التاريخ : الأربعاء 20 مارس 2024 . القسم : قضايا وملفات
نداء خالد مشعل إلى الأمة الإسلامية
بمناسبة عملية طوفان الأقصى، أطلق رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس فى الخارج، القائد خالد مشعل نداءً جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيبنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، سلام الله على غزة، سلام الله على القدس وعلى الأقصى، سلام الله على الشهداء، على الجرحى، على الأسرى، على كل أبطال المقاومة.
سلام الله على كتائب عز الدين القسام المظفَّرة، على قوات النخبة فيها وكل أبطالها، سلام الله على سرايا القدس، وعلى كل أبطالها وأبنائها.
سلام الله على جميع الأجنحة العسكرية من أبناء شعبنا، سلام الله عليك أخي الحبيب أبا خالد الضيف، يا من تقود ركب المقاومة عقودا طويلة وما زلت.
سلام الله عليك إذ تطلق شرارة «طوفان الأقصى»، سلام الله على إخوانك في المجلس العسكري معك، سلام الله عليك أخي الحبيب أبا إبراهيم يحيى السنوار. وعلى إخوانك الكرام في القيادة السياسية والتنظيمية، يا من صنعتم هذا المجد مع إخوانكم جميعا في قطاع غزة وحاضنتنا الشعبية، سلام الله على القادة الشهداء، وعلى القادة الذين قدموا أبناءهم شهداء، سلام الله على الحاضنة الغزية العظيمة التي صبرت على البلاء، صبرت على الحصار على المواجهة المفتوحة مع الاحتلال.
سلام الله على الأمهات، على الآباء، على العوائل الكريمة التي قدمت فلذات أكبادها في سبيل الله دفاعا عن الوطن وعن القدس والمقدسات.
سلام الله على كل من أعدَّ وحضَّر وقدَّم وجعل هذا الحلم يتحقق على الأرض، سلام الله على أهلنا في الضفة الغربية، سلام الله على أهلنا في الثمانية وأربعين، سلام الله على الشتات والمخيمات وأبناء شعبنا في كل مكان، سلام الله على أمتنا العربية والإسلامية العظيمة وبعد.
فيا إخواني وأخواتي، يا كل أهلي وربعي في هذه الأمة، هؤلاء إخوانكم وإخوتكم صنعوا هذا المجد، صنعوا هذا الطوفان، فكان «طوفان الأقصى»: انتصروا فيه للأقصى يوم رأوه يدنس منذ شهور طويلة، ورأوا الأقصى في خطر من الهدم والتقسيم وبناء الهيكل المزعوم، انتصروا من أجل تحرير الوطن والأرض، في ظل هذا الاحتلال المجرم، وفي ظل هذا الاستيطان الذي يقتل أبناء شعبنا في كل اللحظات.
وكان «طوفان الأقصى»: حين رأوا أسرانا وراء القضبان يتطلعون إلى لحظة الحرية وبعضهم أمضى أكثر من أربعين عاما، حين رأوا غزة تعاني من حصار فاق ستة عشر عاما، هؤلاء إخوانكم صنعوا كل هذا الطوفان أغرقوا فيه كرامة الاحتلال في الوحل.
وهذا الطوفان أحيا فينا الروح، أحيا فينا العزة والكرامة، جدد صفحات التاريخ، لنصنع اليوم حاضرا -إن شاء الله تعالى- يبشر بمستقبل الحرية والتحرير، بإذن الله.
ما هي مسؤوليتنا غير أن نفرح ونعتز وندعو؟
أدعوكم وأنا معكم وكلنا نتحمل المسئولية إلى أمور أبدأ بما اعتدنا عليه، لكن نريده بسقف أعلى:
أولا- الغضب؛ أن ننزل في الميادين والساحات والشارع العربي والإسلامي وعلى مدى الجاليات في كل مكان.. هناك دعوة يوم الجمعة، «جمعة طوفان الأقصى»؛ نريد أن نرد -فيها- على الصهاينة وقادتهم المجرمين وغلاتهم وعلى الأمريكان الذين هبُّوا لنجدتهم؛ لأن عندهم ازدواجية معايير، يرون معركة أوكرانيا عادلة ولا يرون معركة الشعب الفلسطيني عادلة. وجهوا رسالة عبر الساحات والميادين، رسالة غضب أننا مع فلسطين مع غزة مع الأقصى مع القدس، وأننا جزء من هذه المعركة.
ثانيا- غزة تستغيث بكم لنجدتها إغاثيا وماليا بكل ما تملكون، كلُّ من يستطيع أن يقدم فلا يتأخر، فهذه لحظة الحقيقة، هذا باب الجهاد بالمال، قدموا لغزة ولمقاومتها ولأبطالها، عوِّضوهم عن هذا الدمار. أنتم ترون هذه الجريمة الصهيونية اليوم، فنتنياهو يطبق سياسة الأرض المحروقة ويتفرج؛ لأنه أخذ ضوءًا أخضر أمريكي وغربي، وبعض الصمت العربي، فإيَّانا أن نخذل إخواننا في غزة.
