التاريخ : الأحد 08 ديسمبر 2024 . القسم : بيانات

إرادة الشعوب غالبة.. وستنتصر مهما طال الزمن


الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله.. الله أكبر ولله الحمد 
تهنئ جماعة (الإخوان المسلمون) الشعب السوري على ما تحقق من نصر على مسار تحرير سوريا، وانهيار نظام الأسد الإرهابي الدموي الذي أذاق شعب سوريا ويلات الخسف والتعذيب والطغيان؛ على مدار عقود من الزمن، واستباح دماءهم وأموالهم وأعراضهم.

وتخص الجماعة بالتهنئة؛ أبطال «معركة التحرير»، وتدعو لهم بدوام التوفيق حتى تمام التطهير من النظام وآثاره. فمعركة التحرير قد بدأت؛ ولكنها لم تنتهِ بعد. فسقوط الأسد لا يعني سقوط النظام! والنصر الحقيقي هو يوم اقتلاع جذور النظام، وتعقب أذنابه ومكامن الخطر فيه.

بل النصر الحقيقي يوم أن يستعيد الشعب مكانته، ويحمي ثورته من الاختطاف، ويبني دولته القوية على أساس من العدل والحرية. وهذا يتطلَّب توحُّد الجبهات، والتفاف الشعب حول المقاومة، والتحامه بمعركة التحرير؛ للتغلب على العقبات، ومواجهة التحديات.

وتدعو الجماعة القوى الإقليمية والدولية إلى دعم ثورة الشعب السوري ووحدته. وتؤكد أن أنظمة الحكم العربية التي راهنت على المستبد الطاغية، واحتضنته- قد فشلت في رهانها. وأن العمل مع الشعوب أولى من مصادمة إرادتها ومصادرة حريتها، وأن الولاء يكون للأوطان.

وتؤكد مشاهد تحرير المعتقلين في سوريا تشابه مظاهر الاستبداد والطغيان هذه؛ مع مثيلاتها في بعض دولنا العربية. وعلى النظم أن تدرك اللحظة التاريخية، وتنحاز إلى مطالب الشعوب، وتنهي كافة مظاهر القمع والاستبداد، وتؤسّس لمصالحة شاملة تبدأ بتحرير المعتقلين، وفتح المجال العام بشكل حقيقي، دون تمييز أو إقصاء بين أبناء الوطن الواحد.

إن إرادة الشعوب غالبة؛ وستنتصر مهما طال الزمن. وشعوبنا تتوق إلى العدل والحرية والأمن، وتتطلع إلى حياة أفضل في أوطانها. وإنه من الأولى إقامة العلاقة بين الحاكم والمحكوم على أساس الرضا وحرية الاختيار، والمساواة في الحقوق والواجبات؛ فإن الإيمان بالحق في الحرية والحياة في ظل الاستبداد؛ يوشك أن يدفع إلى انتزاع الحقوق انتزاعًا.

﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال:10].
والله أكبر ولله الحمد

الدكتور صلاح عبد الحق 
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون
الأحد 7 جمادى الآخرة 1446هـ؛ الموافق 8 ديسمبر 2024م