التاريخ : السبت 15 مارس 2025 . القسم : فنون وآداب

أنا عائدٌ


شعر: محمد عبده

أنا عائدٌ نحو الشَّمال و صــــــــــامدٌ أرضِي بغــــــــــــــــزَّةَ لا أريدُ بديلا
أنا عائدٌ و معي اليقينُ مصابــــــــرٌ و كفي بربِّي ناصراً و وكيـــــــــــلا
أنا عائدٌ رغم الدمار و صامـــــــــــدٌ لا أرتضي غير الجهاد سبيــــــــــلا
أنا عائد رغم الجـــــــــراح  مرابطٌ لن أقبل التهجير و الترحيـــــــــــلا
أرضي بها عزٌّ و مجــــــــــــدٌ طالما قد ورَّثته الجيلٌ ثم الجيــــــــــــــــلا
تلك   الجموع الى الشمال سيولُهــــا والشوق يسبقهم إليه دليــــــــــــــلا
رغم العناء فكلهم مستبشــــــــــــــرٌ و مكبِّرٌ و مهللٌ تهليـــــــــــــــــــــلا
الشوق يحدوهم هناك لــــــــــدارهم ليقبِّلوا أطلالها تقبيــــــــــــــــــــــلا
هم سائرون كبارهم و صغارهـــــــم طفلا و شيخا مرأةً و كهـــــــــــــولا
كلٌّ يغذ السير يحمل حاجـــــــــــــــةً لا يطلبون توقُّفا و مقيــــــــــــــــــلا
مشيا على الاقدام لكن بعضهــــــــم لا بأس يركب دابة و خيـــــــــــــولا
و كأنّهم في الحجّ  كلٌّ قد ســــــــعى يرجو هناك   كرامةً و قبــــــــــــــولا
أنا عائدٌ يا قوم إني عائــــــــــــــــــد لبناء   غزة  ربوة و سهـــــــــــــولا
رغم    الدمار  و رغم هدم ديــــارنا سنعيد غزة شاطئا و نخيــــــــــــــلا
سنعيد غزة ترتدي ثوب الســـــــــنا ثوب البهاء معطرا و جميــــــــــــلا
سنعيد مشفاها يطب جراحنــــــــــــا يصف الدواء لمن يكون عليــــــــلا
سنعيد معهدها يربي جيلنـــــــــــــــا ليرتِّلوا قرآننا ترتيــــــــــــــــــــــــلا
قد دمروا البنيان لكن عندنـــــــــــــا الإيمانُ يعمرُ بكرة و أصيـــــــــــــلا
أبلغ ترمبا أبلغوا عمـــــــــــــــــلاءه أنّا بغزة نرفض الترحيـــــــــــــــــلا
إنا هنا خط الدفاع لجارنــــــــــــــــــا لو يحفظون إلى الجوار أصــــــــولا
نحن الفداء لجارنا فشعوبهم معنــــا و لو كان الكبير عميــــــــــــــــــــلا
بلِّغ ترمبا أن غزة أهلَهـــــــــــــــــــا لن يرتضوا غير الجهاد سبيـــــــلا
هي غزتي بها عزتي و  عقيدتــــي فلكيف أرحلُ كي أعيش ذليــــــــــلا
رغم الإبادة و اليهود بدعمكــــــــــم كم نكلوا في أرضنا تنكيـــــــــــــــلا
أوما رأيتم كيف تصبـــــــــــــر غزة مهما يكون العبء فيها ثقيـــــــــــلا
أوما رأيتم كيف يهرب جندهـــــــــم جند اليهود محطما مخـــــــــــــذولا
لن تصبر الفئران أو عملاؤهــــــــــا عند الوغى ضــــد الأسود طويــلا
كفكف غرورك يا ترمــب و لا تكــن شبها لبايدن مجـــرما مخبـــــــــــــولا
دع عنك غزة فالقرار لأهلهــــــــــــا لن يستشـــيروا غاصبا و دخيـــــــــلا
قد وقعوا ذاك القرار بصبرهــــــــــم و دمائهم ما بدلوا تبديـــــــــــــــــلا
شهداؤنا ضحَّوْا هنا بشــــــرى لهم قد عجلوا نحو العلا تعجيـــــــــــــلا
دع عنك غزة و انشغل بحرائـــــــق في الغرب عندك قد شعلت فتيــــــلا
هددتنا بجحيم نار عندنـــــــــــــــــــا فإذا الجحيــــــــم لديك كان مهولا
أرضي بغزة   لا أريد بديـــــــــــــــلا مهما أقاموا مأتما و عــــــويـــــــلا
تلك الحقيقة قد غدت مشهــــــــورة ظهرالصباح فأطفأ القنديـــــــــــلا
 * * *