التاريخ : الأربعاء 16 مارس 2022 . القسم : الأخبار
كلمة القائم بأعمال المرشد العام الأستاذ إبراهيم منير بمناسبة ليلة النصف من شهر شعبان المبارك
وجه الأستاذ إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" والقائم بالأعمال، يوم الأربعاء 13 شعبان 1443هـ؛ الموافق 16 مارس 2022 م، كلمة إلى جموع الإخوان والشعوب العربية والإسلامية بمناسبة ليلة النصف من شهر شعبان المبارك. هنأهم فيها بتلك الليلة المباركة التي تُرفع فيها الأعمال إلي الله عز وجل، وطالبهم فيها باستغلال النفحات الربانية الباقية بشهر شعبان، ورفع الهمم استعداداً لاستقبال شهر رمضان المبارك.
وإلى نص الكلمة..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واهتدى بهديه ليوم الدين.
ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. ربنا لك الحمد على ما هديتنا وعلى ما أنزلت لنا من رشد وعون لبلوغ رضوانك والفوز بجنتك.. فأنت سبحانك العظيم الرحيم..
قال تعالى (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ – وقال تعالى – ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب)
شعائرُ الله هي أوامره ونواهيه وتعظيمُها يكون بفعل ما أمر الله به وترك ما نهى عنه وبإجلالها بالقلب ومحبتها وتكميل العبودية فيها غير متهاونٍ ولا متكاسل ولا متثاقل وتُمثلُ هذه الشعائر و الاحتفال بها وتعظيمها وسيلة من وسائل نشر الدعوة الإسلامية.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – افعلوا الخير دَهرَكم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحاتٍ من رحمته، يُصيبُ بها مَن يشاءُ من عباده –
فمن رحمة الله سبحانه وتعالى بنا وفضله علينا، أن جعل لنا مواسم للخير فيها نفحاتُُ ربانية تحمل إلينا الرحماتِ والبركاتِ والذكرياتِ العطرة، تُصيب من يتعرض لها ويغتنمها، مواسِمَ يفرحُ بها المؤمنون ويتسابقُ فيها الصالحون، ويتنافس فيها المتنافسون، ويرجع فيها المذنبون، واضعين نصب أعينهم قوله تعالى (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى)
ولقد حلَّ بنا شهر من تلكم النفحات – فها هو شهر شعبان قد أهلَّ علينا.. حاملاً إلينا نسائم الخيرات، وبشائر البركات، ينبهنا بقرب شهر رمضان المبارك، وينادي علينا بحسن الاستعداد له ويقول من أراد سعادة الدارين، والفوز في الحياتين، ورضا رب الكونين، فعليه باتباع هدي سيد الثقلين قدوتنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولكي يفوز المسلم بنفحات رمضان ويكون بمنأى عن الخسران لا بد أن يهيئ نفسه وأسرته للإقبال على الله في هذا الشهر الكريم؛ لأن من كان يرجو الله واليوم الآخر لا بد أن يجتهد ويعمل، ويُعِد العدة، وها هي الفرصة سانحة في شهر شعبان كي تتهيأ الأسرة فيه لهذا الشهر العظيم.
ولذلك أعطى النبي صلى الله عليه وسلم شهر شعبان عناية كبيرة — لأن كثيراً من الناس يغفلون عنه — فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال – قلت – يا رسول الله لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان … قال ذلك شهرٌ يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين – فأُحب أن يُرفع عملي وأنا صائم.
وفي شعبان ليلةٌ مباركةٌ .. مَنَّ اللهُ فيها على رسوله وعباده المؤمنين بتحويل قبلتهم إلى المسجد الحرام لتكون لهم خصوصيتهم .. ووحدتهم على قبلة تخصهم.
(قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)
وهي ليلة يغفر فيها الله لعباده إلا مشركٍ أو مشاحنٍ لأخيه .. وهو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله … إذا كانت ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ما كان من مشركٍ أو مشاحنٍ لأخيه…
وقد ورد في فضلها عدة أحاديث _ مجموعها يدل على أن لها أصلاً … بعضها صحيح
وبعضها حسن وبعضها ضعيف… ولقد ذهب جمهور الفقهاء إلى ندب إحياء ليلة النصف من شعبان … لأنها تكفر ذنوب السنة .. كما أن ليلة الجمعة تكفر ذنوب الاسبوع وليلة القدر تكفر ذنوب العمر … ولأن هناك خمس ليال لا يرد فيهن الدعاء
ليلة الجمعة … وأول ليلة من رجب … وليلة النصف من شعبان وليلتا العيد.
إن ليلة النصف من شعبان تطرق أبوابنا… فلنعمل جاهدين على رفع الهمم ... والتَجهز بأسلحة الإيمان استعدادا لقدوم شهر رمضان .. شهر التقوى والمغفرة والعتق من النيران.
تقبل الله منا ومنكم … ووفقنا جميعا لصالح الأعمال.
والسلام عليكم ورحمة الله .. وكل عام وأنتم بخير