التاريخ : الاثنين 14 أغسطس 2023 . القسم : بيانات
فى ذكرى مذبحة رابعة الجماعة تطالب بالحرية للمعتقلين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وعلى آله وصحبه.
الإخوة والأخوات في كل مكان.. شعب مصر الأبيّ الكريم
تمر علينا اليوم ذكرى "مذبحة رابعة"، تلك المذبحة التي هزت ضمير العالم الحر من هول بشاعتها، وأدمت قلب كل إنسان يؤمن بالحق في الحياة والحرية. ومازالت آثار المذبحة رغم مرور عشر سنوات حية فينا، وصورها ماثلة وأصواتها لا تنسى. فلا نعرف في تاريخنا الحديث مذبحة ارتكبت في حق مدنيين سلميين عزَّل، إلا في الحروب الكبرى والصراعات. أمّا أن يُرتكب هذا الجرم في غير حرب وبأيدي مصرية؛ فهذا هو العار بعينه، وتلك هي الجريمة في حق أبناء البلد الواحد، والأرض الواحدة، والوطن الواحد، بل إنها الجريمة كاملة الأركان ضد الإنسانية، لبشاعتها وهول ما نتج عنها.
إن بداية اعتصام رابعة بدأ مع شعب ثار من أجل معيشته وحريته وكرامته في يناير 2011، وكافح وضحى تضحيات عزيزة حتى نال حريته وانتخب برلماناً، ووضع دستوراً وانتخب رئيساً مدنياً بإرادته الحرة، ثم انتهي كل ذلك بمشاهد قتل واعتقال وحرق قضت على حلمه في دولة ديمقراطية كان يتطلع إليها وتتشوّف نفسه لرؤيتها.
عشر سنوات "سُود" مضت على "مذبحة رابعة"، لتضاف صفحة جديدة من صفحات انتهاكات حقوق الإنسان في مصر بل في العالم أجمع؛ حيث بلغت أعداد ضحايا التعذيب، والإعدام والإهمال الطبي، عددًا تجاوز أعداد ضحايا مجزرتي رابعة والنهضة التي وثقتها منظمات حقوقية دولية.
وما زال الاعتقال التعسفي يطال عشرات الآلاف من خيرة من أنجبت مصر: علماء، وأساتذة جامعات، وبرلمانيين، ووزراء، وطلابا، بينهم نساء وأطفال وكبار السن! ولم يترك النظام جريمة نصَّ عليها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان إلا ارتكبها في حق معارضيه.
وتؤكد جماعة الإخوان أنّ الإفراج عن المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات العامة بات اليوم هو الحد الأدنى للعمل الوطني؛ حيث لا مجال للسياسة مع القبضة الأمنية والخوف، وزوال القدرة على التعبير عن الرأي والانتماء.
وختاماً: تدعو جماعة "الإخوان المسلمون" قادة الدول والحكومات، وكافة المنظمات الأممية والشعبية الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، إلى المطالبة بالإفراج عن كافة المعتقلين في سجون مصر، والتحقيق في شأن الجرائم التي يتعرضون لها بشكل دوري وممنهج داخل محبسهم.
وفى هذا الصدد تؤكد الجماعة على الحق في المحاكمات العادلة ضد من أجرموا في حق الشعب المصري، وأن الدماء التي أريقت في رابعة والنهضة وكل ميادين مصر لن تسقط بالتقادم.
وفى هذه الذكرى الأليمة نتقدم إلى كل المعتقلين القابضين على الجمر، على اختلاف أطيافهم السياسية بأسمى آيات الوفاء والعرفان لما قدموا من تضحيات من أعمارهم من أجل حرية وطنهم. كما أننا نخص أهالي الشهداء والمعتقلين بالدعاء: أن يتقبل الله تضحياتهم، وأن يفرِّج الله عنا وعنهم وعن كل أحرار مصر ما هم فيه. ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾.
الدكتور صلاح عبد الحق
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمون”
الإثنين: 27 محرم 1445هـ الموافق 14 أغسطس 2023 م.