التاريخ : الأربعاء 04 مايو 2016 . القسم : بيانات

بيان من الإخوان المسلمين في ذكرى الإسراء والمعراج


بسم الله الرحمن الرحيم (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴿ 1 ﴾الإسراء

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اتبع نهجهم وسار على دربهم إلى يوم الدين وبعد؛

فإن ذكرى الإسراء والمعراج تطل علينا من جديد ككل عام، تحمل فى طياتها دروسا وآمالا، تعين المؤمنين على مواصلة المسير، والإصرار على استكمال النضال وحمل الأمانة، والعمل على بناء الأمة الوسط التى تحمل للبشرية مشاعل الهداية وأنوار الحرية، وتخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

هكذا فهم الرسالة المجاهدون الأوائل وعملوا لها، وضحوا فى سبيلها، مقتفين خطى القائد والزعيم القدوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجاءت رحلة الإسراء والمعراج والنبى الكريم يمر بظروف حالكة، وقد أحاطت به قوى الشر من كل جانب بعد أن فقد الكفيل والنصير (عمه أبوطالب وزوجه خديجة)، وضاقت به شعاب مكة ووديانها، فإذا بيد القدير تمسح عن المظلوم المُحَارَب المضطهد ماهو فيه، وتدعوه إلى رحلة قدسية، لم يسبق لبشر شرف القيام بها، يطوف به أرجاء الأرض، ليعرف كيف ستنتصر دعوته فى المكان، ويؤم الأنبياء ليعرف كيف تمتد قيادته للرسالات فى كل الأزمان، ثم تنطلق به إلى معراج الأنوار، ليرى مكانته فى حضرة العزيز الجبار الذى لا يخيب متوكل عليه، ولايذل له جار، ليعلم أنه منصور ولو حاربته الدنيا بكل من فيها.

ثم يعود إلى فراشه حاملا فى جنباته قلب باليقين ممتلئ، وبالصبر والحلم متسع، وبالثقة والأمل فياض، ومعه فوق ذلك هدية من ربه مصدر للطاقة المتجددة لاينضب – خمس صلوات – فيبث فى أمته إلى يوم القيامة تلك المعانى الراقية لنعيش بها اليوم وكل يوم.

وها نحن نمر بظروف حالكة كتلك التى مر بها الحبيب المصطفى وقد أحاط بنا المجرمون المنقلبون داخل مصر يدعمهم أعوانهم من الخونة والأعداء من خارجها، وهاهم الثوار بين شهيد وسجين ومطارد، وآخرون على العهد مازلوا، يملؤون الميادين ثورة متجددة، لم يغيروا أو يبدلوا أويفرطوا فى ثورتهم ، محملين بتلك المعانى التى ورثها لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم: اليقين والصبر والأمل، والتي تتجدد كل عام مع ذكرى الإسراء والمعراج.

اليقين بأنهم على الحق، وأن ثورتهم مستمرة ماداموا ثابتين عليها متوكلين على العزيز مستجيرين بالجبار.

وبأن دولة الإسلام المنشودة قريبا بإذن الله ستجمع تحت لوائها المسجدين الشريفين وستوحد تحت رايتها الشعوب المسلمة المقسمة.

وبأن المسجد الأقصى سيعود حتما إلى حصن الإسلام وحماية المسلمين وحراسة الأبطال المجاهدين (…فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)﴿7﴾الإسراء

والصبر على ظلم الطغاة، وخذلان الأصدقاء، ومكر الأعداء، مع استمرار العمل وبذل الجهد والإصرار على تحقيق الأهداف.

والأمل فى انتصار الحق وهيمنته وقيام دولة العدل والحرية وانكسار الباطل وزوال سلطانه .

ونصيبنا من المعراج خمس صلوات على مدار اليوم والليلة، نجدد بها ذلك الرصيد العظيم من اليقين والصبر والأمل، ونستعين بها على طول الطريق وكثرة العقبات واستعلاء الباطل، لتظل قلوبنا موصولة بمصدر الطاقة الأعظم، ولنقتبس من فيضه نورا يضيئ لنا الطريق (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ…..)122 الأنعام

فاستمروا على دربكم واعملوا فسيرى الله عملكم والله أكبر ولله الحمد

الإخوان المسلمون

القاهرة في 26 رجب 1437هـ
الموافق 3 مايو 2016م