ثالثا- نريد حراكا سياسيا من الشعوب.. من القادة.. من زعماء الأمة. نريد حراكا على كل المحافل؛ لنوقف الجريمة الصهيونية، ولنصطف مع المقاومة مع غزة ومع القدس والأقصى ومع فلسطين. هذا ما أدعوكم إليه، وهو ما اعتدنا عليه.
لكن بقي ما هو أهم وما هو أولى وأوجب وبين يديه أقول: يا إخواني؛ الأقصى أمانة محمد (صلى الله عليه وسلم) مسراه ومعراجه، الأقصى وديعة سيدنا عمر بن الخطاب الذي تسلم مفاتيحها، وأتاها -نصف الطريق- ماشيا. هذه وديعة صلاح الدين الأيوبي الذي حررها، هذه وديعة السلطان عبد الحميد الذي حافظ عليها، فأين واجبنا اليوم؟ واجبنا أكبر مما قلته قبل قليل.
الله تعالى سيسأل الجميع، سيسأل حكام الأمة، سيسأل الملوك والأمراء والرؤساء والزعماء والمسؤولين والقادة، سيسأل قادة الحركات الإسلامية والوطنية والقومية، سيسأل الجميع، سيسأل العلماء، أين أنتم من عز الدين القسام؟ أين أنتم من العز ابن عبد السلام، أين أنتم من الذين حموا هذه الارض المباركة عبر التاريخ، سيسأل الجميع، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا؛ ماذا أعددنا لهذا الجواب؟ وهنا أقول بكل وضوح وبلا لجلجة ولا تردد، هذه لحظة أن تنخرط الأمة في المعركة، أن نقاتل معهم، الشيخ عبد الله عزام هذا الشهيد القائد هذا فلسطيني، لكنه تحرك لقضية أفغانستان قبل سنوات طويلة كما تعلمون، وجعلها قضية الأمة، أين عبد الله عزام من أمتنا؟ الذي يجعل قضية فلسطين، القضية الحاضرة عند كل أبناء الأمة، ويجهّز نفسه للشهادة كما استشهد عبد الله عزام! أين العلماء الذين يخرجون فتوى بوجوب القتال على أرض فلسطين على كل مسلم ومسلمة؟
ماذا تنتظرون؟
أن نفقد الأقصى.. أن يهدم.. أن يبنى الكنيس.. أن يبنى الهيكل.. أن يكون مآل الأقصى كالمسجد الإبراهيمي في الخليل.. الأقصى عزتنا كرامتنا شرفنا. لذلك مطلوب من الجميع -أنا أخاطب طبعا دول الطوق أولا- أخاطب: الأردن، سوريا، لبنان، مصر، كل أبنائها وبناتها، رسميا وشعبيا؛ واجبكم أكبر لأنكم الأقرب إلى فلسطين، وأنتم في ظلال هذه القداسة التي بؤرتها القدس والأقصى.
أخاطب في الأردن عشائره الكريمة، التي ما زال شهداؤهم يقيمون في ثرى فلسطين، شرف عظيم.. أخاطب المخيمات في ربوع الأردن.. هذه الأردن أرض الحشد والرباط، يريد أن يلغيها كما سمعتموه في باريس! الأردني يتعرض لهذه المؤامرة لشطب الأردن.
وأهل فلسطين هم الذين بصمودهم يحمون الأردن، هذه الانتفاضة العملاقة وهذه المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، هي التي أربكت مخططات هؤلاء الصهاينة.
هم يحمون القدس والأقصى.. يحمون فلسطين ويحمون الأردن، ويحمون الأمة العربية والإسلامية، وهذا واجبهم ولا فخر، إذن فلننتصر لهم ولننتصر لأنفسنا.
يا عشائر الأردن.. يا أبناء الأردن.. يا إخواني وأخواتي في الأردن.. من كل جهاتكم واتجاهاتكم وأنسابكم الكريمة، هذه لحظة الحقيقة. الحدود قريبة منكم كلٌّ يعرف مسئوليته. وهذا ينطبق على كل الشعوب.
أيها العلماء الذين تدرسون الجهاد في سبيل الله، وتبشرون المجاهدين والشهداء، تدرسون الجهاد في أبواب الفقه، يا من يَدرُس ويُدرِّس: هذه لحظة التطبيق؛ حتى لا يظل كل ُّكلامنا مجرد كلام، فالله سائلنا (لمَ تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
اليوم.. هذه اللحظة التي نتحدث عنها في الماضي أصبحت اليوم واجبا.. الصهاينة لعبوا بالنار، ولولا هذا الفعل النضالي في الداخل والخارج خاصة في القدس والضفة، والتي جعلت إخوانكم في غزة رغم حصارهم ينتصرون للأقصى في «طوفان الأقصى»، لولا هذا الفعل النضالي لضاع الأقصى، وسيكون لا سمح الله... هذا عار علينا في الدنيا والآخرة.
