التاريخ : الأربعاء 03 نوفمبر 2021 . القسم : الأخبار

كلمة فضيلة القائم بأعمال المرشد العام في مؤتمر الوحدة الإسلامية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه.

أتقدم لحضراتكم أجمعين بوافر الشكر والتقدير لتفضلكم بالمشاركة في هذا الجمع الرباني لنستمع جميعًا إلى فيض ما تفضل الله به عليكم بما يحيى في قلوبنا وعقولنا لحظات نور ورحمة في ذكرى يتشرف فيها الكون بمولد الرسول الخاتم وما تنزل عليه به الروح الأمين عليه السلام في سورة آل عمران لتكون له ولأمته جمعاء منارة هادية حتى قيام الساعة (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).

الحضور الكريم:

نعيش مع الأمة ذكرى تبكي لها القلوب حباً وهيبةً وتعلقاً بسيرة صاحبها عليه صلوات الله وسلامه وما تحمله وهو الإنسان الذي اهتزت روحه وجسده لحظة أنزل عليه التكليف الإلهي فجاءه النداء من الخالق جل في علاه قرآنا يتلي إلى قيام الساعة وتتعبد به الأمة (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)).

لتحدد هذه الآيات القرآنية الكريمة وأثقال حملها بدايةً من خير البشرية محمدًا الرسول النبي صلوات الله وسلامه عليه وإلى كل فرد في أمته إلى قيام الساعة.

ندرك جميعًا ثقل الأمانة وننظر إلى حال الأمة وهل قامت بمهامها كما أراد الله سبحانه وتعالى وكما أراده صاحب الذكرى الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، الإجابة على السؤال باليقين صعبة وموجعة، فهل أدينا أمانة الدعوة والتبشير بها، وهل ما عليه أمة محمد عليه الصلاة والسلام الآن هو ما كان يرجوه منها بعد ما بكي خوفًا عليها من ثقل السؤال والعذاب عندما رفع يديه وقال اللهم أمتي أمتي فنزل عليه جبريل عليه السلام برسالة من ربه عز وجل (إنَّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ، ولا نَسُوءُكَ).

في هذه الجلسة الطيبة وفي هذا التجمع الرباني الذي يذكر فيه بعضنا بعضًا بأمانة الرسالة وأمانة الوفاء لمن تنزلت عليه، هل بذلنا جهودنا إلى إقرار السلام بين صفوفنا؟ هل نشرنا المحبة وحق الإخاء بين أفراد الأمة؟ فنتعلم كيف نؤدي تكاليفنا بربانية التوجه، وهل وقفنا أمام النداء الذي ورثناه منه عليه صلاة الله وسلامه بقوله (يا أيُّها النَّاسُ إنَّما أنا رحمةٌ مُهداةٌ) فدفعنا من جهدنا ومشاعرنا ما نستحق به هذا النداء.

الطريق صعب وطويل مليئ بالفتن ودفع المخالفين وواجبات علاجها تحتاج إلى جهود العلماء العاملين وربانية العابدين ليعيش الجميع بعقولهم وأرواحهم ماجاء في نداء النبي الأمين في حجة الوداع (يا أيُّها النَّاسُ ألا إنَّ ربَّكم واحدٌ وإنَّ أباكم واحدٌ ألا لا فضلَ لِعَربيٍّ على أعجميٍّ ولا لعَجميٍّ على عربِيٍّ ولا لِأحمرَ على أسودَ ولا لِأسودَ على أحمرَ إلاَّ بالتَّقوى .. إن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا) وهو ليس مجرد نداء بل هو الطريق الذي لا طريق غيره تمسكاً بالرسالة بطلب العون من الخالق سبحانه وتعالى ثم لحمة صف الربانيين.

شكر الله لكم جهودكم وكتبها في ميزان حسناتكم وميزان من لبى هذا النداء لعل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا اللقاء بداية لعمل ينفع الإنسانية جمعاء وتأكيدًا لوحدة أمة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأنبيائه ورسله أجمعين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إبراهيم منير

نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" والقائم بأعماله

15 ربيع الأول 1443هـ ؛ الموافق 21 أكتوبر 2021م