التاريخ : السبت 15 مارس 2025 . القسم : صفحات مشرقة

شهداء على درب تحرير الأقصى (الجزء الأول)


الشهيد القائد المجاهد يحيى السنوار (أبو ابراهيم) رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

الشهيد القائد المجاهد يحيى السنوار (أبو ابراهيم) رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

في ظل سطوع شمس المقاومة الفلسطينية، يبرز اسم الشهيد القائد المجاهد يحيى السنوار، أبو إبراهيم، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كأيقونة تتحدى الظلام وتدفع الثائرين نحو النصر. هو الرجل الذي جمع بين شجاعة الميدان ودهاء السياسة، وكان جسدًا حيًّا للتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، حيث لم يعرف يومًا التراجع أو المساومة. أبو إبراهيم كان أكثر من مجرد قائد، كان نبضًا لشعب بأسره، ورمزًا للمقاومة التي لا تنكسر. لقد أصبح يحيى السنوار، في حياته وموته، تجسيدًا حقيقيًا لما يعنيه الصمود. فكل خطوة خطاها، وكل قرار اتخذه، كان مشبعًا بعزيمة لا تلين، تحمل روحًا تتحدى الظلم وتهزم المستحيل. في زخم المواجهات والمعارك، كان أبو إبراهيم يدرك أن فلسطين لا تفرط في شبرٍ من أرضها، ولا تساوم على حقها في العودة والحرية. ولأن القضية أكبر من شخص، كانت مواقفه تروي حكاية قائد لا يفكر في المكاسب الذاتية، بل يضع نصب عينيه هدفًا واحدًا: تحرير فلسطين. ولم يكن استشهاده مجرد نهاية لحياة مقاوم، بل كان بداية لأسطورة تجسدت في كل زاوية من زوايا العالم. أصبح اسم يحيى السنوار رمزًا للحرية في قلوب المقاومين، وعنوانًا للتمسك بالحق في مواجهة الاحتلال. لم يكن شهيدًا عاديًا، بل كان شعلة أمل تستمر في إشعالها أرواح المجاهدين في كل مكان. بقي اسمه، بعد رحيله، يتردد في كل أذن، ويتناثر في كل قلب، أيقونة للمقاومة التي لا تنطفئ.

 

الشهيد القائد المجاهد اسماعيل هنية (أبو العبد) رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

في عمق المعركة الفلسطينية، حيث تتعانق العزيمة مع الدماء، يسطع اسم الشهيد القائد المجاهد إسماعيل هنية، أبو العبد، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كأيقونة للمقاومة والصمود، وقائدًا جسّد في شخصه تجسيدًا حيًّا لقيم الشجاعة والدهاء السياسي، وتمسكه الثابت بحقوق الشعب الفلسطيني. تلميذ الشيخ أحمد ياسين، الذي استلهم منه الحكمة والتفاني في خدمة القضية الفلسطينية، تحول أبو العبد إلى قامة نضالية حملت على عاتقها همّ الأمة وحقوق شعبها في أصعب اللحظات وأدقها. إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كان أكثر من مجرد قائد سياسي؛ كان صانعًا للرؤى الاستراتيجية التي تقود الشعب الفلسطيني نحو آفاق جديدة من النضال. بذكائه الحاد ودهائه السياسي، استطاع أن يوازن بين التحديات العسكرية والسياسية، فأصبح رمزًا للقدرة على تحويل الأزمات إلى فرص، والتحديات إلى انتصارات. في وجه الاحتلال، كان أبو العبد يمضي بخطى ثابتة، حاملاً في قلبه هموم فلسطين، دون أن يفرّط في شبرٍ من ترابها، مدافعًا عن الثوابت والمقدسات بكل ما أوتي من قوة. كان حضوره في الساحات السياسية الدولية بمثابة الصوت الذي يعكس نضال الشعب الفلسطيني أمام العالم، ورفض أي تسوية تمس حقوقه. في استشهاده، لم يكن الرحيل مجرد نهاية، بل كان بداية لشعلته التي تضيء دروب الأحرار في كل مكان. أصبح أبو العبد أيقونة لكل مقاوم، لكل سياسي، ولكل من تمسك بالقضية الفلسطينية ولم يتنازل عن ثوابتها. لقد سطر اسم إسماعيل هنية بحروف من نور في صفحات التاريخ المقاوم، ليبقى ذكره خالداً في قلوب الأحرار، درسًا في الوفاء للشهداء، وفكرًا استراتيجيًا في مواجهة الاحتلال، ورمزًا للمقاومة التي لا تنتهي.

