنا، وأصابوا المئات، واعتقلوا المئات في يومي الاستفتاء من مظاهرات سلمية خالصة.

 

إن هذا الاستفتاء جاء على دماء وأشلاء آلاف المصريين، وعلى أنقاض إرادتهم الحرة، وعلى حساب آمالهم في حياة ديمقراطية كريمة تجلت في خمسة استحقاقات انتخابية واستفتاءات نزيهة سابقة، حطمتها جنازير الدبابات، وأطماع حفنة من الانقلابيين.

 

إن مقارنة بسيطة بين استفتائي 2012 و2014 تقطع بأن الدستور الشرعي 2012 تم إعداده بهيئة تأسيسية منتخبة من الشعب، وفي شفافية كاملة وحرية تامة لمؤيديه ومعارضيه، وأجهزة الإعلام، وتم الاستفتاء عليه في سلام تام، لم يجرح فيه شخص واحد، وفي إقبال من الناس على عكس كل ما حدث في 2014.

 

إن الشعب المصري العظيم الذي قاطع هذا الاستفتاء الباطل إنما يؤكد على أنه يحترم نفسه وإرادته، ويتمسك بحريته وكرامته وسيادته، ويصر على رفض الانقلاب وحكم العسكر، ويرفض منحه أي شرعية.

 

لذلك جاءت نتيجة الإقبال عليه كما قدرته بعض المراكز العلمية ضعيفة كالتالي:

 

قدرها المرصد العربي للحقوق والحريات بـ  11,03% ، وقدرها المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام (تكامل مصر) في اليوم الأول بنسبة 8%.

 

كما أكدت وكالة أنباء فرانس برس أن الأعداد التي ذهبت للتصويت في اليوم الثاني في القاهرة تعتبر هزيلة. 

 

بالإضافة إلى أن نسبة تصويت المصريين في الخارج حسب تقديراتهم الرسمية المشكوك في صحتها لم تتجاوز 15%.

 

كما أضافت صحيفة الجارديان أنه استفتاء على دستور معيب، وأن الحكومة المصرية تسيطر على الاستفتاء وسط عنف مميت.

 

وقد أضاف معهد كارنيجي أنه لم يكن استفتاء على الإطلاق.

 

ورغم ذلك فنحن واثقون أنهم سيزورون النتائج مثلما كان يفعل نظام مبارك ، فماذا نحن فاعلون؟

 

لسوف يستمد الشعب المصري العظيم من هذا الظلم والكذب والاضطهاد زادا لتصعيد ثورته، والاستمرار في فعاليته وجهاده السلمي المبدع، والاستنصار بالله أولا، ثم بالجماهير الحرة الأبية التي قدمت تضحيات جسام، ولا زالت وستظل بإذن الله حتى تقضي على جذور البلاء (الانقلاب العسكري) ومعه ينهار كل ما بناه من باطل وفساد، كما سقط الرئيس المخلوع وبرلمانه المزور ودستوره الباطل .

 

﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾

 

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾

 

والله أكبر ولله الحمد .

 

الإخوان المسلمون

في الخميس 15 ربيع الأول, 1435 هـ  الموافق 16/يناير /2014 مـ