التاريخ : الاثنين 29 أكتوبر 2018 . القسم : بيانات

نائب المرشد العام يرد على افتراءات وزير الخارجية السعودي


استنكر فضيلة الأستاذ إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، التي قال فيها إن الإخوان هم أجداد التنظيمات الإرهابية، مثل "القاعدة" و"داعش"، وغيرهما، وأنها تهدف لنشر الفوضى، بحسب زعمه.

وقال لـ"عربي21": "لصالح من كل هذه الافتراءات وحملات التشويه والمغالطات الكاذبة والفارغة، فالعالم يشهد بأن فكر الإخوان لا يمت بأي صلة لفكر أي تنظيمات متطرفة؛ لأن فكرنا كان ولا يزال وسيظل هو الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل، والذي يلفظ تماما كل ما هو تطرف أو عنف بأي صورة من الصور".
 
وأشار إلى أن "فكر الإخوان منشور بكل تفاصيله وأبعاده، وبكل ما فيه على العالم أجمع، إلا أنه يبدو أن معالي الوزير عادل الجبير لم يقرأ التاريخ وحقائقه، ولم يقرأ حتى تاريخ دولته، أو يطلع على تصريحات قادتها وعلمائها المنصفين، ومنهم المرحوم الملك فيصل في الإشادة بفكر الجماعة ودورها".
 
وأضاف: "فكر الإخوان هو الذي تصدى للهجمات على المنطقة كلها، وفي القلب منها المملكة السعودية، خلال فترة الستينيات والسبعينيات؛ حيث واجهنا الأفكار والهجمات الماركسية والشيوعية والبعثية والقومية والناصرية، ولو عاد الوزير إلى وثائق دولته لأدرك أنه لولا فضل الله ثم فكر الإخوان لما استقرت الأمور في السعودية والمنطقة كلها".
 
وأكمل: "وبالتالي، فمثل هذا الكلام الذي يُقال من وقت لآخر هو كلام مؤسف ومحزن وغير مقبول تماما؛ فالخليج بأسره يدرك جيدا أهمية الدور الذي لعبته جماعة الإخوان في حماية أبنائهم من التأثر بالأفكار التي كان بها غلو وتطرف وتشدد.. أما إن كانوا قد نسوا أو تناسوا ذلك فما علينا إلا أن نذكرهم، والتاريخ خير شاهد عليهم وعلينا".
 
وتابع: "الدنيا كلها - باستثناء عسكر مصر ومناصريهم في المنطقة - تقول إن فكر الإخوان كان حاجزا ضد التطرف، وقد شهدت بذلك التحقيقات البريطانية وغيرها، ونقول لهؤلاء: اقرأوا تاريخ دولتكم أولا ثم قولوا كلمة الحق، ولو كانت مُرة، دون أن تضللوا أو تزيفوا على الناس الحقائق الناصعة البياض".
 
وردا على توعد عادل الجبير بـ"القضاء على الإخوان"، خلال مؤتمر المنامة الأمني، السبت الماضي، وأن السعودية تعمل مع شركائها بالمنطقة والعالم في هذا الصدد، قال نائب المرشد العام: "فليقولوا ويفعلوا ما يشاءون، فالأمر أولا وأخيرا بيد الله سبحانه وتعالى، إلا أنهم مهما فعلوا أو قالوا فلن تتوقف حركة الإخوان عن خدمة أوطانها ودينها وشعوب أمتها، كما لن تتوقف أو تتراجع مسيرة الدعوة، بل على العكس هي الآن تنهض وتجدد انطلاقتها لتقدم الخير والعطاء لأمتها".
 
ونوه نائب مرشد الإخوان إلى أن "ما تتعرض له حركة الإخوان حاليا ليست هي الهجمة الأولى على الإخوان، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، فمن سنن الكون التدافع بين الحق والباطل"، مؤكدا أن "الحق سيبقى وينتصر في نهاية المطاف، طال الزمان أم قصر.. (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)".
 
وأكمل: "محاولات القضاء على الإخوان قام بها سابقا بعض الطغاة والمستبدين، وفشلوا فشلا ذريعا وخاب مسعاهم، بينما ظلت جماعة الإخوان ثابتة على فكرها، متجذرة في قلوب المؤمنين بها وقلوب شعوبها، ولم تذهب لليمين أو اليسار، وتصدت للأفكار التي اجتاحت الأمة، والتي كانت غريبة علينا جميعا، ولفظتها المجتمعات بفضل الله، ثم بفضل فكر الإخوان، وليت هؤلاء يتعلمون ويدركون الحقائق ويعلمون أنهم سيلقون الله يوما ما".
 
وتابع: "لو أدرك هؤلاء حقيقة فكر الإخوان لكانوا أول المدافعين عنه، ويبدو أن البعض يدرك ذلك جيدا في قرارة نفسه، إلا أن الأوامر والتعليمات التي تأتيه من جهات بعينها هي التي تدفعه للقيام بمثل هذه التصرفات الرعناء وإطلاق مثل هذه التصريحات الجوفاء".
 
ودعا الأستاذ إبراهيم منير المسئولين السعوديين وغيرهم ممن لهم موقف مناهض لفكر الإخوان - إذا ما كانوا مخلصين فيما يدعون - إلى قبول المشاركة في ندوة ومناظرة عالمية وعلنية أمام العالم كله، لمناقشة فكر الإخوان نقطة نقطة"، مضيفا: "نحن مستعدون تماما لمثل هذه الندوة والمناظرة العالمية - حال الاتفاق عليها - لبيان هل فكر الإخوان خطأ أم صواب، وليحكم الناس بيننا".
 
وقال: "هذا تحدٍ لصالح الأمة والإنسانية والحقيقة، فنحن أبدا لا نتحدى أحدا بالسلاح ولا نكذب على أحد، ولكن بيننا وبينهم فكرنا الصافي الواضح نعرضه أمامهم وأمام العالم أجمع في ندوة ومناظرة على مرأى ومسمع من الجميع؛ ونرفض إطلاق الاتهامات جزافا أو ترديد أباطيل هم يعرفون في قرارة نفسهم أنها غير صحيحة تماما، بينما نرحب بكل نقد موضوعي وبناء لفكر الإخوان، وندعو الجميع لإسداء النصائح المخلصة".