التاريخ : الأحد 07 يوليو 2024 . القسم : تقارير ومتابعات

«إسناد».. انتفاضة شبابية عربية لدعم القضية الفلسطينية


قدمت الحملة الشعبية «إسناد» الدعم الإعلامي للمقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى في سياق المقاومة الرقمية والحرب النفسية ودعم المقاومة الباسلة التي حطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

ففي خضم الانتفاضة الشبابية لطلاب الجامعات الغربية التي تدعم حق الشعب الفلسطيني في نضاله ضد المحتل الإسرائيلي الغاصب، ظهرت مبادرة أطلقها شباب مصريون وعرب على مواقع التواصل الاجتماعي، تلك التي تحمل اسم «إسناد»، وذلك للتسلل إلى النسيج الاجتماعي الإسرائيلي، وممارسة تأثير ملموس عليه من خلال التدوين باللغة العبرية، بهدف التصدي للمعلومات المضللة، وكشف الحقائق التي تسعى الرقابة الإلكترونية في إسرائيل لطمسها بشأن تطورات الحرب والتبعات الوخيمة والخسائر الفادحة التي تتكبدها حكومة الاحتلال وقواته العسكرية، سواء داخل غزة أو في المناطق المحيطة.

وتضم «إسناد» كل من لديه معرفة بمبادئ التواصل الاجتماعي عبر الفضاء الرقمي دون مواصفات محددة؛ إلا الإيمان بالقضية الفلسطينية وسرديتها التي حولتها تجربة غزة إلى أيقونة عالمية معمدة بالدم الفلسطيني المراق.

وأكد عز الدين دويدار المخرج المصري ومنظم حملة «إسناد»، في تصريحات صحفية لموقع الجزيرة نت، أنهم يركزن على المعلومات القادرة على تحريك الرأي العام الإسرائيلي نحو الضغط على حكومتهم لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق يتماشى مع مطالب المقاومة، بما في ذلك قضايا تبادل الأسرى. ونهتم بشكل خاص بالتصرفات والجرائم التي يقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بحق الإسرائيليين أو المحتجزين في قطاع غزة

وأضاف «دويدار» أنهم يركزن جهودهم أيضا على تقديم محتوى يغطي التطورات والحقائق المتعلقة بمسار الحرب وتفاصيلها، مع تأكيد الجوانب السياسية والاقتصادية وتفاصيل المفاوضات التي تظل غائبة عن الإدراك العام للمجتمع الإسرائيلي.

وعن التحديات التي تواجه عمل المبادرة، يقول دويدار: لا نواجه تحديات كبيرة، ولدينا آلية منظمة لاستقبال الناس والتعامل فيما بينهم وتكوين تنظيم الحملة، وهذا منظم بشكل جيد جداً، إلا أن العقبة الأساسية التي تواجهنا هي الخوف؛ فالمتطوعون الذين يعيشون في دول يحكمها نظام دكتاتوري يشعرون بالقلق من رد فعل هذه الأنظمة تجاه مشاركتهم في الحملة أو حملات مماثلة.

ولفت «دويدار» حديثه إلى نيتهم في الاستمرار لما بعد انتهاء الحرب على غزة؛ لأن سقف طموحاتهم ارتفع بعد الإقبال الكبير من آلاف الشباب على التطوع في الحملة، وبعدما شاهدنا التأثير الكبير لما نقوم به على الشارع الإسرائيلي، ونجاح الحملة واضح من الاهتمام بها من الإعلام الإسرائيلي ومحاولات تحجيمها وعدد التقارير الصحافية التي نشرت عنها.

ووجه «دويدار» رسالة عبر الجزيرة نت، «كان «طوفان الأقصى» طوفانا في عزيمتنا ووعينا، فعندما رأينا شبابا محاصرا استطاع أن يحدث هزة في العالم بأسره، وأن يضع إسرائيل على طريق النهاية بأقل الإمكانيات والعتاد وكثير من الإيمان بالله، كان ملهما لنا وللشباب العربي، وساعدنا على تجاوز حالة العجز والمشاهدة بصمت، والاستجداء من الحكام أو المؤسسات الدولية لوقف الحرب أو فتح المعبر. وأدركنا أننا كشباب عربي لدينا القدرة على تقدم الصفوف الأولى للمعركة والتأثير فيها.

نحث شباب العالم على تجاوز مرحلة الاحتجاجات النظرية إلى الانخراط الفعال في ساحة العمل لتغيير مسار الصراع. لم يعد من المقبول الاستمرار في نمط الاحتجاج بدون اتخاذ خطوات عملية، فمن غير المنطقي أن نطالب بحقوقنا من أعدائنا أو نرجوهم للسماح لنا بالعيش.

هاجمت صحف عبرية الحملة، حيث قالت صحيفة «هآرتس الإسرائيلية» إن تلك الحملة تقود موجة واسعة النطاق لضرب المعنويات ونشر الانقسامات في داخل إسرائيل من خلال «التلاعب بعقول الإسرائيليين»، وفى الوقت الذي تصف الحملة نفسها بالاستقلال، وأنها لا تنتمي إلى قُطر أو دين أو أيديولوجية - ادعت هآرتس أن بعض الأدلة تقود إلى أنه من المحتمل أن يكون الإيرانيون هم من يدعم الحملة.

فيما قالت قناة i24: إن الحملة عبارة عن «حرب سيكولوجية لتشويه صورة جيش الدفاع الإسرائيلي، وتهدف إلى خلق انقسامات داخل إسرائيل»، وأشارت إلى أن آلاف المتطوعين من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين المنفيين خارج مصر وراء تلك الحملة التي أسموها «إسناد فلسطين».

صحيفة «ذا ماركر» الإسرائيلية، قالت: إن «مجموعة مغلقة على تطبيق تليجرام، تضم شبكة من المتطوعين من جماعة الإخوان المسلمين، الذين يخترقون صفة مستخدمين إسرائيليين ناطقين بالعبرية، ومن بينهم أعضاء خبراء رقميون ومصممو جرافيك وخبراء في الذكاء الاصطناعي وغيرهم». ووفقا لتقرير الصحيفة فإن الشبكة تضم عددا من المتطوعين ينتحلون صفة مستخدمين إسرائيليين ويستقطبون شباب إسرائيل على الشبكات الاجتماعية. وتعمل المجموعة على بث الآلاف من الرسائل موجهة للرأي العام الإسرائيلي.