التاريخ : الجمعة 22 مارس 2024 . القسم : تقارير ومتابعات

تغطية عالمية صحفية وحقوقية لذكرى مجزرة رابعة


بقلم: فريق التحرير

عشر سنوات مرت على أبشع مجزرة حدثت في تاريخ مصر الحديث، التي سقط فيها آلاف الضحايا وباتت العاصمة أقرب لساحة الحرب، لا يسمع فيها سوى صوت طلقات الرصاص وصافرات سيارات الأمن والإسعاف، مختلطة بصرخات وأنات الجرحى، ورغم مرور عقد من الزمان فإن الدماء التي أريقت في ميداني رابعة والنهضة في الـ 14 من أغسطس 2013 = مازالت محفورة في ذاكرة المصريين والعالم، وهو ما ظهر جليا في تغطية الصحف العالمية والمؤسسات الحقوقية الدولية لها، وتصاعد المطالب بمحاسبة الجناة والإفراج عن آلاف المعتقلين.

كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الوسوم “الهاشتاجات” المختلفة: منها #العرض_مستمر، #مذبحة_رابعة، #رابعة، #حق رابعة. وعادت صور الشهداء تتصدر حسابات الناشطين، مع الرثاء للضحايا وتمنيات القصاص ومحاسبة مرتكبي المجازر بحق آلاف المصريين.

صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية [1] نشرت تقريراً مطولاً، احتوى على خمس شهادات «مروعة» لمصريين شهدوا واقعة اقتحام اعتصام ميدان «رابعة العدوية» الدموي في 14 أغسطس عام 2013.

وقالت الصحيفة: إنه «بالنسبة للناجين من حملة القمع في ميدان رابعة العدوية، لا يبدو الأمر وكأن عقداً قد مضى، تطاردهم أصوات وروائح ذلك اليوم، عندما كان الموت في كل مكان، حياتهم وبلدهم لن تكون أبداً كما كانت».

كما سلطت صحيفة الجارديان البريطانية[2] -في مقال لها- الضوء على الذكرى العاشرة لمذبحة رابعة العدوية، وقد جاء فيه: أن مصر الآن تمر بأسوأ أزمة حقوق إنسان في تاريخها الحديث – وإن كانت كلمة أزمة لا تكفي لوصف جسامة الوضع، لأنها توحي بحال مؤقت بينما يربض على صدر مصر اليوم نظام قمعي حصين. لقد كتم الجنرال السيسي المنصات الإخبارية المستقلة، وهاجم المجتمع المدني.

موقع “ميدل إيست آي” البريطاني نشر مقالا للكاتب ديفيد هيرست[3]، أشار فيه إلى أن لامبالاة الغرب بمذبحة رابعة قبل عشر سنوات، قد فاقمت سلطوية عبد الفتاح السيسي، مشددا على أنه عندما يواجه العدالة الدولية فإن بإمكان مصر أن تبدأ في التعافي وإعادة البناء. 

وأكد هيرست، أن السيسي قد أفلس، مشيرا إلى أن معدلات التضخم في السلع الأساسية آخذة في الارتفاع، وبات ما يقرب من 60 بالمئة من السكان يصنفون على أنهم فقراء.

وفي السياق ذاته نشر «ميدل إيست آي» [4] تقريرا بعنوان: مأساة الأطفال المفقودين في فض رابعة ما زالت مستمرة، الذي تحدث فيه عن العديد من العائلات التي مازالت في حيرة من أمرها بشأن مصير أطفالهم المفقودين.

 

وعلى الصعيد الحقوقي قالت منظمة هيومن رايتس ووتش[5] في بيان لها: “إن السلطات المصرية لم تحاسب على مدى عشر سنوات أي شخص على أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث. مذبحة رابعة، وهي جريمة محتملة ضد الإنسانية، التي حدثت في القاهرة في 14 أغسطس 2013= أطلقت شرارة حملة قمع جماعية استهدفت منتقدي الحكومة، مما أدى إلى واحدة من أسوأ أزمات حقوق الإنسان في مصر منذ عقود.

وقال آدم كوجل، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: «تلا مذبحة رابعة حملة عاتية من الاعتقالات والمحاكمات الصورية والتعذيب والنفي، مما قضى على أي مساحة للحوار النقدي، ودفع الكثير من الإصلاحيين إلى خارج البلاد. معالجة ما وقع في رابعة لا يخص ضحايا رابعة وعائلاتهم فحسب، وإنما هو أمر مصيري فيما يخص آفاق الديموقراطية وحقوق الإنسان في مصر”.

منظمة العفو الدولية[6] قالت: إنَّ حلول الذكرى السنوية العاشرة لمذبحة رابعة هو تذكير صارخ كيف أنّ الإفلات من العقاب عن القتل الجماعي لأكثر من 900 شخص قد مكّن هجومًا شاملًا على المعارضة السلمية، وتآكل كافة الضمانات للمحاكمة العادلة في نظام العدالة الجنائية، وما رافقها من معاملة وحشية لا توصف في السجون طوال العقد الماضي.

وأكد “فيليب لوثر”، مدير البحوث وأنشطة كسب التأييد في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية = على أنه ينبغي أن تُذكّر هذه الذكرى السنوية القاتمة- اليوم- المجتمعَ الدولي بالحاجة الملحة لإنشاء مسارات فعالة للمساءلة؛ مثل: آلية للرصد والإبلاغ عن حالة حقوق الإنسان في مصر منبثقة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وتابع «لوثر» القول:” إنه يتعين على الدول أيضًا الضغط على السلطات المصرية بشكل علني أو بصورة ثنائية للإفراج عن آلاف النقاد والمعارضين المحتجزين بشكل تعسفي، بمن فيهم أولئك الذين لهم صلات بجماعة الإخوان المسلمين”.

منظمة هيومن رايتس فيرست الأمريكية[7] : طالبت إدارة الرئيس جو بايدن، بوضع شروط صارمة على المساعدات المقدمة لمصر، وربطها بحقوق الإنسان، وضرورة معاقبة المسؤولين المصريين المتهمين بانتهاك حقوق الإنسان، ومساءلة النظام عن مذبحة رابعة إبان الانقلاب العسكري في البلاد.

وأصدرت تقريرا في ذكرى المذبحة التي استهدفت المتظاهرين المصريين في «رابعة والنهضة».

 

[1] صحيفة واشنطن بوست

The deadly Rabaa Square crackdown changed Egypt forever - The Washington Post

[2] صحيفة الجارديان البريطانية

https://www.theguardian.com/commentisfree/2023/aug/17/the-guardian-view-on-the-rabaa-massacre-a-template-for-egypts-campaign-of-repression

[3] مقال للكاتب ديفيد هيرست في موقع “ميدل إيست آي 

https://www.middleeasteye.net/opinion/rabaa-curse-egypt

[4] موقع ميدل ايست آي تقرير الأطفال

Egypt: Ten years after Rabaa, families still in the dark over fate of missing children | Middle East Eye

[5] منظمة هيومن رايتس ووتش

مصر: أصوات مذبحة رابعة تدوي بعد 10 سنوات | Human Rights Watch (hrw.org)

[6] منظمة العفو الدولية

مصر: ذكرى مرور ‹عقد من العار› على مقتل المئات في مذبحة رابعة وسط إفلات من العقاب - منظمة العفو الدولية (amnesty.org)

[7] منظمة هيومن رايتس فيرست الأمريكية

Since the Rabaa Massacre - Human Rights First