التاريخ : الخميس 03 يوليو 2025 . القسم : صفحات مشرقة

شهداء على درب تحرير الأقصى (الجزء الثاني)


الشهيد القائد المجاهد محمد الضيف (أبو خالد) قائد هيئة أركان كتائب القسام

في قلب معركة لا تعرف الهدنة، حيث يلتقي الدم بالأمل، يبرز اسم الشهيد القائد المجاهد محمد الضيف، أبو خالد، قائد هيئة أركان كتائب القسام كأيقونة فريدة للمقاومة الفلسطينية التي لا تقهر. كان أبو خالد قائدًا من طراز استثنائي، تميز بالدهاء والحنكة العسكرية التي جعلت منه أسطورة حية في صفوف المقاومة، ليس فقط في فلسطين بل في العالم أجمع. ظل ثابتًا في مواقفه، متمسكًا بالقضية الفلسطينية، رافضًا أي مساومة على حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته التي لا يمكن التنازل عنها. لطالما كان محمد الضيف رمزًا للبطولة والصمود، عاش حياته مختبئًا بين ظلال الليل، لكن أفعاله كانت تضيء دروب المقاومة. في كل معركة خاضها، كان اسمه يتردد كالصاعقة، وقوته في المواجهة تعكس عزيمة لا تلين. جسد في ميدان القتال أسمى معاني الشجاعة والتفاني، وعُرف بتوجيه ضربات قاسية للاحتلال، حيث لم يكن يهاب الموت، بل كان يراه الطريق الوحيد لتحقيق العدالة والحرية لفلسطين. وكان أبو خالد مثالًا في رفض التفريط في أي شبر من أرض فلسطين، ومؤمنًا أن التحرير لا يتحقق إلا بتضحية الشهداء. كان قائدًا يحفظ للشعب الفلسطيني كرامته، ويلهم المجاهدين في كل مكان ليبذلوا قصارى جهدهم في سبيل القضية. استشهاد محمد الضيف لم يكن نهاية لحياةٍ، بل كان بداية لشعلته التي أضاءت أرواح المقاومين. أصبح، بعد استشهاده، رمزًا للأجيال القادمة، وقدوة لكل مقاوم يرفع السلاح دفاعًا عن الحق. اسمه سيظل محفورًا في ذاكرة الأمة، أيقونة لا تفارق الذاكرة، شاهدة على أن القضية الفلسطينية أكبر من أي شخص، وأن الاستشهاد في سبيلها هو أسمى مراتب البطولة.

 

 

 

 

 

القائد الكبير الشهيد مروان عيسى (أبو البراء) نائب قائد هيئة أركان كتائب القسام

في قلب فلسطين النابض، حيث تتشابك حكايات الصمود والتحدي، يبرز اسم القائد الشهيد مروان عيسى (أبو البراء)، نائب قائد هيئة الأركان لكتائب القسام كنجم ساطع في سماء المقاومة. وُلد عام 1965 في مخيم البريج وسط قطاع غزة، بعد أن هجّرت عائلته من قرية "بيت طيما" بمدينة المجدل إثر النكبة عام 1948. منذ نعومة أظفاره، انضم إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، ليصبح جزءًا من حركة حماس فور تأسيسها، مؤمنًا بعدالة القضية الفلسطينية وضرورة الدفاع عنها. اعتقلته قوات الاحتلال عام 1987 بتهمة الانضمام للحركة، وأمضى خمس سنوات في سجون الاحتلال، حيث وصفه قادة الاحتلال الأمنيين بأنه "رجل في غاية الصلابة". 

بعد تحرّره، شارك في سلسلة عمليات ردًا على اغتيال المهندس يحيى عياش، وعمل إلى جانب محمد الضيف وحسن سلامة. اعتقلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية عام 1997 لمدة أربع سنوات، قبل أن يُفرج عنه بعد انتفاضة الأقصى عام 2000. تميز عيسى بلعب كرة السلة في "نادي خدمات البريج"، وكان متدينًا، يتحلى بالأخلاق الحميدة، وحريصًا على الوحدة الوطنية. بعد الإفراج عنه، لعب دورًا محوريًا في الانتقال بـ"كتائب القسام" من خلايا شبه عسكرية إلى كتائب ووحدات وألوية وفق هرم عسكري واضح. اهتم بتطوير الجانب العسكري لكتائب القسام، وساهم في تطوير أسلحتها، وزيادة مدى وصول الصواريخ وقدرتها التدميرية. 

