التاريخ : السبت 12 فبراير 2022 . القسم : الأخبار

القائم بأعمال المرشد العام: أيها الإخوان .. اثبتوا على ما ثبت عليه إمامكم


وجه الأستاذ إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" والقائم بالأعمال كلمة إلى جموع الإخوان والشعوب العربية والإسلامية في الذكرى الـ 73 لاستشهاد الإمام المجدد الشهيد حسن البنا مؤسس الجماعة ومرشدها الأول.

وإلى نص الكلمة ..

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن ولاه

يقول الله تعالى:

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 

ثلاثة وسبعون عاما مرت على استشهاد أحد رموز العمل الرسالي والعمل الوطني على مستوى الدنيا.

وهو صاحب المشروع الذي دعا فيه أولاد آدم أبو البشرية عليه السلام من كل الأجناس والطبقات كبيرهم وصغيرهم إلى الالتزام بما يُحيي النفوس والتمسك بما تنزلت به رسالات السماء وهو أيضاً صاحب الرؤية الشاملة للعمل الوطني التي جاءت ببساطة وإجمال بما لم يسبقه أحد في جيله من شرح وتقديم، ومازال بعد هذه السنين وما تراكم على الأفكار والأيدلوجيات هو النسر الذي يضرب بجناحيه في سماء الناس. 

إنه الشيخ العالم الداعية حسن بن عبد الرحمن البنا أول مرشد عام لجماعتنا جماعة الإخوان المسلمون.

تلك الدعوة التي أطلقها مع ستة أفراد من أواسط الناس في دنياهم، ولكنهم كانوا من أعظمهم في الحمية للدين والوطن.  

كان رحمه الله له نصيباً من اسمه فأحسن بناء جماعة صارت رأس حربةٍ في الدفاع عن الوطن، وكل بلاد الإسلام وطن، جماعة تحركت فغيَّرت وتكلمت فأسمعت وجاهدت فانتصرت وناضلت فحررت وكانت نجاحاتها سبباً في أن يحاربها من كره انطلاقتها أو غار من سبقها أو تمادى في عداوتها أو عدو محتل عرف خطرها عليه.

استشرف -رحمه الله- حرباً شعواء على الفكرة الإسلامية وأيقن بالمحن تلو المحن على دعوته ورجالاتها وأيقن أن المحن لا تنتهي وتفرض على الداعية أن يكون صاحب فهمٍ عميق وإيمانٍ وثيق وعزمٍ قوي ثقةٍ بمنهجٍ نبوي ويقيٍن بنصر من الله سبحانه وتعالى على صاحب الدعوة ومقدر الأقدار ومالك الأعمار.

ما عاشت دعوة الإخوان إلا بفيضٍ من الله سبحانه وتعالى ثم إخلاص الإمام الشهيد الذي بذل دمه في سبيل هذه الدعوة. وما ثبت رجال الإخوان وأخواتهم إلا بتربيةٍ قويمة وأصولٍ وضعها الإمام مستمدة من منهاج النبوة ومهما كانت الابتلاءات كان اليقين بنصر الله كما ربَّى الإمام البنا عليه الرجال.

إننا في ذكرى استشهاد الإمام المؤسس لا نجد لأنفسنا نحن الإخوان المسلمون إلا ثباتاً على طريق الدعوة لا نقدم لأنفسنا إلا كما قدم الإمام البنا حياته وجهده للدعوة ولا نرتأي لهمتنا أن تفتر كما لم تفتر همته رحمه الله.

كل ما يمر على الإخوان المسلمين الآن عرفناه وعلمناه من قبل بايعنا على الصبر والصمود أيقنا أنه طريق الله والأنبياء الرسل صلى الله عليهم جميعاً ثم طريق أصحابهم والسلف الصالح.

كلما جاءت ذكرى استشهاد الإمام البنا زاد ثبات أهل الحق وقوي الأمل في نصر الله فحياة الصالحين تنتهي ولكن لا ينتهي السيرٌ على طريق المصلحين وهكذا كان حسن البنا.

أيها الإخوان .. 

اثبتوا على ما ثبت عليه إمامكم -رحمه الله- في طريق دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

انهضوا للعمل ولتحقيق مراد الله فيكم كما شرح لكم إمامكم -رحمه الله- 

أيقنوا في نصر الله القادم وإن سبقتم إلى الله كما سبق إمامكم -رحمه الله- 

جددوا بيعتكم لدعوتكم ووفُّوها حقها وإياكم والفرقة كما نادي بالبيعة إمامكم ووفى بها -رحمه الله-

الإخوة والأخوات 
نحن نبت البنا ونبت أيدينا سيُكمل البناء بعون الله وفضله

أروا الله منكم كل خير فكل منا ينتظر نحبه ليلحق بالإمام البنا -رحمه الله- وبزمرة المؤمنين السابقين

بارك الله دعوتنا وقوَّى أخوتنا ورحم مرشدنا 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته