التاريخ : الخميس 07 ديسمبر 2023 . القسم : بيانات
معا صفا واحدا في مواجهة الضغوط ورفض التهجير
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران:173].
مع دخول العدوان على غزة مرحلة جديدة من الوحشية والإبادة، والعمل على التهجير القسري لأهل غزة إلى مصر، وممارسة الضغوط من أجل ذلك - فإننا نؤكد رفضنا مع كل القوى الشعبية والسياسية لسيناريو التهجير، ونعتبره خطًّا أحمر.
وهو الموقف ذاته- من التهجير- الذي أعلنته مصر سلفاً؛ على كل المستويات باختلاف الانتماءات والطيف السياسي، في إجماع وطني نادر في قضية واحدة، لأنها تمس الأمن القومي المصري؛ كما تمس كذلك ضمير كل عربي ومسلم، الأمر الذي يكسب الموقف المصري بعداً إقليميا ودولياً تنتظره شعوب العالم الحرة المؤيدة لقضية فلسطين. وهو كذلك تهديد للأمن القومي العربي.
لذلك؛ فإننا ندعو إلى تثبيت الموقف المصري من التهجير، وأنه خط أحمر. كما ندعو لعدم الرضوخ لأي تهديدات أو إغراءات من أجل التراجع. وأن يكون لمؤسسات الدولة البرلمان والجيش المصري والأزهر الشريف والقوى الوطنية والأحزاب والنقابات دورها فى حراسة الموقف تجاه القضية الفلسطينية. مصر التى كانت دائما بجوار فلسطين لا ينبغى أن تتخلى عنها اليوم. ونؤكد في هذا الصدد أن سيناريو التهجير هو "نكبة جديدة"، وأن تصفية المقاومة هو تصفية للقضية الفلسطينية. الأمر الذي يفتح الباب على مصر أمام عدو لا تنتهي أطماعه ولا يخفيها، وهذا هو معنى الأمن القومي في موقفنا المصري.
وإضافة لما سبق بشأن مواجهة سيناريو التهجير نؤكد على عدة أمور ومطالب:
أولا: بذل كل الجهود المصرية والعربية والإسلامية الرسمية والشعبية لوقف الحرب فورا، إنقاذًا للأشقاء، ومنعًا من أن تطالنا تلك الحرب وتمس سيادتنا وأمننا.
ثانيا: العمل الجاد لرفع الحصار؛ تنفيذًا لقرار القمة العربية الإسلامية بفتح المعبر بشكل دائم، وضمان وصول المساعدات الإغاثية بشكل منتظم تحت إشراف دولي، دون انتظار إذن من العدو.
ثالثا: دعوة الدول العربية والإسلامية إلى الإصرار على وصول المساعدات إلى القطاع بكل السبل برًّا وبحرًا وجوًا؛ ولنا في ذلك ما قامت به المملكة الأردنية من إسقاط المساعدات جوًّا.
رابعا: التأكيد على الموقف المصري؛ باعتبار التهجير خطًّا أحمر، واعتبار أن ما يجري من خطوات على الأرض حاليا مساسا مباشرًا بالأمن القومي، وإيذانًا بإعادة النظر في معاهدة السلام.
خامسا: فتح باب المعبر لعودة المصريين المقيمين في غزة إلى وطنهم، دون انتظار موافقة أو ضغوط من أي طرف.
سادسا: قبول الجرحى والمرضى الفلسطينيين وعلاجهم في المستشفيات المصرية أو غيرها.
سابعا: رفع القبضة الأمنية عن القوى الشعبية والسياسية والمهنية المصرية؛ لتعبر عن مواقفها تجاه أمن مصر وعن القضية الفلسطينية.
وختاماً؛ فإننا نثق بوعد الله لعباده المؤمنين المجاهدين الصابرين بالنصر والتمكين، وندعوه سبحانه أن يقر أعيننا بهذا النصر عاجلا غير آجل. إنه نعم المولى ونعم النصير.
جماعة الإخوان المسلمون
الخميس 24 جمادى الأولى 1445 هـــ؛ الموافق 7 ديسمبر 2023