خلال نشاطه، امتلكت حماس طائرات مسيّرة، وشكّلت قوات "النخبة" ووحدة "الكوماندوز" البحرية، وضاعفت حفر الأنفاق. في 30 يناير 2025، أعلنت كتائب القسام استشهاد عيسى، إلى جانب القائد العام محمد الضيف وعدد من كبار القادة. في 7 فبراير 2025، شُيع جثمانه في مخيم البريج، حيث احتشد الآلاف من سكان المخيم، يتوسطهم المئات من مسلحي كتائب القسام، لتوديعه. سار المشيعون بجثمانه من منزله إلى مسجد البريج الكبير، حيث أُديت صلاة الجنازة، ثم ووري الثرى في مقبرة المخيم. إن سيرة القائد الشهيد مروان عيسى تظل نبراسًا يُضيء درب الأجيال القادمة، ملهمةً إياهم بقيم الصمود، البطولة، الشجاعة، التضحية، التفاني، والوطنية. ستبقى ذكراه خالدة في قلوب أبناء فلسطين، رمزًا للتمسك بالقضية وثوابتها، وعنوانًا.

القائد الكبير الشهيد غازي أبو طماعة (أبو موسى) قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية

في قلب المعركة التي لا تعرف التراجع، وسط معاناة شعبٍ لا يلين، برز اسم الشهيد القائد غازي أبو طماعة، أبو موسى، قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية في كتائب القسام، كرمزٍ فذٍّ للعزيمة والتفاني في سبيل الحرية. كان أبو موسى قائدًا من نوع خاص، تحققت فيه البطولة بكل معانيها، فقد جسد الصمود في مواجهة الاحتلال، وعاش لأجل هدف واحد: تحرير فلسطين. في ساحة المعركة، كان أبو موسى أكثر من مجرد قائد، كان عقلًا مدبرًا، يخطط وينظم بكل دقة وحنكة. ولأنه كان يتقن فنه، فقد كان قائدًا عسكريًا بامتياز، يمزج بين القوة والذكاء، بين الاستراتيجية والمقاومة. لم يكن يتوانى عن بذل الغالي والنفيس من أجل تطوير قدرات مجاهديه، ويحرص على أن يكونوا دائمًا في أتم الاستعداد لملاقاة العدو. كان يعي تمامًا أن النصر لا يتحقق بالكلمات، بل بالجهد المتواصل والتضحية التي لا تعرف الحدود. على مستوى الصمود والتضحية، كان أبو موسى مثالًا يُحتذى به. لم يكن يساوم في مواقفه، بل كان يرفض أي محاولة للمساومة على الثوابت الفلسطينية، وكان يمضي قدمًا بكل شجاعة في درب الجهاد. لم يتوقف أبدًا عن تدريب المجاهدين وتطوير أسلحتهم، مستفيدًا من كل لحظة لتمتين قوة المقاومة وتوجيهها نحو أهدافها السامية. استشهاد غازي أبو طماعة لم يكن مجرد خسارة لشخصٍ عظيم، بل كان لحظة تجسد فيها معاني التضحية. أصبح اسمه رمزًا للشجاعة التي لا تعرف الخوف، وللتفاني الذي لا يتوقف، وللإيمان الراسخ في تحقيق النصر. ستظل سيرته خالدة، درسًا للأجيال المقبلة في العزيمة والوفاء لفلسطين.

 

 

 

 

 

القائد الكبير الشهيد أحمد الغندور (أبو أنس) قائد لواء الشمال

في قلب فلسطين التي لا يهدأ نبضها، حيث تقف الأشجار شاهدةً على بطولات لا تعد ولا تحصى، ينبثق اسم الشهيد القائد أحمد الغندور، أبو أنس، قائد لواء الشمال كنجم شامخ في سماء المقاومة، لا يطويها الزمان ولا يوقفها الموت. كان أبو أنس، قائد لواء الشمال في كتائب القسام، تلك القامة التي تجسد صمود الأرض وشجاعة الرجال، فكل خطوة من خطواته كانت تمثل إصرارًا على الحفاظ على كرامة وطنٍ لا يعرف المساومة. أبو أنس لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان تجسيدًا حقيقيًا للبطولة الفلسطينية في أسمى معانيها. سطّر على أرض المعركة تاريخًا من التفاني والجلد، وقيادة لا تلين، متمسكًا بكل ثبات بجوهر القضية الفلسطينية. كان يعلم أن المسار الذي يسلكه هو مسار الشرف والتضحية، حيث لا مجال للضعف أو التراجع. لقد رسم في أذهان المجاهدين كيف يكون القائد الذي لا يتنازل عن حقوق شعبه ولا يفرط في شبر من أرضه، مهما كانت الأثمان. شجاعة أبو أنس لم تكن فقط في ساحات القتال، بل في قراراته الحكيمة ورؤيته الثاقبة، فقد كان يوجه جهاده بحنكة ووعي، ويقود بحكمة لا تعرف الحدود. كان بمثابة السند لرفاقه، ونجمة تهديهم في ظلام الليل، مستمدًا قوته من إيمانه العميق بالقضية التي لا تموت. استشهاد القائد أحمد الغندور لم يكن فقط رحيل جسد، بل كان بداية لحكاية

 

 

 

 

 

 

القائد الكبير الشهيد أيمن نوفل (أبو أحمد) قائد لواء الوسطى

في قلب معركة التحرير، حيث تتلاحم الأقدار وتخوض أرواح الأبطال معركة لا هوادة فيها ضد الظلم، يبرز اسم الشهيد القائد أيمن نوفل، أبو أحمد، قائد لواء الوسطى في كتائب القسام، ليشكل علامة فارقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية. كان أبو أحمد ليس فقط قائدًا عسكريًا، بل رمزًا حقيقيًا للبطولة والتفاني، الرجل الذي نذر حياته للدفاع عن أرضه وشعبه، دون أن يعرف تراجعًا أو تقاعسًا. منذ اللحظات الأولى لاندلاع المواجهات، كان القائد أبو أحمد حاضرًا في الصفوف الأمامية، قائِدًا بوعي استراتيجي وشجاعة لا تعرف المساومة. لم يكن يتزعزع أمام المحن، بل كان يراهن على روح الجهاد والفداء في تحقيق النصر، ويسير في الطريق التي سلكها الشهداء قبله، دون أن يساوم أو يتردد في الحفاظ على الثوابت الفلسطينية. كان يعي أن المقاومة ليست مجرد خيار، بل هي الواجب الذي لا يجوز التفريط فيه أبدًا. في كل معركة قاد فيها لواء الوسطى، كان أبو أحمد نموذجًا حيًا للصمود والمقاومة، حيث أسس لمرحلة جديدة من النضال المسلح، حافلًا بحنكة القيادة ورؤية استراتيجية استشرافية. كان يقود بعينٍ حريصة على التفاصيل، وبقلبٍ مفعم بالإيمان بقضية شعبه، يسطر أسمى آيات الشجاعة في كل لحظة، مُعلمًا أقرانه في ساحة المعركة معنى التضحيات. استشهاده، مثل أي شهيد آخر، لم يكن النهاية بل بداية لأسطورة تخلدها الأجيال القادمة. صار أبو أحمد رمزًا حيًّا للاستشهاد، وعنوانًا للوفاء بقضية فلسطين. ورغم أن جسده رحل، فإن روحه وقيمه ستظل ساطعة، تضيء درب الأحرار والمجاهدين في كل زمان ومكان. 

 

 

 

 

 

القائد الكبير الشهيد رافع سلامة (أبو محمد) قائد لواء خان يونس

في زخم المواجهات التي ترتقي فيها الأرواح الطاهرة في درب الحرية والنضال، يبرز اسم الشهيد القائد الكبير رافع سلامة، أبو محمد، قائد لواء خان يونس في كتائب القسام، كأحد أبرز رموز البطولة الفلسطينية الذين جعلوا من دمائهم وقودًا لحلم التحرير. كان أبو محمد نموذجًا حيًا للصمود والشجاعة، حيث تميز بثباته في المعركة وبأسه في مواجهة الاحتلال، ليكون واحدًا من القادة الذين خاضوا معركة الوجود بكل عزيمة وإيمان. تربع القائد أبو محمد على عرش المقاومة بحنكته العسكرية وعبقريته في التخطيط، فبنيت استراتيجياته على أسسٍ راسخة من الوفاء للقضية الفلسطينية، التي لم يتنازل عنها يومًا. كان يعلم تمامًا أن فلسطين لا يمكن أن تتحرر إلا بتضحية عظيمة، فظل ثابتًا، يتابع بعيونٍ مليئة بالإيمان والإصرار، كل خطوة نحو النصر، لا يتراجع أمام أي تهديد، ولا يستكين أمام أي قوة. كانت المعركة بالنسبة له أكثر من مجرد صراع على الأرض؛ كانت قضية حياة وحرية، قضية شرف وكرامة. بقي رافع سلامة وفياً لقضية شعبه، صامدًا في وجه المحتل الذي حاول بكل السبل تهجير الفلسطينيين وانتزاع حقوقهم، متسلحًا بعزيمة لا تلين وإيمان راسخ بأن فلسطين ستظل حرة مهما طال الزمن. وفي لحظة الوداع، عندما ارتقى شهيدًا، كان استشهاده تجسيدًا لروح المقاومة التي لا تموت، ولإيمان لا يبدله الزمن. أصبح أبو محمد رمزًا للأجيال الجديدة، أيقونة للمجاهدين الذين يرون في دمائه الطاهرة وقودًا لاستمرار المسير. سيرته ستكون دوما نبراسًا للحرية، ورمزًا للاستشهاد في سبيل فلسطين. 

 

 

 

 

 

الشهيد القائد المجاهد محمد أبو عسكر (أبو خالد) عضو المكتب الإداري لحركة حماس في غزة

هناك رجالٌ يولدون مرتين، مرةً حين يأتون إلى الدنيا، ومرةً حين يخلدهم التاريخ شهداءً وأبطالًا. الشهيد القائد محمد أبو عسكر (أبو خالد)، عضو المكتب الإداري لحركة حماس في غزة، كان واحدًا من هؤلاء الذين لم تكن حياتهم إلا ملحمةً من الصمود والتضحية والشجاعة، حتى صار اسمه رمزًا ناصعًا في ذاكرة المقاومة. لم يكن أبو خالد رجلًا عاديًا، بل كان عقلًا مفكرًا وقلبًا نابضًا بالإيمان بالقضية. منذ شبابه، أدرك أن طريق الحرية محفوفٌ بالتضحيات، فانضم إلى صفوف الحركة الإسلامية، وعمل بكل طاقته على تعزيز صمود شعبه، مؤمنًا بأن المقاومة ليست مجرد فعلٍ مسلح، بل منظومةٌ متكاملةٌ تجمع بين السياسة والتنظيم والعمل الاجتماعي والجهادي.

برز أبو خالد في بناء المؤسسات التي تحفظ للحركة تماسكها، وساهم بجهده في تنظيم الصفوف وتخطيط الخطوات المستقبلية. لم يكن يخشى التحديات، بل كان يواجهها بعقلٍ صلبٍ وإيمانٍ لا يتزعزع، حتى أصبح من القيادات التي يُعوَّل عليها في أصعب الأوقات. لم يكن الاحتلال غافلًا عن دوره، فلاحقوه واعتقلوه، لكن سجونه لم تزدْه إلا إصرارًا على المضي في درب النضال. خرج من الأسر أكثر تصميمًا، واستمر في عمله غير آبهٍ بالمخاطر، مؤمنًا أن القادة الحقيقيين هم الذين يضحون دون أن يطلبوا لأنفسهم شيئًا. وفي معركة "طوفان الأقصى"، ارتقى أبو خالد شهيدًا، لكنه لم يرحل، بل بقيت روحه تلهم المقاومين وتضيء لهم الطريق. لم تكن حياته إلا درسًا في الثبات، ولم يكن استشهاده إلا ميلادًا جديدًا في سجل العظماء، ليبقى اسمه خالدًا في ذاكرة الأحرار.

