التاريخ : السبت 11 نوفمبر 2023 . القسم : بيانات
بيان.. إن المواقف المتخاذلة تؤذن بتحمل الشعوب مسؤولية إزالة العوائق لتحرير فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
قال تعالى: ( وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
أبدأ كلمتى بالسلام على فلسطين، وعلى أسود الوغى في الميادين،
أولئك الذين قهروا الجيش الذى لا يقهر، وقضوا وإلى الأبد على عقيدته الأمنية. في يوم السابع من أكتوبر الخالد.
يوم أذاقوا العدو ويلات، طالما أذاقها لشعب فلسطين،
وسلام على المقاومين فى كل الساحات أعادوا لقضية فلسطين مكانتها، وردعوا العدوان على المسجد الأقصى وانتصروا لقتلاهم وأسراهم.
وسلام على شعب أبي، رفض التهجير ودفع الثمن راضياً، وسلام على أسر الجرحى والشهداء.
سلام يتنزل من السماء سكينة وبرداً على قلوب أضناها البلاء في انتظار الفتح القريب.
ثم السلام على شعوب طال شوقها إلى الحرية، انتفضت لنصرة إخوانهم، وبذلوا ما في وسعهم.
ثم السلام على شعوب العالم الحرة، التى خرجت ترفض هذا الاعتداء والظلم على أهل غزة.
والويل كل الويل لمن تخاذل عن نصرة فلسطين، في وقت تداعى الغرب فيه لدعم الكيان الصهيوني.
أولئك الذين تركوا أهل غزة للموت، ولم يعملوا على وقف نزيف الدماء وقتل المدنيين،
ولم يطلقوا مجرد تهديد باستخدام القوة مقابل القوة،
ولم يستخدموا – حتى- وسائل ضغط سلمية، سياسية او اقتصادية لردع العدو ووقف آلة الحرب الجهنمية .
تبا لكل هؤلاء ..غدا يتحقق النصر بوعد الله، وستكتب أسماؤهم في صفحات الخيانة و العار .
مع تصاعد العدوان وحرب الإبادة الجماعية على أشقائنا في فلسطين نؤكد على عدة أمور:
أن الجهاد من أجل تحرير فلسطين واجب شرعي، وأن معركة التحرير عادلة.
وأن حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس هي حركات تحرر وطني
اكتسبت مشروعية دورها من الإيمان بحق شعب فلسطين في الحرية والسيادة على أرضه
ومن التفاف الشعب الفلسطيني حولها.
واكتسبتها كذلك من كونها خط الدفاع الأول عن مقدسات المسلمين.
كما نؤكد أن الاحتلال والاستيطان هو أصل الصراع وهو الإرهاب بعينه، وبزواله تزول المشكلة.
و يا حكام العرب والمسلمين نرجو ان تدركوا
أن العالم لن يستطيع تجاوز الحق الفلسطيني،
وأن توقنوا أن الاحتلال إلى زوال.
فلا تساوموا الشعب الفلسطيني على حقه
ولا تقبلوا الوصاية عليه من خارج ضميره،
وطالما بقى العدوان والاحتلال، لابد أن تبقى المقاومة،
وعلينا جميعا واجب دعمها.
وأن يظل دائماً حق الرد مكفولاً لها،
كما كانت عملية طوفان الأقصى، رداً مزلزلا على جرائم 75 عاماً.
وإننا نبشر أن النهاية قد بدأت، قال تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) (7) الإسراء
وعد الله لا يخلف الله الميعاد
وإلى حكام العرب و المسلمين بعد أن تجاوز عدد الشهداء والمفقودين والجرحى من المدنيين 40 ألفا أغلبهم من النساء والأطفال،
تذكروا أن الله سائلكم، ماذا قدمتم لفلسطين وللمقاومة الفلسطينية الباسلة؟؟؟ .
لقد اصبح جليا أن العدو قدم كل مبرر لاتخاذ قرارات قاسية ضده، تردعه عن تماديه في العدوان.
وإن المطالبة بتحرك دولي لفرض عقوبات على الكيان الصهيوني هي أقل الواجبات لما ارتكبه من جرائم ضد الإنسانية.
وكذلك تقديم نتنياهو إلى المحاكمة الدولية كمجرم حرب، بعد حرب إبادة جماعية ارتكب فيها كل محرمات القانون الدولي والشرائع السماوية.
وإننا في هذا الصدد لنؤكد أن مواثيق الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بل والنظام الدولي وقوانينه ومواثيقه على محك صعب في اختبار السلم والأمن،
وإن الصمت عن جرائم الكيان الصهيوني وعدم تفعيل الأدوات القانونية ضده يعنى موت العدالة وموت هذه المواثيق والقوانين والمنظمات الدولية؛
وعلى قادة العالم أن يتحملوا مسؤولية ذلك.
وإننا إذ نثمن المواقف الإيجابية النادرة لدول سحبت سفراءها ونددت بالعدوان، فإننا نطالب بمزيد من إجراءات سحب السفراء، وقطع العلاقات، وإلغاء الاتفاقات،
لفرض العزلة على الكيان الصهيوني.
كما نطالب حكام العرب باتخاذ قرارات تسهم في وقف الحرب فورا، وأن يعملوا على دعم المقاومة رسمياً وشعبيا ، فقضية فلسطين رمز وحدتنا، كانت وستظل كذلك.
من أجل ذلك نريد أن تكون مواقف الحكام عند أمل شعوبها، وإن المواقف المتخاذلة تؤذن بتصدر الشعوب لتتحمل مسؤوليتها لإزالة العوائق من أجل تحرير فلسطين.
وبشأن الكارثة الإنسانية نكرر مطالبتنا لمصر بالقيام بدور محوري عادل في القضية الفلسطينية، وأن تقوم بفك الحصار، وفتح المعابر دون قيد أو شرط، وأن يتحمل النظام المصري مسؤوليته في حفظ قوافل الإغاثة والمساعدات الدولية، وأن يعمل بكل السبل على وقف الحرب.
ويا شعوب العالم الإسلامي وكل شعوب العالم الحر، استمروا في انتفاضتكم ضد الظلم، تكلموا عن فلسطين وحقها في كل ناد سياسي وبرلماني وإعلامي، تكلموا عن الجرائم ضد الإنسانية وواجب النصرة، عبروا عن دعمكم لشعب فلسطين.
وختاماً فإننا نشد على أيدي المجاهدين، ولا نألوا جهدا في سبيل نصرتهم، وندعو الله تعالي أن يمن علينا بنصر مؤزر مبين.
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (39) الحج
والله أكبر ولله الحمد
الدكتور صلاح عبدالحق
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمون”
التاريخ السبت 27 ربيع الثاني 1445هـ · 11 نوفمبر 2023 م