لذلك أدعوكم في هذه اللحظة، أدعو كل واحد، فهذا النفير للجهاد مسؤولية فردية، تقاتلون جماعيا تقاتلون فرديا.. كل واحد ومسؤوليته، الأقصى دونكم.
واللهِ حين يرى العالم وأمريكا والغرب والصهاينة أن الأمة انتصرت للأقصى، وقوافل المجاهدين بدأت تذهب لتريق دمها الذكي على أرض فلسطين - ستتغير ساحة المعركة، ستتغير موازين القوى، سيتغير المشهد بأكمله.
ليس نتنياهو الذي بتدميره للأحياء في غزة هو الذي يصنع الحاضر، ونحن سنصنع المستقبل، لكن لا نصنعه بالكلام ولا بالتمني ولا بالدعاء ولا بالمال فقط، ما المطلوب؟ لكن اليوم مطلوب دماء وأرواح، هذا بيت القصيد.
وأختم حديثي بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو -واللهِ - حديث خطير ووعيد، قال عليه الصلاة والسلام: «ما من امرئ يخذل امرأً مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته». الله أكبر.. ما أخطر هذا الوعيد! ماذا سنقول لربنا يا إخواني؟ إخوانكم في غزة كفُّوا ووفُّوا، وأهل الضفة يحاولون مستطاعهم، وكذلك «ثمانية وأربعين». الله الله يا أمتي الرسمية والشعبية.. يا جيوش الأمة.. يا أحرار الأمة، يا أبناءها يا بناتها.. هذا تاريخ يصنع في صفحته الذهبية المشرقة ولا تكون في صفحته السوداء، حضِّروا سؤال الله لكم يوم تلقونه. أقول قولي هذا واستغفر الله.. والمجد والعظمة للشهداء ولغزة التي ستنتصر.. والذل والخزي لأعداء ديننا -يُهزم نتنياهو- سيهزم الجمع ويولون الدبر..
غزة في 07 أكتوبر /قنا/ أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، اليوم، أن الهدف من المواجهة التي بدأتها فصائل المقاومة في قطاع غزة مع الاحتلال الإسرائيلي تحرير الأراضي المحتلة والمقدسات والأسرى في سجون الاحتلال.
هنية: هدف «طوفان الأقصى» تحرير أرضنا ومقدساتنا وأسرانا
وقال هنية، في كلمة متلفزة حول تطورات عملية «طوفان الأقصى»، التي بدأتها كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس فجر اليوم: إن «هدفنا واضح أننا نريد أن نحرر أرضنا، ومقدساتنا، وأقصانا، وأسرانا، هذا هو الهدف».
وأوضح أن المقاومة الفلسطينية، أفقدت الكيان الإسرائيلي توازنه خلال دقائق معدودة، بعد أن نقلت المعركة إلى قلب الأراضي المحتلة، وأضاف: «يجب أن يكون واضحا أن طوفان القدس بدأ من غزة وسوف يمتد إلى الضفة والقدس والـ48 (فلسطيني الداخل) وأيضا إلى شعبنا في الشتات».
وأشار رئيس المكتب السياسي لـ حماس إلى «أن الاحتلال كان يعتقد أن البيئة المحيطة به جاهزة لحسم معركة القدس والأقصى، لكنه باء بالخسران»، داعيا في الوقت ذاته الفلسطينيين بأن يكونوا على أعلى درجات الاستعداد.
وشدد على أن «هذه المعركة لا تتعلق بغزة وحدها، ولأنها تتعلق بالقدس وفلسطين فهي تتعلق بالأمة كلها»، منوها بأن «هذه المعركة تكشف عمليات الإعداد والتجهيز، ويكشف صدق الوعد وطوفان الأقصى، وكذلك تكشف هشاشة هذا العدو الذي لحقت به هزيمة سياسية واستخباراتية ومعنوية».
وكانت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، قد أعلنت في وقت سابق اليوم عن عملية «طوفان الأقصى» في كافة مناطق حدود القطاع، وتمكنت المقاومة الفلسطينية من اقتحام واجتياز الحدود وأسر عدد من جنود الاحتلال، بالإضافة إلى تنفيذ ضربات صاروخية من كافة المناطق.
وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدة غارات على مناطق في قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن سقوط 198 شهيدا و1610 جرحى، وذلك في إطار تواصل القصف الإسرائيلي على القطاع وتصعيد الاحتلال لاعتداءاته على الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة وتشديد الاجراءات بالقدس المحتلة وفي محيط المسجد الأقصى.