 

 

 

 

الشهيد القائد المجاهد فتح الله شريف (أبو الأمين) عضو قيادة الخارج وقائد حماس في لبنان

في عتمة المنافي والشتات وأوجاعهما، لمع نجم القائد المجاهد فتح الله شريف (أبو الأمين) عضو قيادة الخارج وقائد حماس في لبنان كمنارة تُرشد المشتتين إلى درب العودة، وتُضيء للأجيال طريق النضال. لم يكن مجرد قائدٍ، بل كان أباً ومعلماً، يبث في نفوس من حوله روح العزيمة، ويغرس فيهم يقين النصر، حتى صار رمزًا للصمود والتحدي في وجه الاحتلال. وُلد فتح الله شريف في قلب المعاناة، حيث تفتحت عيناه على واقع اللجوء، لكنه لم يكن يومًا أسيرًا لظروفه، بل حمل وطنه في قلبه، وسعى بكل قوته لنصرة قضيته. كان التعليم بوابته الأولى للنضال، فوقف على منابر العلم، يُربي الأجيال على الوعي والانتماء، ويرسخ فيهم أن المعرفة والإيمان صنوان لا يفترقان في معركة التحرير. لكن روحه الثائرة لم تكتفِ بساحات التعليم، فكان من أوائل من التحقوا بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حيث عمل على بناء قواعدها في لبنان، ليصبح قائدها هناك وعضوًا في قيادتها بالخارج. خاض معارك السياسة والميدان بحكمة القائد وجرأة الثائر، متحملاً أعباء القضية في ظروف قاسية، لم تزده إلا صلابة وإصرارًا. 

وفي الثلاثين من سبتمبر 2024، امتدت يد الغدر الصهيونية لتغتال حلمًا، لكنها لم تستطع قتل الفكرة. استُشهد فتح الله شريف في قصف غادر استهدفه مع عائلته في مخيم البص، ليرتقي مع زوجته وابنيه شهداء على درب الحرية، في مشهدٍ يجسد وحشية العدو وصمود المجاهدين. رحل "أبو الأمين" جسدًا، لكنه بقي روحًا في ضمير القضية، سيرةً تتناقلها الأجيال، وعَلَماً يُرفرف فوق سماء فلسطين، يُذكّر الجميع بأن الأوطان لا تُحرَّر إلا بدماء الأوفياء.

 

 

 

 

الشهيد القائد المجاهد ياسين ربيع (أبو شهد) عضو قيادة الضفة العربية لحركة حماس

في ثنايا التاريخ الفلسطيني المضيء، تبرز أسماء تسطر بدمائها فصول البطولة والصمود، وتنقش في ذاكرة الأمة خوالد الشجاعة والتضحية. ومن بين هؤلاء الأبطال الذين أضاءت سماء فلسطين أنوارهم، يبرز اسم الشهيد القائد المجاهد ياسين ربيع، المعروف بأبو شهد، عضو قيادة الضفة الغربية في، حركة حماس الذي كان نموذجًا للثبات في مواجهة الاحتلال، والشجاعة في التصدي للمحتل الغاصب. أبو شهد، عضو قيادة الضفة العربية لحركة حماس، كان مثالًا حيًّا للتمسك بالقضية الفلسطينية، لا ينكسر ولا يساوم، بل كان يرفض التفريط في الثوابت مهما كانت التضحيات. كان مشعلًا متوهجًا في مواجهة الظلم، يناضل بكل ما أوتي من قوة للحفاظ على كرامة شعبه، ومجسدًا في كل خطوة من خطواته معنى الشجاعة والتفاني في سبيل التحرير. لقد عاش ياسين ربيع حياته مرتكزًا على مبادئه، فلا مكان للخوف أو التردد في قاموسه. كانت عزيمته أقوى من كل التحديات، وكان يعي تمامًا أن الحرية لا تأتي إلا بالدماء، وأن الاستشهاد هو الطريق الأمثل لتحقيق الهدف المقدس في تحرير فلسطين. كان كل يوم يمضي به بمثابة معركة جديدة يواجه فيها قسوة الاحتلال، لكن عينه كانت دومًا على الهدف الأسمى، وهو تحرير الأرض والإنسان الفلسطيني. استشهاد ياسين ربيع لم يكن مجرد نهاية لحياة مجاهد، بل كان لحظة انبعاث جديدة لشعلته التي ستظل تضيء دروب المجاهدين. كان استشهاده علامة فارقة في مسار المقاومة، إذ أظهر للعالم أجمع أن فلسطين ليست مجرد قطعة أرض، بل قضية تمثل حياة ودماء، وأن الصمود والتضحية هما أساس المعركة المستمرة ضد الظلم. 

