التاريخ : الأحد 22 ديسمبر 2024 . القسم : تصريحات

جماعة الإخوان المسلمون تنعى الأستاذ "يوسف ندا"


﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب: 23).

تنعى جماعة "الإخوان المسلمون" إلى الأمة الإسلامية؛ الأستاذ "يوسف ندا"، رجل الأعمال المصري، أحد رجال دعوة الإخوان المسلمين، و(المفوض السابق للشؤون الدولية والعلاقات الخارجية للجماعة)، الذي لقي ربه اليوم (الأحد) عن عمر يناهز 93 عاماً بعد حياة حافلة بالجهاد والعطاء.
(الأستاذ يوسف ندا) انتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1947، وانخرط في (أعمال المقاومة المنظمة عام1951) ضد المحتل البريطاني في منطقة قناة السويس، واعُتقل عام 1954، وأُفرج عنه بعد نحو عامين دون توجيه أيِّ اتهام أو صدور حكم قضائي ضده. وقد اشتغل -رحمه الله- بالتجارة الدولية، وحاز شهرة كبيرة، وتمتَّع بعلاقات واسعة. 

وقد أدَّى -رحمه الله تعالى- دورًا سياسيًّا عالميًّا مهمًّا في جماعة الإخوان المسلمين؛ فساهم في إقامة علاقات دبلوماسية للجماعة، وعمل في حل (بعض) النزاعات الدولية. فهو الذي رتَّب العلاقة بين (الإخوان والثورة الإيرانية)، وتوسط بين (السعودية واليمن) في نزاعهما، وبين (السعودية وإيران) بعد أزمة الحجاج الإيرانيين. كما عمل على حل الأزمة بين (الحكومة الجزائرية وجبهة الإنقاذ). ومنها أنه أمد اليمن بوثائق مهمة ساعدتها على حل نزاعها مع إريتريا حول (جزر حنيش). ومن أشهر الأدوار التي قام بها دوره في حل (أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران)، هذا إضافة إلى أدوار أخرى في: أفغانستان، وتونس، والعراق، وتركيا، وكردستان، وماليزيا، وإندونيسيا.

وقد اشتُهر الفقيد الراحل في عالم المال والأعمال، بل يُعد رمزاً من رموز (الاقتصاد الإسلامي)؛ فقد تواصل معه (الأمير محمد بن فيصل) - نجل (الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود) - من أجل إنشاء (بنك فيصل الإسلامي المصري)، وبالفعل أسهم في تأسيس البنك، وكان صاحب ثاني أكبر حصة في أسهمه بعد (وزارة الأوقاف المصرية). كما شغل منصب عضو مجلس إدارة البنك. ثم أسس -رحمه الله تعالى- (بنك التقوى الإسلامي بجزر الباهاما)، الذي اتهمته الحكومة الأمريكية لاحقاً بدعم الإرهاب. وفي سبتمبر 2009 أكدت (وزارة الخارجية السويسرية) أن مجلس الأمن الدولي (شطب اسم يوسف ندا من قائمة الداعمين للإرهاب)، بعد الفشل في تقديم أدلة ضده. وفي أبريل 2008م أحاله الرئيس حسني مبارك غيابياً إلى (محاكمة عسكرية استثنائية) مع 39 آخرين من قيادات الإخوان المسلمين في مصر، وحكم عليه (غيابيًّا) بالسجن 10 سنوات، و(أُلغى الحكم) بعد قيام ثورة يناير.

وجماعة "الإخوان المسلمون" إذ تنعى الفقيد الراحل؛ تسأل -الله تعالى- أن يتقبل جهاده وعطاءه، وأن يتغمده بواسع رحمته، وأن ينزله الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا. وتتقدم الجماعة بخالص العزاء لإخوانه ومحبيه، ولأهله وأبنائه وأقاربه؛ داعين الله -سبحانه وتعالى- أن يلهمهم الصبر والسلوان.

الدكتور صلاح عبدالحق
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون
الأحد 21 جمادى الثاني 1446هـ؛ الموافق 22 ديسمبر 2024م