التاريخ : الخميس 02 ديسمبر 2021 . القسم : الأخبار

لجنة علماء الإخوان المسلمين تطالب عموم الصف بالوحدة والالتفاف حول نائب المرشد الأستاذ إبراهيم منير


أهابت لجنة علماء الإخوان المسلمين بعموم الصف داخل الجماعة بالالتفاف حول نائب فضيلة المرشد العام الأستاذ "إبراهيم" منير والتعاون معه حتى نتجاوز هذه المرحلة بسلام إن شاء الله.

وأكدت اللجنة في بيان لها على أن وحدة الجماعة ضرورة حتمية يوجبها احتياج الأمة، في ظل اصطفاف والتئام كل أصحاب المشاريع الهدامة، والعقائد الباطلة.

 

نص البيان 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد..

  فقد ساءنا وآلمنا نحن علماء الجماعة ما حدث من خلاف ظهر أثره على المنتسبين لها والغيورين عليها، وما أكثرهم في كل مكان، وخاصة في هذه المرحلة الصعبة من عمر الدعوة، والتحديات الكبيرة التي تواجهها، والحرب المعلنة على المشروع الإسلامي الوسطي، والذي يفرض على جميع أبنائه الاستمساك بالمشروع ، وحشد جميع الجهود والطاقات حوله.

وقد كنا طيلة الفترة الماضية نتابع الأزمة الدائرة داخل الجماعة عن كثب، وكنا - ولا زلنا - ننتظر أن تنقشع الغمة، ونأمل أن ينعقد الصلح، ويلتئم الشمل، ويقدر الجميع خطورة الموقف وتداعياته؛ لأن الفرقة والتشرذم والخلاف -مهما كانت أسبابها- نذير شؤم، ومُذهِب ريح، ومَجلَبة فشل، سيما لو كانت في جماعة تدخرها الأمة لعظائم الأمور كجماعة الإخوان المسلمين.

لذلك أمرنا الله تعالى بالوحدة، وحذرنا من الفرقة، فقال تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا". آل عمران من آية 103

ونهانا سبحانه عن التنازع لأنه قرين الفشل وذهاب القوة، فقال تعالى: "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ". الأنفال 46

وانطلاقا من واجبنا الشرعي إزاء الأزمة الراهنة فإننا نؤكد ما يأتي:

1- وحدة الجماعة ضرورة حتمية يوجبها احتياج الأمة، في ظل اصطفاف والتئام كل أصحاب المشاريع الهدامة، والعقائد الباطلة، وجماعة الإخوان ملك لأمتها لا لنفسها. 

2- أن بيعة الأستاذ إبراهيم منير - نائبا لفضيلة المرشد وقائما بالأعمال - ثابتة بيقين، واليقين لا ينقض بالشك، ولكن ينقض بيقين مثله، ولم يظهر لنا أنه قد أتي ما يقتضي نقض بيعته، فلا ينزعن أحدكم يده من طاعة ونهيب بعموم الصف في الداخل والخارج الالتفاف حوله والتعاون معه حتى نتجاوز هذه المرحلة بسلام إن شاء الله.

3- كما أن رمزية الأستاذ إبراهيم منير - خاصة في هذه الظروف التي تعيشها الجماعة - توجب على كل غيور أن يحافظ عليها، لما تمثله من وجه الجماعة ورايتها ووحدتها وأصالتها، مما يحتم على كل غيور أن ينضوي تحت لوائها، ويمكننا تحت هذه المظلة - متى صلحت النوايا - أن نتحاور ونتباحث ونتدارس شؤوننا كلها، ونحل خلافاتنا، ونصل فيها إلى أنضج الآراء وأصوبها بما يحقق مصلحة الدعوة والأمة.

4- إننا نؤمن بالخلاف الذي هو سنة ربانية في بني البشر، لكننا نفرق بين محموده ومذمومه، وبين ما هو مظهر صحة وما هو مظهر مرض، وبين ما هو اختلاف تنوع وما هو اختلاف تضاد. ولا شك أن الاختلاف المذهب للقوة والمفرق للوحدة والمشتت للجمع ليس اختلافا محمودا لأنه سيجرنا إلى الانقسام وشق الصف، وبعثرة الطاقات والإمكانات، وشماتة الأعداء.

5- نؤكد ضرورة إعمال الشورى الملزمة والصحيحة ، والتقيد بمخرجاتها، والعمل على تولية الصلحاء الأمناء، وإسناد الأمر إلى أهله من كل قوي أمين، وحفيظ عليم، وإبعاد كل صاحب هوى أو غرض، والعمل على لم الشمل واستيعاب المخالف، ورفض الإقصاء والتهميش، والانطلاق نحو التطوير والتجديد في إطار المؤسسية والقيادة الجماعية والمسؤولية التضامنية. 

6- نؤكد أنه يجب على الجميع أن يحرصوا على وحدة الصف، والبعد عن التصرفات التي من شأنها تعميق الخلاف وتوسيع الهوة بين أفراد الصف، أو تلك التي تهدم آداب الحوار وتعصف بحقوق الأخوة مما يسيء إلى مبادئنا وقيمنا.

7- نذكر الجميع بأنه يجب أن تنزوي الخلافات الشخصية في هذه اللحظة الحرجة، وأن يتسامى كل صاحب هدف نبيل ومقصد رباني على الانتصار للذات. ومن كان على المستوى الشخصي يرى أن له حقا فليتنازل عنه لله، رغبة في الوحدة، ورجاء في الأجر، وسيؤتيه الله أجر المحتسبين ونذكر الجميع بالله أن ينتبهوا إلى خطورة تداعيات التصلب في المواقف، والتشبث بالرأي من انقسام وفرقة وضعف.

والله تعالى من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل. وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ".التوبة 105

والله أكبر ولله الحمد.

إخوانكم في لجنة علماء الإخوان المسلمين

الخميس 27 ربيع ثان 1443هـ ؛ الموافق 2 ديسمبر 2021م