 

 

 

 

 

 

القائد الكبير الشهيد رائد ثابت (أبو محمد) قائد ركن القوى البشرية

في أرض فلسطين التي لا تعرف الاستسلام، حيث يكتب المجاهدون تاريخًا من الدماء والتضحيات، يبرز اسم الشهيد القائد رائد ثابت، أبو محمد، قائد ركن القوى البشرية في كتائب القسام، كرمزٍ خالد للعزيمة اللامحدودة والإرادة التي لا تعرف المستحيل. كان أبو محمد أحد أولئك الرجال الذين جعلوا من المعركة معركة وجود، فارتقى في كل خطوة بخطى البطولة، مؤمنًا بأن النصر لا يأتي إلا من خلال التفاني الكامل في خدمة القضية الفلسطينية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني دون التفريط أو التنازل. كان أبو محمد صاحب قلبٍ مخلصٍ وعقلٍ حكيمٍ، إذ جمعت فيه صفات القيادة الفذة، متسلحًا بالإيمان العميق بقضية فلسطين، رافضًا كل محاولات الاستسلام أو الخضوع. عمله في ركن القوى البشرية لم يكن مجرد وظيفة بل كان رسالة، فقد كان يهتم ببناء الجسد المقاوم بكل قوة وعزم، ويحرص على تزويد المجاهدين بكل ما يحتاجونه من تدريبٍ ومهاراتٍ، ليكونوا مستعدين لحظة اللقاء مع المحتل. لم تكن الشجاعة في قلب أبو محمد مجرد سمة، بل كانت هي الزاد الذي يعين المجاهدين على تخطي أصعب الأوقات. كان في كل معركة يتقدم الصفوف، يواجه الصعاب بعزيمة لا تلين، ويؤكد في كل لحظة أن فلسطين لا يمكن أن تُحرر إلا بتضحيات من هذا النوع. استشهاد أبو محمد لم يكن مجرد لحظة رحيل، بل كان تجسيدًا لروح المقاومة الحية التي لا تموت. أصبح اسمه، في لحظة رحيله، أيقونة تجسد العزيمة والتفاني في سبيل فلسطين. لن ينسى المجاهدون إصراره، وستظل سيرته نبراسًا يضيء درب الأجيال القادمة. 

 

 

 

 

 

الشهيد القسامي سمير فندي (أبو عامر)

في دروب النضال، تبرز شخصياتٌ نذرت حياتها لقضية الوطن، فكانت مثالًا للصمود والتضحية والشجاعة. ومن بين هؤلاء الأبطال، يسطع نجم الشهيد القسامي سمير فندي، المعروف بـ"أبو عامر"، الذي جسّد بأفعاله أسمى معاني الفداء. وُلد سمير فندي في بلدة قبلان جنوب مدينة نابلس، ونشأ في كنف عائلةٍ عُرفت بالالتزام والدين. 

