التاريخ : الخميس 16 يونيو 2022 . القسم : الأخبار
كلمة القائم بأعمال المرشد في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس محمد مرسي
"محمد مرسي.. ومضة النور في ظلام مصر"
أكد فضيلة الأستاذ "إبراهيم منير" نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" والقائم بالأعمال أن الرئيس الشهيد "محمد مرسي"، كان ومضة النور وسط تاريخ طويل من فقدان العدالة وضياع حقوق الشعب المصري، جاء ذلك خلال كلمة نائب المرشد العام بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد أول رئيس مدني منتخب في البلاد.
وإلى نص الكلمة..
بسم الله الرحمن الرحيم..
ثلاث سنوات مرت على فراق أيقونة العدالة والعطاء والوفاء لحقوق شعب مصر، والذي كان ومضة النور وسط تاريخ طويل من فقدان العدالة وضياع حقوق الشعب المصري.. أطفأها انقلاب عسكري دامي على أول رئيس منتخب في تاريخها الطويل.
حاول الظالمون الإساءة إلى شخصه بعدما عجزوا عن تقديم ما يطعنون به في دينه ووطنيته وأمانته. فحاصروه وقدّموه للعالم في قفص زجاجي لا يُسمع منه صوته إذا أراد أن يظهر براءته أمام قضاة لا يحكمون بالعدل، ولا يسمع فيه الناس حقيقة الأمور والوقائع، وأعدّوا لإعدامه مشهداً ليراه الناس يغطون به جرائمهم، ومكروا مكراً ظنوا أنهم قد أهالوا به التراب على تاريخ الرئيس الشهيد مع جثمانه الطاهر، فكان قدر الله عز وجل أن يراه الناس على حقيقته الناصعة، فسالت دموعهم المحبوسة لتكون شهادة أمام الله سبحانه وتعالى بما كان عليه الشهيد من طهارةٍ ونقاء، وتحتشد معها دموعٌ أخرى ساخنة على عشرات الألوف ممن سبقوه من شهداء ومظلومين كانوا حوله لإحقاق الحق وإبطال الباطل، نالهم ما نالهُ من ظلمٍ وافتراء، زادها قول الشهيد الأيقونة صاحب النفس الإيجابية التي تحمل الخير والنجاة للجميع، وهو يرى ما يحدث فردد شعراً محفوظاً لزعيم مصري مات غريباً عن أرضه، بقوله:
"بلادي وإن جارت علىَ عزيزة.. وأهلي وإن ضنّوا علىّ كرام".
لقد أرادها الفراعنة الجدد إظهاراً للقوة والبطش، وأرادها الله تعالى أن تكون شهادة الحق في هذا الزمان للشهيد الأيقونة ومن سار معه مسيرة العدل والوفاء، وبيان الفارق بين أغراضهم وأهدافهم وبين أغراضه وأهدافه، ليكتب التاريخ شهادة الحق وتبقى ليوم الساعة وبموازين الحق والعدل الربانية، ومعها شهادة الملايين من كل العصور القادمة من لا يعلم عددهم إلا الخالق سبحانه وتعالى، لتكون الجائزة الكبرى كما جاء في سورة الزمر ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾.
ورحم الله الشهيد صاحب الظلال، قبل أن يلقى ربه، عندما تفيأ ظلال الآية الكريمة فقال "فهو الاستقبال الطيب.. والثناء المستحب.. وبيان السبب "طبتم" وتَطهرتم وجئتم طيبين، فما يكون فيها إلا الطيب وما يدخلها إلا الطيبون، وهو الخلود في ذلك النعيم".
أخي ورئيسي ومن أحببته في الله، سيكتب عنك المنصفون وستظل ذكراك وذكرى الشهداء في عليين، وما أدري كيف أرثيك في ذكرى استشهادك وارتقاء روحك إلى الملأ الأعلى، وأشهد مع كل الناس، أنك المثل الطيب في الحياة على الأرض، وتعجز كلماتي عن التعبير عن حبي وحب الناس لك، عندما جاءت رسالتك الأخيرة إلى قومك وبلدك بروح الحب والتسامح، فأستعير أبياتٍ أقصدك بها، قالها الشاعر المصري أحمد شوقي في رثاء صديقه الشاعر حافظ إبراهيم:
قَد كُنتُ أوثِرُ أَن تَقولَ رِثائي يا مُنصِفَ المَوتى مِنَ الأَحياءِ
لَكِن سَبَقتَ وَكُلُّ طولِ سَلامَةٍ قَدَرٌ وَكُلُّ مَنِيَّةٍ بِقَضاءِ
وَدِدتُ لَو أَنّي فِداكَ مِنَ الرَدى وَالكاذِبونَ المُرجِفونَ فِدائي
ما حَطَّموكَ وَإِنَّما بِكَ حُطِّموا مَن ذا يُحَطِّمُ رَفرَفَ الجَوزاءِ
وكل عزائي وعزاء إخواني إلى أسرة الشهيد وأسر الشهداء، وحفظ الله مصر وشعبها وشعوب العالم الإسلامي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
16 يونيو 2022
17 من ذي القعدة 1443
إبراهيم منير
نائب المرشد العام للإخوان المسلمين والقائم بالأعمال