التاريخ : الأحد 30 يناير 2022 . القسم : الأخبار
م . أسامة سليمان : ترشحنا للرئاسة كان حفاظاً على الثورة من الإجهاض
وجه المهندس أسامة سليمان المتحدث الرسمي باسم الإخوان المسلمين التحية لشهداء ثورة يناير ولكل مواطن مصري شارك بالثورة، جاءت التحية خلال مشاركته في ندوة من تنظيم مركز دراسات الإسلام و الشئون العالمية بعنوان (الإخوان المسلمون بمصر في الحكم والسياسة) يوم الجمعة الموافق ٢٨ يناير ٢٠٢٢.
حيث عقب المتحدث الرسمي للجماعة في كلمته بالندوة على ثلاث ورقات بحثية طٌرح فيهم رؤي حول رؤية الإخوان للسياسة بالإضافة لنظرة في أدبيات وخطاب الجماعة وتساؤل حول هل مشروع الإخوان ثوري أم إصلاحي.
وأكد المهندس أسامة علي أن تقييم فترة حكم الإخوان بمصر مازالت تحتاج إلي مزيد من المعلومات بحيث لا يتم التقييم في معزل عمن شاركوا في اتخاذ أي قرار بل وأن هناك ضرورة للاستماع لوجهة نظرهم و تحليلها من كل الزوايا وفق ما لديهم من معلومات، فالفرضيات الخاطئة، مثل المقارنات الخاطئة، التي تقودنا إلى استنتاجات خاطئة.
وتابع أنه لا يجب أن نغفل البعد الزمني وكذلك الخط الزمني وما صاحبهما من أحداث عالمية، فلا يجوز أن نأتي بنص ورد في الأربعينيات ، ثم نأتي بنص ورد في ال 2011 ، ثم نعود إلى نص ورد في الثمانينيات، و لكن يجب أن نراعي الخط الزمني الذي مر به الإطار النظري والعملي لجماعة الإخوان المسلمين، بداية من الإمام المؤسس وحتى الآن.
أما عن تجربة الجماعة في الحكم فصرح المتحدث الرسمي بأنها كانت تجربة مختلفة كونها جاءت بعد ثورة شعبية لم تكتمل بتنحي مبارك في 11 فبراير، بسبب استلام العسكر للمرحلة الانتقالية التي تعمدوا إطالتها وخططوا فيها للانقلاب على أي رئيس مدني منتخب، بالإضافة إلي أنها كانت أول ثورة على نظام ذو خلفية عسكرية امتد حكمه لأكثر من ٦٠ عام.
وأضاف أن قِصر المدة الزمنية لحكم الإخوان بالرئاسة والسلطة التشريعية لم تتيح لهم أي فرصة لتطبيق تجربتهم بشكل كامل يمكن تقييمه فيما بعد.
واستطرد المهندس أسامة سليمان للإجابة على تساؤل حول مدى اصلاحية أو ثورية منهج الإخوان إلي أن الجماعة كان لها مشروعها التغييري الشامل وأن مشاركتها في الثورة كان مطلبا شعبياً في إطار شعبي عام تداعت له كل فئات المجتمع فتوافقوا معه لأنهم كجماعة جزء لا ينفصل عن الشعب، وكل منصف يشهد بدور الإخوان في الثورة وخصوصا في بداياتها مع جمعة الغضب رغم الاعتقالات التي سبقتها، وأنه لا يوجد تعارض بين المفهوم النظري والتطبيقي لمشروع التغيير سواء كان ثورياً أم إصلاحياً في ثورة يناير تحديداً.
وأشار إلي أن الإخوان كانوا الفصيل الأكثر إيذاءا وتضحية وتشويها طيلة الـ ٦٠ عام الماضية من قبل النظام المصري واستمر التشويه بعد وصولهم للحكم مما حمل الإخوان فاتورة باهظة التكاليف.
وتطرق المتحدث الرسمي إلى الحديث عن المؤسسة العسكرية التي صنفها كأحد مكونات المشهد المصري التي آلت إليها السلطة بعد تنحي مبارك كمرحلة انتقالية، والتي كانت تُعد المؤسسة الأقوى تنظيميا وماديا ولها تحالفات خارجية مباشرة، ومعها حق استخدام العنف المبرر، وهي المؤسسة التي حكمت مصر طيلة 60 عام، بالإضافة لسيطرتها على مفاصل الاقتصاد المصري، وامتلاكها امتدادات في كل مؤسسات الدولة العميقة من إعلام وقضاء ومحليات و رجال أعمال، وهي المؤسسة التي لها تاريخ استبدادي دموي في الخمسينات والستينات مع الإخوان بالإضافة للصورة الذهنية السلبية للحركات الإسلامية لديهم ، الأمر الذي أدي إلي حالة ممانعة كاملة في تقبل الحكم المدني بشكل عام وحكم الإخوان المسلمين بشكل خاص، وذلك يبرر أفعالها كلها منذ بداية تقلد الدكتور مرسي الحكم وحتي بيان قائد الانقلاب في ٣ يوليو ٢٠١٣.
ثم انتقل المهندس سليمان للحديث عن الشعب المصري المكون الأهم بالمشهد الذي رأي أنه كان فريسة لمخطط إنهاك تم عن قصد استهدف العيش والأمن لقطاعات كثيرة منه جعلت هذه القطاعات تبغض الثورة و من تنتجه.
ثم أنهى حديثه بأخر مكونات المشهد المصري وهم النخبة والقوي الثورية والأحزاب التي أكد أنها بسبب الاستبداد لطالما عانت من الضعف والتفكك في بنيتها التنظيمية والبشرية والمادية و حاضنتهم الشعبية، و كذلك القوى الثورية الناشئة التي بقيت في إطار الفكر النخبوي، دون التحول لحركة شعبية تملك أذرع حقيقية من أوراق ضغط و قوة، أو علاقات تستطيع أن تنفذ أيا مما ورد في أجندتها، وهو ما زاد من تحمل عظم المسئولية للإخوان المسلمين وتكبيلهم وإنهاكهم، فضلا عن اضطراب العلاقات بينهم وبين الجماعة والتي برزت بشكل واضح كأحد مظاهر الاستبداد السياسي في التسلط على الإرادة الشعبية التي اختارت رئيسا للبلاد ولجوئهم للمجلس العسكري والاستقواء به، ومن ثم الخضوع له.
أكد المتحدث باسم الجماعة أن كل ما سبق لم يكن في صالح الإخوان المسلمين وكان سببا مباشراً في دفعهم و إجبارهم لتصدر المشهد كلية، الأمر الذي كان من المستحيل أن يضمن لهم النجاح.
وختم المتحدث الرسمي بتوضيحه لفكر الجماعة بشكل عام مؤكداً أن الإخوان المسلمون كتنظيم ازدهر وتطور وانتشر عندما كان مشهرا ومقننا في الأربعينات والثلاثينات، وأن مفهوم الإخوان للدولة يقوم على تأسيس قطري لا ينفصل عن محيطه الجيوسياسي و الجيوستراتيجي لها ،وفق فكرهم الإستراتيجي للحفاظ على كل محددات الأمن القومي.
و أن ترشح الإخوان للرئاسة في ٢٠١٢ كان نتاج لسيناريوهين من إخراج المجلس العسكري أحلاهما مُر لإجهاض الثورة إما الاحتواء أو الإجهاض والانقلاب، وذلك ما دفعهم للتراجع عن موقفهم المعلن في 10 فبراير قبل تنحي مبارك بأنهم لن يرشحوا أنفسهم لمقعد الرئاسة.