منذ نعومة أظفاره، تشرّب حب الوطن والمقاومة، فكان من روّاد مسجد المخيم، حيث ترعرع على قيم الجهاد والتضحية. لم تكن مسيرته النضالية وليدة لحظة، بل كانت نتاج سنواتٍ من الكفاح والعمل الدؤوب في سبيل القضية الفلسطينية. شغل "أبو عامر" منصب مسؤول العمل العسكري لحركة حماس في جنوب لبنان، وكان له دورٌ بارز في تأسيس وتطوير البنية التحتية للمقاومة هناك. 

عُرف بشجاعته وإقدامه، فلم يتوانَ يومًا عن مواجهة الاحتلال، واضعًا نصب عينيه تحرير الأرض والإنسان. وفي معركة "طوفان الأقصى"، كان له بصماتٌ واضحة أوجعت العدو وأربكت حساباته. في الثاني من يناير عام 2024، ارتقى "أبو عامر" شهيدًا في غارةٍ إسرائيلية استهدفته ورفاقه في الضاحية الجنوبية لبيروت. لم يكن استشهاده مجرد حدثٍ عابر، بل كان محطةً أكدت على التلاحم والوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني. ففي جنازته المهيبة التي شهدها مخيم الرشيدية بمدينة صور جنوبي لبنان، اجتمع الآلاف من أبناء المخيمات والفصائل الفلسطينية كافة، مرددين هتافات الوحدة والمقاومة. ولعل المشهد الأكثر تأثيرًا كان كلمة ابنته التي ارتدت زيّ والدها العسكري، وقالت بصوتٍ يملؤه الثبات: "لسنا أصحاب شعارات، ما نرضاه للناس نرضاه لأنفسنا، لا نضحي بأولاد العالم، بل نضحي بأنفسنا". 

لقد كان سمير فندي مثالًا حيًا للقائد الذي يعيش من أجل قضيته، ويضحي بحياته في سبيلها. ترك وراءه إرثًا نضاليًا سيظل نبراسًا للأجيال القادمة، ينهلون منه معاني الصمود والتضحية والشجاعة. وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الوطن، رمزًا للمقاومة والعزة والكرامة. 

 

الشهيد المجاهد محمد دراغمة من طوباس منفذ عملية تياسير النوعية التي أدت لمقتل جندين من الصهاينة وإصابة آخرين 

في أرضٍ لم تعرف إلا العزة، وبين جبالٍ لم تنحنِ إلا لله، نشأ الشهيد محمد جمال دراغمة، ابن مدينة طوباس، ذلك الشاب الذي لم يكن مجرد اسم في سجلّات المقاومة، بل كان وعدًا صادقًا بأن فلسطين لا تموت، وأن جذوة النضال لا تنطفئ مهما تعاقبت السنون.

وُلِد محمد وترعرع في كنف عائلةٍ مجاهدة، حملت على عاتقها راية الصمود. كان شقيقه الأكبر، أحمد دراغمة، قائد كتيبة طوباس في سرايا القدس، واستُشهِد قبل عامٍ خلال اشتباك مع الاحتلال. وكأنَّ البطولة قد كُتبت قدرًا على هذه العائلة، فلم يتأخر محمد عن اللحاق بركب الفداء، رغم كل المحاولات لكسره. اعتُقل في سجون الاحتلال أكثر من مرة، وذاق ظلم السجان، لكنه خرج أشد بأسًا وعزمًا. 

وحتى حينما زُجَّ به في سجون السلطة الفلسطينية، حيث قضى 154 يومًا في سجن أريحا المركزي، لم ينحنِ، بل ازداد إيمانًا بأن الطريق الوحيد للحرية هو المقاومة، فكان قرارُه لا رجعة فيه: إما النصر أو الشهادة. وجاء اليوم الذي خطّ فيه محمد ملحمةً لا تُنسى. ففي فجر الرابع من فبراير 2025، حمل بندقيته الـ M-16، وارتدى زيًّا عسكريًا مموَّهًا، ثم زحف نحو حاجز تياسير العسكري، حيث يتمركز جنود الاحتلال. وحينما اقترب، باغتهم بوابلٍ من الرصاص، فأردى اثنين قتلى وأصاب آخرين. لم يكن مجرد هجومٍ خاطف، بل اقتحم الموقع العسكري نفسه، وسيطر على برج المراقبة، في مواجهةٍ بطولية غير متكافئة مع 11 جنديًا صهيونيًا، استمرت لدقائق طويلة، قبل أن يرتقي شهيدًا، مضرّجًا بدمائه الطاهرة.