 

الشهيد القائد المجاهد صالح العاروري (أبو محمد) نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

في معركة الحق والحرية، حيث لا مكان إلا للثابتين الصامدين، يتجسد اسم الشهيد القائد المجاهد صالح العاروري، المعروف بأبي محمد، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أحد أبرز رموز البطولة والشجاعة في تاريخ فلسطين. أبو محمد، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كان رمزًا حيًا للعزيمة التي لا تلين، والروح التي لا تعرف الاستسلام، مهما كانت التحديات جسيمة. انطلقت مسيرة أبو محمد منذ شبابه، حيث انصهر في بوتقة المقاومة الفلسطينية، متبنيًا شعار الكرامة الوطنية والتمسك بالقضية الفلسطينية بكل ما أوتي من قوة. لم يكن يرضى بالتسويات ولا التفريط في الثوابت، بل كان يرفض القبول بأي حلول لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، ويرى أن الحرية لا تأتي إلا عبر دماء الشهداء وصوت البندقية. أبو محمد، الذي عاش حياته في السجون والمطاردات، كان مثالاً للتفاني في العمل الوطني، جسد الفكرة التي لا تموت: "الحرية لا تستحق العيش إلا لمن يضحي بكل شيء من أجلها." حمل على عاتقه مسؤولية القيادة في مرحلة بالغة الحساسية، فكان حكيمًا في اتخاذ القرارات، قويًا في مواجهة التحديات، ولم يتردد يومًا في الارتباط الوثيق بقضية فلسطين ومقاومة الاحتلال. استشهاد أبو محمد لم يكن مجرد انتهاء لحياة قائد مجاهد، بل كان تجسيدًا لمعنى الاستشهاد ذاته، الذي يصبح فيه الدم الفلسطيني أداة في سبيل النصر والتحرير. سيظل اسمه محفورًا في قلوب الفلسطينيين رمزًا للصمود الذي لا يتوقف، وللشجاعة التي ترفض الانكسار.

 

الشهيدة القائدة المجاهدة جميلة الشنطي (أم عبد الله) عضو المكتب السياسي لحركة حماس

القيادية الشهيدة جميلة الشنطي.. أم عبد الله، عضو المكتب السياسي لحركة حماس قائدةٌ نقشت اسمها بمداد التفاني والصمود والشجاعة والتضحية في ساحات العزة، حيث تنحني الكلمات أمام عظمة الفداء، سطّرت جميلة الشنطي (أم عبد الله) قصة امرأة لم تكن كغيرها، بل كانت قدرًا ناطقًا بالبطولة، وصوتًا لا يعرف الانكسار، وقلبًا نابضًا بحب فلسطين حتى آخر رمق. لم تكن مجرد اسمٍ في سجلّ المقاومة، بل كانت روحًا تسري في وجدان شعبها، تحمل همّ القضية، وتصنع من الصمود دربًا لا يحيد. لم ترضَ لنفسها دور المتفرج في معركة البقاء، بل خاضت غمارها بقلبٍ جسور، وإرادة لا تلين. وقفت في الصفوف الأولى، شامخة كالنخيل، تنثر عزيمتها في دروب المجاهدين، وتمنحهم من صبرها قوة، ومن حكمتها ثباتًا. لم تكن تخشى التهديد، ولم تهن أمام الحصار، بل كانت صخرتها التي تتحطم عليها مخططات العدو، وراية ترفرف فوق أسوار غزة، لا تنكّسها المحن. وحين جاءها وعد الشهادة، استقبلته بوجهٍ يضيء بنور اليقين، وكأنها كانت على موعدٍ مع الخلود. لم يكن استشهادها مجرد فقدان لقائدة، بل كان ولادةً جديدة لمعنًى أعمق للمقاومة، فدماؤها التي روت الأرض لن تكون إلا وقودًا يزيد جذوة النضال اشتعالًا. جميلة الشنطي لم ترحل، بل امتزجت روحها بكل بيت فلسطيني، وصارت رمزًا للمرأة التي لا تساوم، والقائدة التي لا تستسلم، والمجاهدة التي وهبت حياتها لفلسطين. ستظل ذكراها منارة للأحرار، ونبراسًا لكل من آمن بأن الحق لا يموت، وأن الأرض تعرف أصحابها، وتفتح ذراعيها لمن أحبها حتى الفناء.

 

الشهيد القائد المجاهد روحي مُشتهى (أبو جمال) عضو المكتب السياسي لحركة حماس

بعض الرجال تُصنع أسماؤهم من وهج المواقف، لا الكلمات. القائد الشهيد روحي مشتهى أبو جمال، عضو المكتب السياسي لحركة حماس لم يكن مجرد قائد في مسيرة المقاومة، بل كان عقلًا مدبرًا، ودهاءً يربك حسابات العدو، ورمزًا للصمود أمام كل محاولات الإخضاع. ولد مشتهى في حي الشجاعية بمدينة غزة، حيث تنشأ النفوس على الصبر والصمود، وتترعرع العزائم على حب الأرض. كان من أوائل الذين انضموا إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واضعًا بصمته في بناء جناحها العسكري، ومساهمًا في رسم استراتيجيات المواجهة. لم يكتفِ بالكفاح المسلح، بل كان من رواد العمل السياسي، ليجمع بين الحنكة والصلابة، بين التخطيط والتنفيذ. 

