التاريخ : الاثنين 18 أكتوبر 2021 . القسم : بيانات

في ذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله ...
أيها الأخوة والأخوات ... أيها المسلمون ....
في ذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم، أتقدم إلى الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، وإلى إخواني في كل مكان، وإلى مرشدنا الصابر المحتسب وإخوانه في سجون الظلم والطغيان، وإلى ذوي الشهداء، وإلى الأحرار أينما كانوا... أتقدم إليهم جميعا بخالص التهنئة بحلول هذه الذكرى العطرة، التي أضاء الله سبحانه وتعالى فيها الدنيا بميلاد نبينا صلى الله عليه وسلم؛  ليكون بشيرا بالرسالة الإسلامية الخالدة.. رسالة الخير والحب والتسامح والعدل والسلام .
لقد كان ميلاده صلي الله وسلم رحمة للعالمين "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ "(الأنبياء -107)، وكان إيذانا بفجر جديد يبدد ظلمات الشرك والوثنية والظلم والجاهلية، وإرساء لدعوة توحيد الله الواحد الأحد على قواعد  ثابتة وراسخة.
 أخرج الله به -صلى الله عليه وسلم- الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وهو ما عبر عنه ربعي بن عامر رضي الله عنه في كلمات بليغة لرستم قائد الفرس: "إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضِيق الدنيا إلى سعَتَها، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإِسلام...." .
وما أحوج المسلمين اليوم إلى التوقف أمام هذه الذكرى العطرة وتأمل مسيرة نبيهم المشرقة ورسالته الربانية لهداية البشرية جمعاء، وتحمله في سبيل إبلاغ الرسالة وأداء الأمانة  من المشاق ما تنوء به الجبال، وما أحوج البشرية اليوم إلي دراسة سيرته بعدل وإنصاف بما فيها من حكم عادل وقضاء منصف وشورى وتشاور التزاما بقول الله تعالي " وشاورهم في الأمر .." ( آل عمران من الآية 159) وهكذا كان حاله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه " وأمرهم شورى بينهم " ( الشوري من الآية 38).. ما أحوجنا وأحوج البشرية جمعاء إلى دراسة سيرته العطرة ففيها ما يصف الدواء لِعِلَلِها ويشفي أمراضها.
 وما أحوج العاملين في ميادين الدعوة إلى الله إلى تعلم الدروس تلو الدروس من سيرته ومواقفه وهديه، صلى الله عليه وسلم؛ لتكون زادا علي طريق الدعوة، ومواجهة الصعاب والصمود أمام المحن، ولتعينهم على تحمل الآلام، والصبر على المشقات في سبيل إرساء دعائم الإسلام، وإقامة صرحه الشامخ، " ويقتدوا – كما قال الإمام الشهيد حسن البنا -اقتداءً عمليًا يزلزل الأوهام في نفوسهم والاستعمار في أوطانهم...وإذا كان لهم أن يذكروا محمدًا، الطفل الفقير اليتيم الذي لم يتلق في مدرسة علمًا، ولم يدرك من عطف أبويه حظًا؛ فذلك لكي يستعينوا بهذه الذكرى على اليأس الذي ملأ النفوس وأقعد العزائم، وضلل العقول، حينما يدركون أن يتيمًا في المال قد استطاع بالصبر والإيمان- ليس غير- أن يُنهض أمته، وأن يدفع بها إلى العالم كله، حاملة إليه النور منبعثًا من كتاب الله لكي يحمله على الهدى والفلاح...
أيها المسلمون: اذكروا عظمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في يوم مولده، وفى كل وقت، واستمدوا من هذه الذكرى روح العظمة الصحيحة، والعزة القويمة، واذكروا أنكم بخير أمة تُوصَفون، وإلى أفضل نبي تُنسبون؛ فلا تستنيموا إلى مذلة، ولا تركنوا إلى هوان، ودعوا هذه المهازل الصغيرة التي لا تدل على غير العبث والمجون واللهو والفضول والغفلة والصغار، في يوم شرُف العالم فيه بظهور أسمى رمز للعزة والفخار، وبمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم".انتهي كلام الإمام الشهيد يرحمه الله .
أسأل الله سبحانه وتعالي أن يعيد هذه الذكرى على الأمة الإسلامية وقد تحررت من أغلال السطوة الاستعمارية، واستبداد الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة، وأن يعيدها وقد تحررت أراضي الأمة المحتلة وفي مقدمتها فلسطين والقدس والمسجد الأقصي المبارك أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأن يعيدها سبحانه وتعالي علينا والإنسانية جمعاء تنعم بالأمن والأمان والسلام والازدهار .. إنه ولي ذلك والقادرعليه " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا " ( الأحزاب) . صدق الله العظيم .
والله أكبر ولله الحمد
 الإخوان المسلمون