كان محمد دراغمة مقاتلًا حتى آخر طلقة، مقاومًا حتى آخر نفس، نموذجًا للفداء الذي لا يعرف المساومة. لم يترك وراءه وصية مكتوبة، بل تركها مدونةً بالدم: لا تُسقطوا البندقية، لا تفرّطوا بالأرض، ولا تنسوا أن الشهداء هم من يكتبون التاريخ الحقيقي. اليوم، وإن غاب الجسد، فإن الروح لم ترحل. ستظل فلسطين تذكر اسم محمد دراغمة، ترويه للأجيال القادمة، كقصةٍ لا تنتهي عن العزيمة التي لا تُهزم، والدم الذي لا يذهب سُدى، والوطن الذي لا يُنسى.

 

الشهيد القسامي عزام الأقرع (أبو عمار)

في سجلّ الأبطال الذين نذروا حياتهم لقضية الوطن، يبرز اسم الشهيد القسامي عزام الأقرع، المعروف بـ"أبو عمار"، كرمزٍ للتفاني والصمود والتضحية والشجاعة. وُلد عزام حسني صلاح الأقرع في 31 ديسمبر 1969 في بلدة قبلان جنوب نابلس، ونشأ في كنف عائلةٍ كريمة، حيث تلقى تعليمه الأساسي قبل أن يترك الدراسة ليساعد والده في إعالة الأسرة الكبيرة. مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، كان عزام من أوائل المنتمين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وشارك بفعالية في مواجهة الاحتلال. 

اعتُقل لأول مرة عام 1989 لمدة تسعة أشهر، وأعيد اعتقاله مطلع عام 1992 وحُكم عليه بالاعتقال الإداري لستة أشهر. في ديسمبر من نفس العام، تم إبعاده مع 415 من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور جنوب لبنان، حيث صقلت تجربة الإبعاد شخصيته وعمّقت علاقاته بقيادة الحركة. بعد السماح للمبعدين بالعودة، اختار عزام البقاء في الخارج لمواصلة مسيرة المقاومة. تنقّل بين لبنان وسوريا ومصر وتركيا وقطر، وأسهم في تأسيس وتطوير كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. 

عُرف بعمله الدؤوب في الظل، بعيدًا عن الأضواء، مما أكسبه لقب "رجل الظل". في عام 1997، استشهد شقيقه الأكبر عزمي، الذي كان مناضلاً في صفوف حركة فتح بلبنان. تزوج عزام من أرملة شقيقه ليرعى أبناءه الأيتام، ورُزق منها بولدين، عبد الله وعبد الرحمن، مما يعكس نبل أخلاقه وتفانيه الأسري.

طوال سنوات نضاله، تعرضت عائلته لمضايقات الاحتلال، حيث مُنعوا من التواصل معه، وتعرضوا للاعتقال والتهديد. ورغم ذلك، ظل عزام ثابتًا على مبادئه، مؤمنًا بعدالة قضيته، ومُصرًا على مواصلة طريق المقاومة. في 2 يناير 2024، ارتقى عزام الأقرع شهيدًا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مكتبًا لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعد 88 يومًا من بدء معركة "طوفان الأقصى". 

استُشهد معه نائب رئيس حركة حماس، صالح العاروري، والقيادي القسامي سمير فندي، وأربعة آخرون من الحركة. كان استشهاده محطة فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني، حيث أكدت على تلاحم الشعب والتفافه حول قيادته المقاومة. لقد جسّد الشهيد عزام الأقرع أسمى معاني التفاني والصمود والتضحية والشجاعة، تاركًا إرثًا نضاليًا سيظل نبراسًا للأجيال القادمة، ومثالًا يُحتذى به في مسيرة التحرر والكرامة.