التاريخ : الأحد 20 يوليو 2025 . القسم : مقالات وآراء

الطاعون.. تشخيص الداء فى ذكرى انقلاب يوليو


الطاعون وباء ابتليت به البشرية مرات عدة على مدار تاريخها الطويل ، وكانت أول مرة  يظهر فيها الطاعون كان في عصر اخناتون ما بين عامي 1353 -1335 ق.م . وفي القرن الرابع عشر ظهر الطاعون في أوربا في الفترة من 1347 -1352 م، وظهرت الموجة الثالثة من الطاعون في القرن العشرين. واستمرت حتى عام 1959 . وأتت على أرواح اثني عشر مليون نسمة ، لكن والحمد لله ذهب الطاعون الوبائي بغير رجعة، ولكن الأخبار السيئة هي أن طاعونًا آخر لا يزال يصيب بعض بلدان (العالم الثالث) وخصوصا مصر، التي ابتليت بوباء (طاعون العسكر) في منتصف القرن الماضي، ولا يزال هذا الطاعون متوطنا في مصر الحبيبة.

منذ انقلاب 1952 -الذي تحل ذكراه هذه الأيام- ومصر في قبضة الجنرالات ( والجنرالات هنا كناية عن العساكر وليس الرتبة العسكرية، لأن بعض جنرالات 1952 لم يتجاوز رتبة النقيب"يوزباشي" والرائد "صاغ" وقتئذ) .  

فماذا فعل جنرالات 1952 وجنرالات 2013 بمصر ؟ 

إليكم بعض أسئلة الواقع والمأمول التي تساعدنا في تشخيص واقع الحالة المصرية ورصد مظاهر -ما أسميه- طاعون العسكر على الحياة في مصر.

 طاعون العسكر له علامات وملامح وأعراض ظاهرية، وأخرى ترى بعد الفحص بالأجهزة المتخصصة ، وأهم هذه الأعراض ما يلي :

  1. ارتفاع نسبة العساكر بين المحافظين والوزراء(حوالي60% من عدد المحافظين والبقية من الموالين للعسكر) .
  2.  زيادة نسبة العساكر في المؤسسات والهيئات والشركات التابعة للدولة في طول البلاد وعرضها( نسبة لا تقل عن 70%) . 
  3.  ظهور "طفح" عسكري في المواقع المؤثرة مثل: الأوبرا المصرية التي تولى شؤونها يوما ما اللواء سمير فرج، هيئة الشراء والامداد والتموين الطبي الموحد التي زرع فيها اللواء طبيب بهاء الدين زيدان،  الهيئة العامة للاستعلامات والتي زرع فيها اللواء هشام عبد الخالق وتفويضه بإدارة شؤونها المالية والإدارية مع الصحفي ضياء رشوان - وللعلم فللهيئة 69 مكتبا خارجيا، تصرف رواتبهم بالدولار الأمريكي - حتى إن داء العسكر قد انتشر في جسد وزارة الأوقاف وأصبح فيها أربعة لواءات وكلاء للوزير . 
  4.  وجود شلل رعاش تجاه أثيوبيا التي حرمت مصر من حقها التاريخي في مياه النيل .
  5.  زيادة نسبة التطبيل الإرادي واللاإرادي بمرور الوقت.
  6.  تراجع نسبة المكون المدني في الجهاز الحكومي لصالح نسبة المكونات الميري. 
  7. حالة الضعف والرهقان وصعوبة التنفس التي يعاني منها الوطن والمواطن.
  8. حالة الهيجان والتقلصات والتشنجات العصبية التي تصيب العساكر بسبب النقد حتى لو كان بنَّاءً.
  9. الكآبة والحزن الذي يصيب وجه أي جنرال عندما يتحدث مع الشعب أو إلي الشعب. 
  10.  الشعور بالبرودة والرعشة بسبب ارتفاع حالة الرفض الشعبي لممارسات العسكر .
  11. البلادة وعدم الاستجابة مع الهزات التي تحدث في الوطن؛ مثل: حوادث الطرق والقطارات والانهيارات الأرضية والحرائق .
  12. التخريف والهلاوس التي تصيب الجنرالات عند ذكر ما يسمى بالإنجازات. 
  13. الصراخ اللاإرادي التي يصيب إعلام العسكر عند ذكر الشرعية والرئيس مرسي والإخوان المسلمين والإسلامية عموما.
  14. الوسواس القهري عند الحديث عن ثورة يناير 2011 .
  15. التطبيع الإرادي مع حصار أهلنا في فلسطين وغزة تحديدا. 
  16.  ضعف البصر والبصيرة وحالة الزغللة والحَوَل التي يعاني منها كبار العساكر معظم الوقت. 
  17.  عدم الاستجابة لكافة الأدوية والمسكنات، إذ يبدو أن الحل ليس بالأدوية المعتادة مع الأسف.  وللعلم؛ فقد انتشر ميكروب الميري في الأوساط الدينية والشرعية ، كما انتشر في بعض المحافظات بعد تعريض أئمة الأوقاف والأزهر لموجات تدريبية (سامَّة) في كلية الضباط الاحتياط العسكرية. 

اللهم لطفك بمصر وأهلها .