التاريخ : الخميس 30 يناير 2025 . القسم : بيانات

استشهاد قادة المقاومة يؤكد استمرار مسيرة الجهاد والصمود


بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].

بكل فخر واعتزاز، وبقلوب يملؤها الإيمان بنصر الله، والرضا بقضائه، تزف جماعة الإخوان المسلمين ثلة من قادة المقاومة الفلسطينية الأبرار الذين ارتقوا شهداء في ميدان العزة والكرامة، وهم يتقدمون صفوف الدفاع عن الأرض والمقدسات، ويضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء. لقد بذلوا أرواحهم الطاهرة من أجل حرية شعبهم وأمتهم، في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم الذي يواصل جرائمه بحق أرضنا ومقدساتنا.

إن استشهاد قادة المقاومة لم يكن إلا محطة جديدة في مسيرة الجهاد، التي أثبتت خلال الأشهر الماضية أنها ماضية بثبات وإصرار، لا تهزها الضربات ولا توهنها التضحيات. لقد أظهرت المقاومة في الميدان أن فقدان القادة لا يوقف المسيرة، بل يزيدها قوة وصلابة، ويؤكد أن هذه الحركة المباركة ليست مرهونة بأفراد، بل هي مشروع أمة تسير على درب التحرير بكل إيمان وعزيمة.

إن دماء هؤلاء القادة ستظل نبراسًا لكل الأحرار في الأمة؛ لأنها لم تبذل عن فلسطين وحدها، بل نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء، التي يجب عليها اليوم أن توفي هذا الديْن، وأن تواصل دعم المقاومة بكل السبل، ماديًا وسياسيًا وإعلاميًا. إن معركة التحرير ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل هي واجب الأمة كلها، أمتنا التي لن يتحقق عزها إلا بتحرير مقدساتها واستعادة حقوقها المسلوبة.

إننا في جماعة الإخوان المسلمين نؤكد أن درب الجهاد مستمر، وأن راية المقاومة لن تسقط، بل ستظل مرفوعة حتى زوال الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات. وإن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، بل ستكون وقودًا جديدًا يشعل جذوة المواجهة، ويدفع الأجيال القادمة إلى مواصلة الطريق حتى تحقيق النصر المبين.

وختاما؛ تتقدم جماعة الإخوان المسلمون إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس، وإلى كتائب الشهيد عز الدين القسام، وكل شعب فلسطين؛ بخالص العزاء والمواساة، وتؤكد أن الشهادة هي اصطفاء الله لمن حباه، وهي طريق الأنبياء، وأن ارتقاء الشهداء لا يوقف المسيرة، وستكون دماؤهم مشعل نور ونار على طريق تحرير فلسطين بإذن الله.

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 146]

 

الدكتور صلاح عبد الحق

القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون

الخميس 30 رجب 1446هـ؛ الموافق 30 يناير 2025م