التاريخ : الاثنين 21 أكتوبر 2024 . القسم :

ما زال طوفان الأقصى هو الحدث وفلسطين هى القضية


رئيس التحرير

بعد ثلاثة أعداد تجريبية صدرت من مجلة الدعوة في طورها الجديد، اختبرنا فيها الجوانب التحريرية والفنية لنشر المجلة إليكترونياً بالعربية والإنجليزية، يصدر العدد منها الأول مفتتحاً مساراً جديداً في إعلام جماعة الإخوان المسلمون.

ودائما كانت صحافة الإخوان المسلمون في مصر كانت تهتم -إلى جانب القضايا المحلية- بالبعد العالمي في متابعتها لقضايا الأمة، فكانت قضايا العالم الإسلامي باباً ثابتاً، أو عدة أبواب إذا أضيفت النقاشات الفكرية والفقهية والدعوية إلى قضايا السياسة والنزاعات.

واليوم في عصر السماوات المفتوحة، وثورة المعرفة والاتصال، تبدلت الوسائل والوسائط، وتبدل اهتمامات الجمهور. ليس فقط لتبدل وسائط المعرفة، لكن التطورات السياسية، بعد ثورات الربيع العربي، وتنامي التأثيرات الإقليمية والدولية على الشؤون المحلية لكل قطر، إضافة إلى ما أحدثته الحرب على غزة من تنامي الاهتمام العالمي بقضية فلسطين، كل ذلك جعل اهتمامنا يتعدى الشأن المحلي.

فالحرب على الإسلام والهوية استعرت، وباتت لها منظمات إقليمية ودولية تديرها. وصراعات النفوذ والتأثير الجيوسياسي باتت مكشوفة أكثر من أي وقت مضى. ومنطقتنا قلب العالم الإسلامي قيد إعادة التشكل السياسي والجغرافي. وبات الجمهور العام في حاجة إلى معرفة تناسب تلك التطورات.

يصدر العدد الأول في شهر ربيع الأول أكتوبر 2024 بعد مرور عام على عملية طوفان الأقصى المظفرة وتداعياتها، فجاء مصطبغاً بالحدث الأعظم، في غالبية أبواب المجلة، فما زال طوفان الأقصى هو الحدث وفلسطين هي القضية، وما زال الجمهور العربي والإسلامي يتطلع إلى تفسيرات لما حوله.

ففي هذا العدد نتنقل من المواقف الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين، وتوجيهاتها إلى صفها، وإلى جماهير الأمة الإسلامية بشأن فلسطين، إلى أنشطة وفعالياتها. ثم التحليلات السياسية ومقالات الرأي، وتقديرات الموقف التي تستشرف مستقبل الصراع، إلى الإبداع الفني والثقافي، باللوحة والشعر والأدب.

كل هذا موجود بالعدد الأول إلى جانب من سيرة العلامة القرضاوي بمناسبة مرور عامين على وفاته، ونقاشٍ أكاديمي وفكري حول أطر تطوير الخطاب الديني. نتمنى لقراء المجلة قراءة نافعة.