في عام 1988، اعتقله الاحتلال الإسرائيلي بعدما أصيب إصابة بالغة أدت إلى بتر أصابع يده، لكنه خرج من المعتقلات أشد صلابة، وأكثر تصميمًا على مواصلة الدرب. أمضى 25 عامًا في الأسر، ليعود إلى شعبه عام 2011 ضمن صفقة تبادل الأسرى، ليس بوجه مُرهق من الزمن، بل بعقل أكثر خبرة، وبصيرة أشد وضوحًا. لم يكن مشتهى مجرد قيادي في المكتب السياسي لحماس، بل كان أحد العقول التي تُرسم بها معادلات الصراع. كان مقربًا من يحيى السنوار، وفاعلًا في إدارة المفاوضات ورسم خطوط المواجهة السياسية، متسلحًا بعقلية حذرة، لا تترك للعدو فرصة لاختراق الجبهة الداخلية. حين اندلعت معركة "طوفان الأقصى" عام 2024، كان روحي مشتهى في قلب المواجهة، يدير ويراقب، ويمضي بخطوات واثقة نحو النصر أو الشهادة. وفي لحظة أراد العدو فيها أن يسلب المقاومة أحد قادتها، استهدفته غارة إسرائيلية، ليكتب استشهاده فصلًا جديدًا في معركة لم تنتهِ بعد. رحل مشتهى، لكن إرثه باقٍ. ترك خلفه دروسًا في الصمود والذكاء السياسي، ووصية للأجيال القادمة: أن المقاومة ليست بندقية فقط، بل عقل يخطط، وإرادة لا تنكسر، حتى يتحقق وعد الحرية.

 

الشهيد القائد المجاهد سامح السَّراج (أبو فكري) عضو المكتب السياسي لحركة حماس في غزة 

في أزقة غزة الصامدة، حيث تتعانق رائحة البحر مع عبق الأرض، وُلد الشهيد القائد المجاهد سامح السراج (أبو فكري)، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في غزة ليكون رمزًا للثبات والتضحية في وجه الظلم والعدوان. منذ نعومة أظفاره، تشرب حب الوطن والإيمان بقضيته العادلة، فكان مثالًا للشاب الفلسطيني الذي لا يرضى بالضيم ولا يقبل المهانة. انضم سامح السراج إلى صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس، حيث تدرج في المهام والمسؤوليات حتى أصبح عضوًا في المكتب السياسي للحركة في غزة. 

عرف بذكائه الحاد ورؤيته الثاقبة، فكان له دور بارز في صياغة سياسات الحركة وتوجيه بوصلتها نحو التحرير والكرامة. لم يكن سامح قائدًا خلف المكاتب فحسب، بل كان ميدانيًا يشارك إخوانه المجاهدين في ساحات الوغى، مؤمنًا بأن القائد الحق هو من يعيش معاناة شعبه ويشاركهم آمالهم وآلامهم. تحلى بشجاعة نادرة، فكان يتقدم الصفوف في أصعب المواقف، مُلهِمًا لمن حوله، زارعًا في نفوسهم روح الصمود والتحدي. في معركة "طوفان الأقصى"، التي اندلعت في أكتوبر 2024، كان لسامح السراج دور محوري في قيادة العمليات والتخطيط لها. أبى إلا أن يكون في مقدمة المدافعين عن أرضه وشعبه، مؤكدًا أن فلسطين تستحق كل غالٍ ونفيس. 

وفي خضم هذه المعركة، ارتقى سامح إلى العلا شهيدًا، لينضم إلى قافلة الشهداء الذين سبقوه، تاركًا خلفه إرثًا من البطولة والتضحية. نعت حركة حماس قائدها البطل سامح السراج، مؤكدة أنه كان مثالًا للقائد المخلص والمجاهد الصادق، الذي لم يدخر جهدًا في سبيل الله والوطن. وأشارت إلى أن استشهاده لن يزيدها إلا إصرارًا على المضي قدمًا في درب المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.

لقد جسد سامح السراج بأفعاله وأقواله معاني الصمود والتضحية، فكان نبراسًا للأجيال القادمة، يُستلهم منه العزم والإرادة. ورغم رحيله الجسدي، إلا أن روحه ستظل حاضرة في كل زاوية من زوايا غزة، تروي حكاية رجل آمن بقضيته حتى آخر رمق، وقدم روحه فداءً لأرضه وشعبه. سلامٌ على روحك الطاهرة يا أبا فكري، وسلامٌ على كل الشهداء الذين رسموا بدمائهم طريق الحرية والكرامة. ستبقى ذكراك خالدة في قلوبنا، وستظل تضحياتك منارة تهتدي بها الأجيال نحو مستقبل مشرق، تتحقق فيه آمال شعبنا في الحرية.