التاريخ : الأربعاء 27 أغسطس 2014 . القسم : بيانات

بيان من الإخوان المسلمين: الله أكبر.. وانتصرت غزة


بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾

بعد 51 يومًا من العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة الصامد اضطر الصهاينة إلى القبول بوقف القتال والاستجابة لبعض مطالب المقاومة الفلسطينية والتفاوض بشأن المطالب الأخرى، وهذا نصر للمقاومة كبير.

فقد بدأ العدوان في ظلِّ اختلال رهيب في ميزان القوى العسكرية، ووضع سياسي جائر ومنحاز إلى الصهاينة من دول الاستكبار الغربي، وتحريض ودعم وإسناد من بعض حكومات الدول العربية – لأسف الشديد –ووجدها الجميع فرصتهم للقضاء على القضية الفلسطينية تمامًا، والقضاء على المقاومة وعلى رأسها حركة حماس، وإيقاف الصواريخ التي تنطلق منها تجاه الكيان الصهيوني، وتدمير الأنفاق التي اكتشفوها أثناء العدوان واغتيال قادة الفصائل المقاومة، وانتهت المعركة ولم يتحقق هدف واحد من هذه الأهداف، بل إن بعضها ترسخت مكانته وارتفعت أسهمه مثل زيادة إحياء القضية الفلسطينية، وارتفاع مكانة المقاومة المسلحة.

وهنا لا بد أن نذكر المجاهدين الأبطال بأن يكونوا أبدًا على تمام الجاهزية لمواجهة أي غدر صهيوني، فهم أهل غدر ونقض للعهود ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ﴾.

ولا بد أن نوجه تحية إجلال وتقدير لشهداء غزة العزة وللمقاومين الأبطال وللشعب الصابر العظيم، وتحيةً للشعوب العربية والإسلامية والحرة في العالم التي أيدتهم، وتحية للحكومات العربية الإسلامية وحكومات أمريكا الجنوبية التي انحازت للحق، وأدانت العدوان الغاشم.

وإن محاولة استخلاص دروس هذا النصر لتؤكد لنا :

• أن الإيمان بالله والإقبال على الشهادة في سبيله، والإيمان بعدالة القضية، وأنك صاحب حق وتدافع عن شعب ووطن من أهم أسباب النصر .

• أن الأخذ بالأسباب والإبداع في إنتاج السلاح ،وفي التخطيط وطرق القتال والتدريب والصبر يجبره الله بنصره وتأييده، فالله يطلب من عباده قدر الاستطاعة ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾  .

• أن الالتحام بالشعب وتبني مطالبه والسعي في خدمته يوفر حاضنة شعبية ثابتة صابرة على ما يصيبها من قتل وجراح، ولقد قدم أهل غزة أروع الأمثلة، فرغم المذابح الوحشية التي طالت الأطفال والنساء والشيوخ والخراب الذي طال كل المرافق، لم يتزلزل إيمانهم بقضيتهم وتأييدهم لمقاومتهم الباسلة .

• أن الحكومات العربية التي خذلت أهلنا في فلسطين، أو حرضت وضيقت عليهم لو وقفت معهم ولو سياسياً لكان النصر كاملاً ولتحققت أهداف الشعب المحاصر المظلوم كلها، ولكن الله أراد أن يحرمهم هذا الفضل، وأن يبوءوا بالعار في الدنيا، ويحملوا أوزار الدماء التي سالت في غزة ظلماً يوم القيامة .

• أن الأمة العربية لو توافرت لها قيادات مخلصة وإرادة قوية لأبدعت في شتى المجالات ولاستطاعت إعادة الحقوق والمقدسات إلى أهلها .

• أما الدرس الذي نحتاجه نحن في مصر، فهو أن الحق لا بد أن ينتصر لو أن أهله صبروا وصابروا وضحوا في سبيله واستعانوا بالله وتوحدوا ضد الباطل، فليثبت الثوار وليبدعوا في فعالياتهم وليصروا على كسر الانقلاب واستعادة الثورة والوطن والحرية والسيادة للشعب ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

والله أكبر ولله الحمد.